العدد (662) - اصدار (1-2014)

التعريب العلمي مـحـمـد أبــوغــيــور

ما إن يطرح موضوع التعريب في ميدان العلوم حتى ينقسم المتحاورون إلى مجموعتين تدعي إحداهما عجز اللغة العربية عن التعبير عن المدلولات العلمية، فيقال إنها ليست لغة علمية بل هي لغة الشعر والأدب عموما. فترد عليها المجموعة الثانية بحشد من الأدلة التاريخية عن تطويع اللغة العربية للتعبير عن العلوم لدى علمائنا الخالدين.. الكندي.. ابن سينا.. ابن الهيثم والرازي...إلخ. وبالتالي، فإنها قادرة على أن تكون لغة للعلم ولا خوف من التعريب العلمي.

«العربيَّة».. طاقة على التواصل والتعَلُّم جورج ن. نحّاس

كثيرًا ما يقارب أمر اللغة العربيّة من حيث إنّها لغة القرآن الكريم فقط. أن ننظر إلى اللغة العربيّة على أنّها أيضًا لغة تعلّم، وتعليم، وتواصل، لا يقلّل من أهمّيّة كونها لغة القرآن الكريم. فالشأن اللغويّ شأن حضاريّ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتثاقف، والتطوّر التاريخيّ، وحاجات التواصل، لذلك فلا يمكن لأحد أن يحدّ اللغة في قالب، مهما سما، لأنّ للغة طابعًا إنسانيًّا غير خاضع لإرادة أصحابها الأصليّين، بل مفتوحًا للمتعاملين معها وبها كافّة.

هل «العربيَّة» لغةُ علم ؟ رياض زكي قاسم

بدايةً، نورد ثلاث ملاحظات تتعلق من حيث التعريف، بتحديد دلالة مفردات وظيفية في البحث: الأولى؛ تتعلق بالعنوان، فقد جعلناه استفهامًا، حتى لا تكون المقالة، سلفًا، إقرارًا منا بصلاحية العربية للتعبير عن المعارف العلمية، وسيكون التعامل مع هذه «المسلَّمة» محايدًا، وممهورًا بقرائن تجريبية، ورصد مجموعة مقومات، أو مكوّنات، لابد من درسها، في ضوء ما يتوافر لدينا من معلومات موثّقة. هذه هي الملاحظة الأولى التي تجعل العنوان بصيغة الاستفهام: هل العربية لغة علم؟