العدد (662) - اصدار (1-2014)

الــخـرطـوم بائعات الشاي.. ومقاهٍ على مرفأ الذاكرة هدى أحمد مهدي

لم يعد الزمن هو الزمن، فالانتقال بين ردهاته، وبين الصورة في ذهن من عاشوا حقبة أفلت من ذكريات الزمن القديم للمقاهي، التي كانت منتديات للأدباء، والشعراء، والمثقفين، والمبدعين، ورواة الحكايات الشعبية، إلى رياح التغيير، التي هبت على تلك المقاهي، وقضت على رائحة التاريخ، فصارت تبرق بالأذهان، كلما مرّ عابر ممن عاشوا ذلك الزمن الجميل، بأماكن بائعات الشاي، وشاهد من يتحلقون حولها. ويظلون أوقاتا طويلة في ذاك الثبات، حتى أن هناك من أطلق على تلك المجالس «منتديات العطالى»، لأن هؤلاء المتحلقين حولهن، لا يجمع بينهم أي انتماء، لا فكري، ولا ثقافي، ولا وجداني. إنما ما يجمعهم هو الفراغ، والنرجيلة، واحتساء الشاي والقهوة وكل ما يؤخذ ساخنا، وهو ضياع الوقت في اللاشيء.