العدد (663) - اصدار (2-2014)

حَمْلُ «الـحُبَّ» الكاذب محمد بن سيف الرحبي

لم‭ ‬أصادف‭ ‬في‭ ‬قريتي‭ ‬مفردة‭ ‬الحب،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬قرية‭ ‬‮«‬جادّة‮»‬،‭ ‬أكسبها‭ ‬وجودها‭ ‬بين‭ ‬جبلين،‭ ‬شرقي‭ ‬وغربي،‭ ‬طبيعة‭ ‬الصخر،‭ ‬فلم‭ ‬يلن‭ ‬قلبها‭ ‬ويسمح‭ ‬بمرور‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬طرقاتها‭ ‬الترابية‭. ‬كنت‭ ‬حينها‭ ‬طفلا،‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬جسر‭ ‬العبور‭ ‬بين‭ ‬ستينيات‭ ‬وسبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لم‭ ‬أتذكر‭ ‬أن‭ ‬والدي‭ ‬قبَّلني،‭ ‬ربما‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬تشكّل‭ ‬ذاكرتي،‭ ‬هذه‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تشفع‭ ‬لي‭ ‬حتى‭ ‬باسترجاع‭ ‬لمسة‭ ‬حنان‭ ‬أمومية،‭ ‬لأن‭ ‬قريتي‭ ‬‮«‬جادّة‮»‬‭ ‬جدا،‭ ‬ولا‭ ‬وقت‭ ‬فيها‭ ‬للمشاعر‭ ‬والعواطف،‭ ‬الكل‭ ‬يسعى‭ ‬لاكتساب‭ ‬ما‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬لقمة‭ ‬عيشه،‭ ‬الأب‭ ‬حيث‭ ‬يتغرب‭ ‬أسبوعا‭ ‬كاملا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مطرح،‭ ‬ويأتي‭ ‬عصر‭ ‬الخميس،‭ ‬ننتظره،‭ ‬إذ‭ ‬تدخل‭ ‬الـ‭ ‬‮«‬بيك‭ ‬أب‮»‬‭ ‬بمجموعة‭ ‬الموظفين‭ ‬والعمال‭ ‬الوادي‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬غربي‭ ‬القرية‭ ‬وجبلها‭ ‬العتيد