العدد (663) - اصدار (2-2014)
لم أصادف في قريتي مفردة الحب، فقد كانت قرية «جادّة»، أكسبها وجودها بين جبلين، شرقي وغربي، طبيعة الصخر، فلم يلن قلبها ويسمح بمرور الحب في طرقاتها الترابية. كنت حينها طفلا، يسير على جسر العبور بين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لم أتذكر أن والدي قبَّلني، ربما حدث ذلك قبل تشكّل ذاكرتي، هذه التي لم تشفع لي حتى باسترجاع لمسة حنان أمومية، لأن قريتي «جادّة» جدا، ولا وقت فيها للمشاعر والعواطف، الكل يسعى لاكتساب ما يستطيع من لقمة عيشه، الأب حيث يتغرب أسبوعا كاملا في مدينة مطرح، ويأتي عصر الخميس، ننتظره، إذ تدخل الـ «بيك أب» بمجموعة الموظفين والعمال الوادي الفاصل بين غربي القرية وجبلها العتيد