العدد (665) - اصدار (4-2014)

رائد التجريب.. صاحب النزعة الإنسانية إبراهيم فرغلي

يوصف إسماعيل فهد إسماعيل بأنه الأب الروحي للأدب الكويتي، وهذا صحيح، على مستوى إنتاجه الأدبي أولا، وعلى المستوى الإنساني تاليا. فمسيرة إسماعيل فهد الأدبية الكبيرة بدأت مع منتصف ستينيات القرن الماضي، وفي تقديري أنها بدأت من حيث انتهى الآخرون. فقد تجلى منذ أول نصوصه المنشورة «كانت السماء زرقاء» انحيازه للمغامرة الأدبية وللتجريب، وحرصه على تأسيس لغة وأسلوب يخصانه وحده. وكلما تقدم في مسيرته بدا هذا الصوت أكثر خصوصية.

في حضرة العنقاء والخل الوفي.. رواية تخلق حلمها الخاص ابتسام إبراهيم التريسي

بدأ إسماعيل روايته «بحلم» وكلّ عمل جيد يأخذ - غالباً - جودته من جودة البداية. والقوة التي امتلكتها بداية الرواية، حدّدت مسار العمل بأكمله. وقد أتت هذه القوة من خلال «بناء متماسك، دقة في التعبير، دلالة الكلمات وكفايتها الفكرية، ترابط نسيجها، الطاقة الإيمائية فيها، والمقدرة على إحالات محددة إلى أحداث ستترى أثناء السرد. يضاف إليه المشهدية التي يتمتع إسماعيل برسمها بدقة برسمها المتقن مقتصداً في لغته الخاصة حدّ خلق جملة لم يسبقه إليها أحد، ويعدّ إسماعيل متفرداً فيها.

«في حضرة العنقاء».. تمثيل الواقع أسطوريًا جميل الشبيبي

«في حضرة العنقاء والخل الوفي» هي الرواية الخامسة والعشرون في سجل الروائي المبدع إسماعيل فهد إسماعيل، الذي واكب تحولات الذات في عمق أزماتها الروحية والوجودية، واستشرف إشكالات الحياة والمصير والغربة، عبر شخصيات إشكالية تحمل جنسيات عربية وأجنبية، وفي روايته الجديدة هذه، وابتداء من عنوانها، نلحظ عمق وشمولية وجهة نظر الروائي إسماعيل فهد إسماعيل الذي يتخطى القوانين الوضعية الظالمة باتجاه القيم الإنسانية التي تنظر للإنسان نظرة كونية بعيدا عن العرق والدين والوضع الطبقي، وهو يؤكد نظرته هذه في معظم رواياته التي كان الهاجس الأساس فيها أسئلة هذا الإنسان المصيرية حول ذاته بالعلاقة مع الآخرين. وقد اتضح ذلك منذ روايته الأولى، «كانت السماء زرقاء» التي حملت تداعيات الذات وهي تواجه غربة مزدوجة حياتية ووجودية، وفي هذه الرواية يستكمل غربة مواطن كويتي يصر على هويته ومواطنته ويدافع عنها، ولكنه يجبر على غربة أبدية تضعه على هامش الحياة مهددا في أي لحظة بالطرد من وطنه.