العدد (666) - اصدار (5-2014)

البيت الدمشقي.. لقاء الفصول الأربعة! محمد منصور

لا يمكن أن تدرك سر دمشق عبر العصور، ولا طبيعة أهلها، ولا سوية الذوق الاجتماعي فيها، ولا القيم الأخلاقية التي صاغت تشكيل وجدانهم، إن لم تعرف ما هو البيت الدمشقي. ففي دمشق بالذات يبدو قول الشاعر: منازل قوم حدثتنا حديثهم ولم أر أحلى من حديث المنازل خير تعبير عن حقيقة ارتباط الإنسان في معاشه وشخصيته، بفلسفة السكن ومعمار البيت الذي يأويه. إن البيت الدمشقي هو مفتاح الولوج إلى عمق دمشق.. فيه تتجلى عبقرية البناء، وفيه يتحد الفنان والمعمار والصانع في شخص واحد، ليغدو عمل كل هؤلاء تقليدًا متوارثًا من الجمال وإتقان الصنعة، ومراعاة ضرورات العيش وجماليات الحياة اليومية، وحسن الجوار ضمن الوحدة السكنية الأوسع، التي يطلق عليها اسم الحارة الدمشقية.

غاتسبي وقمصانه الملونة.. أو لماذا يؤلمنا الجمال؟ محمد عبدالنبي

شاهدنا قبل شهور قليلة فيلمًا آخر يستلهم رواية غاتسبي العظيم، الصادرة عام 1925 للروائي الأمريكي ف. سكوت فيتزجيرالد، هذه المرّة بإنتاج هوليوودي ضخم وإخراج الأسترالي الأصل باز لورمان، صاحب الصورة البازخة التي يصعب نسيانها كما في أفلام مثل «الطاحونة الحمراء» و«روميو وجولييت» (نسخة عام 1996). غير أن ليوناردو دي كابريو لم يكن هو أول غاتسبي يمر بالشاشة الكبيرة، ولن يكون الأخير، ولن يسلب هذا التجسد المتكرر لشخصيات الكتاب ثراءها وتعقيدها وسحرها، وسوف تستجيب المرة تلو الأخرى للمزيد من التأويل والاقتباس وإعادة التفسير، شأن كل عمل أدبي رفيع.

هنا الشارقة.. هنا المسرح «ريتشارد» تونس يقتنصها من العرب علاء الجابر

بكلمات مواكبة للواقع، علّق المدير العام للهيئة الدولية للمسرح توبياس بيانكي، قائلا: «في الوقت الذي يتبارى فيه بعض الزعماء بدعم ثقافة العنف، نجد أن صاحب السمو الشيخ د.سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة هو الداعم لثقافة المحبة والسلام والإبداع ومخاطبة الآخر». جاء ذلك ضمن كلمته المرتجلة التي ألقاها في اللقاء الذي جمعنا كمسرحيين مع حاكم الشارقة في دارته للدراسات الخليجية، خلال انعقاد الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في شهر يناير الماضي.

كلاسيكيات السينما «الڤيتارة البورميزية» (1956) .. تحفة المخرج كون إتشيكاوا عن الفردالذي يتحدّى الحياة بفنّه محمد رضا

إذا كان متابعو السينما العالمية من العرب، كما حول العالم، أقل دراية بسينما المخرج الياباني كون إتشيكاوا من سينما مواطنه أكيرا كوروساوا، فإنه يمكن إرجاعه إلى عامل مهم وهو نقاد جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، تم التعرّف على سينما كوروساوا بفعل قيام المخرج بالتوجّـه إلى المهرجانات الأوربية تباعاً منذ مطلع الخمسينيات، فكان اللقاء الأول بين هؤلاء النقاد وبين السينما اليابانية على نحو ثابت وعريض (أي باستثناء عدد محدود من الباحثين الأول الذين ألمـوا بالسينما اليابانية منذ بداياتها الصامتة وحتى نهاية الثلاثينيات).

أوبرا زواج فيجارو.. روعة متجددة طوال أربعة قرون! نسرين رشدي

في العام 1784 أصدر الكاتب المسرحي الفرنسي بومارشيه (1732 - 1799) مسرحيته زواج فيجارو، أو الجزء الثاني من ثلاثيته التي بدأت بـحلاق إشبيلية وانتهت بـالأم المذنبة، وهي عبارة عن ملهاة نثرية، مؤلفة من خمسة فصول، تستقي أحداثها من الحياة اليومية، وفيها نقد لاذع لانحرافات النبلاء الأخلاقية وسلطتهم المطلقة على من يعملون لديهم، بما في ذلك حق التمتع بزوجاتهم، حيث يروي النص قصة دفاع رئيس الخدم فيجارو عن محبوبته من تحرشات النبيل الإسباني الذي يعملان عنده.

مندوبة «الخارجية» محمد بركة

لافتة كبيرة من الورق الأبيض المقوى مكتوب عليها بحروف إنجليزية سوداء بارزة: Mr. Baraka.. هذا هو الخبر السعيد الذي كان في انتظاري حين غادرت نقطة التفتيش وأنا في مطار واشنطن. اللافتة تحملها سيدة في منتصف الثلاثينيات، بيضاء، ممتلئة قليلًا، تتابع بعينيها في هدوء وتركيز عملية البحث عن شخص أجنبي لا تعرفه.

يان دي هيم.. «طبيعة صامتة وببغاء» عبود طلعت عطية

يان دي هيم، هو واحد من أسرة ضمّت أكثر من ثمانية أساتذة في هولندا خلال القرن السابع عشر، وهم والده وعمّاه وأخوه وثلاثة من أبنائه، إضافة إلى بعض أحفاده.. غير أنه كان أشهرهم على الإطلاق. ولد يان في أوتريخت عام 1606م، ودرس الفن أولًا عند والده، ثم عند بلثازار فان در أست ودايفيد بايلي، قبل أن يؤسس محترفه الخاص الذي خرّج عددًا من أساتذة الجيل اللاحق. ويروى عن شهرته أنها بلغت حدودًا جعلته يعجز عن تلبية الطلبات التي كانت تنهال عليه، فكان يعهد إلى أبنائه برسم اللوحات، ليكتفي هو لاحقًا بوضع بعض اللمسات والتعديلات وتوقيعها. ولكن اللوحة التي نراها هنا هي بأسرها بريشته حسبما يؤكد الخبراء.

بانتظار جائزة نوبل أمين الباشا

أتى صباحًا.. لم نسمع دقات الباب المتتالية. الوقت مبكرًا.. الساعة الرابعة صباحا ثم.. سمعنا دقات الباب.. استغربنا.. خفنا.. تقدمنا إلى الباب.. كنت أكثر جرأة من بقية العائلة.. فتحت الباب.. رأيته مبتسما.. يا للغرابة.. المفاجأة كانت سعيدة حزينة مخيفة.. لا.. لا هذا ولا ذاك.. هو صديقي العزيز.. أقول العزيز وهو اسمه.. اسمه «عزيز» صديق الدراسة. بقي صديقا حتى الآن.. الآن أنا في سن الخمسين أو أكثر.. أعمل في وزارة الثقافة المملة.. المعدومة الثقافة.. هو شاعر همه أن يغيّر.. أن يطوّر الشعر ويدخله في باب الحداثة.. الحداثة الكلمة التي لم أهضمها يومًا وأراها غير معقولة.. وثقيلة.. هذا هو.. طبعًا لم أكن أوافقه.