العدد (666) - اصدار (5-2014)

أمين معلوف ومِنَح الصلح جهاد فاضل

روى الكاتب اللبناني - الفرنسي الكبير أمين معلوف أنه التقى مرة في شبابه بالمفكر الكبير منح الصلح أمام سور الجامعة الأمريكية في بيروت. كان أمين يومها في حدود العشرين من عمره، وكان يعرف أن آل الصلح، ومنهم منح، تربطهم صلة وثيقة بأسرته وخاصة بوالدة الشاعر رشدي المعلوف. لذلك كان من الطبيعي أن يسأل كل منهما الآخر عن أخباره. وقد فوجئ منح الصلح عندما قال له أمين إن لديه مشروع زواج قريبًا من صديقة له في مثل سنه. وعندما صمت منح ولم تظهر على وجهه أسارير الراحة للخبر، سأله أمين عن رأيه بالزواج، فقال له الصلح: «الزواج مؤسسة سيئاتها أكيدة وحسناتها مشكوك فيها». ويبدو أن أمين معلوف كان عاقد العزم يومها على الزواج، فلم يكن أحد قادرًا على ثنيه عنه، لا الصلح ولا كل الفلاسفة وعلماء الاجتماع. ولكنه قال لي مرة إنه إلى اليوم مازال يضحك كلما تذكر رأي منح الصلح بالزواج. ولكن الزواج حتى ولو كانت سلبياته أكيدة وإيجابياته مشكوكًا فيها، مازال يلقى رواجًا كبيرًا إلى اليوم في بيئات كثيرة، وفي العالم الثالث بوجه خاص. فالكثيرون يقبلون عليه بشغف وإن ارتدّ بعضهم عنه خائبين مقسمين بأنهم لن يكرروها مرة أخرى.