العدد (667) - اصدار (6-2014)

ثقافة التفكير العربي

لا يستطيع الإنسان أن يفكر أو يبدأ بفكرةٍ من دون الرجوع ذهنيا إلى استدعاء «كلمة» أو «صورة»، والعقل البشري فسيح، مُهيّأ بذاكرة عظيمة، عميقة النهاية، سريعة الاستجابة، فإن فُعَّلت تلك الذاكرة فلن يضاهيها أكبر أو أسرع الحواسيب في العالم. إلا أننا لا نستطيع إدراك تلك المساحات إلا عندما تُدَوَّن الكلمات وتُكتب في ذاكرة العقل. فلا شك في أنّ كتابة الكلمة بداية لتدوين الفكرة، والحاجة من تلك الكتابة هي توثيق خبرة أو تسجيل عبرة. وذاكرة الإنسان تبدأ بحفظ الصُوَر، ولأنّ الصورة بحاجة إلى تعريف دقيق أو مجمل خاص بها، لكي يقوم العقل باستدعائها عند الحاجة، نشأت الكلمة لتكون دلالة للصورة.