العدد (667) - اصدار (6-2014)
في السنوات الأخيرة من القرن العشرين، والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، ذاع مصطلح «العولمة» وانتشر في ربوع الدنيا بعد انهيار الاتحاد السوڤييتي، وظهور الولايات المتحدة باعتبارها القطب الواحد الذي يقود العالم. وقد صك فلاسفة الرأسمالية العالمية هذا المصطلح ترويجا لفكرة عالم واحد تقوده الرأسمالية العالمية والشركات متخطية الجنسيات، وأخذت أجهزة الإعلام الغربي الجبارة، وتوابعها من أجهزة الإعلام في الدول التابعة في شتى بلاد الدنيا، تروج لمصطلح العولمة على أنه بشير بحرية التجارة في عالم واحد بلا حدود، أو قيود، وما تستلزمه بالضرورة من حرية السفر والانتقال والإقامة. كما ركزت الدعاية التي بثتها هذه الأجهزة على الترويج لمفاهيم جديدة للهجرة في عالم واحد تكون فيه حركة الناس والبضائع والأفكار حركة حرة في كل مكان بالعالم.
السمة المميزة للحقبة الراهنة التي نعيش، تتمثل في عدم الاستقرار الشامل، في اهتزاز أسس النظام الدولي وكثير من المسلَّمات والأعراف والقوانين، التي نظمت حياة المجتمع الدولي والعلاقات بين مكوناته على امتداد القسم الأكبر من القرن العشرين المنصرم، والتي ترى وكأنها راسخة رسوخ قوانين الطبيعة.