العدد (667) - اصدار (6-2014)
تمتاز منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بتقاليد رائعة وراسخة تتمثل في احتضان الشخصيات والأحداث والمواقع المؤثرة ثقافيًا، والاحتفاء بها كروافد للتراث العالمي المشترك بين البشرية على اختلاف مشاربها. وفي أواخر العام الماضي، أعلنت «اليونسكو» قائمة شملت نحو مائة وثمانين شخصية وموقعًا وحدثًا، جميعها ذات أهمية ثقافية متميزة تقوم المنظمة الدولية بتكريمها على امتداد عامي 2014 - 2015.
هو زمن كرة القدم، دون منازع. فاتت عصور الكهرباء والذرّة، ومرت عقود الروبوتات والإنترنت، وغادرتنا أوقات الحواسيب والهواتف الذكية، لنصل إلى زمن تتحدث فيه كرة القدم فيسمعها القاصي قبل الداني. ها هي البطولات تتابعها عيون ملايين البشر، مهما اختلفت مواقيت مبارياتها، تخصص لها قنوات تلفزيونية هادرة على مدار اليوم، ويتحدث فيها لاعبون ونقاد وحكام وجماهير، وتنشر عنها صحف ومجلات محورها كرة القدم. لذلك لم يكن من الاستثنائي أن يبرز أدبٌ يتعلق بكرة القدم، ليس فقط تلك الكتب التي تؤرخ للأندية وبطولاتها، ولا الإصدارات التي توثق للبطولات الكروية والفائزين بها، وإنما ظهر أدب السيرة الذاتية للاعبين، القيمة المحورية لعالم كرة القدم.
«الرياضة هي اللغة التي يستطيع أن يتفاهم بها جميع سكان العالم، والتي تترجم إلى محبة وسلام»، هذه مقولة للشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح، رئيس الاتحاد الكويتي الأسبق لكرة القدم، وكرة القدم لا بد وأن تكون من أسس أبجديات هذه اللغة، فهي تتطلب ما يحتاج إليه لاعب ألعاب القوى من لياقة وقوة، وتحتاج إلى ما يتوق إليه لاعب الجمباز من مرونة ورشاقة، وفيها ما يحتاج إليه لاعبو كرة الطاولة من حرص وتركيز. يمكن ممارسة كرة القدم في ملاعب مزروعة أو ترابية أو خشبية، كما يحدث في بطولات كرة القدم للصالات المغلقة. من الممكن عدم الالتزام بقواعد اللعبة، فيمكن اللعب بأقل من أحد عشر لاعبا للفريق، ومن الممكن اللعب بأي مساحة متاحة وبأي شكل للمرمى, وإذا لم تتوافر كرة، فتمكن الاستعانة بوسيلة مشابهة ككرة الجوارب التي ابتدعها الصبية المصريون في حواري القاهرة. كرة القدم متاحة للجميع باختلاف أعمارهم أو مستوياتهم الاقتصادية.