العدد (669) - اصدار (8-2014)

الفنان التشكيلي محمد صبري... رائد فن الباستيل محمد بركة

لا تغرنك بنيته الجسدية الضئيلة، أو نبرة صوته الواهنة، أو خطواته الوئيدة، فخلف سنواته الست والتسعين، يتوارى قلب مفعم بحب الحياة، وروح مشاكسة نزقة لاتزال تحلم بمغامرات إبداعية وكأنها ترفع شعار: «الأجمل لم يبدأ بعد». في منزل ابنته بضاحية التجمع الخامس، على أطراف القاهرة، لايزال الفنان التشكيلي العتيد محمد صبري حريصا على تقاليد الزمن الجميل في استقبال ضيوفه: انتظارهم عند مدخل البناية بقامة منتصبة وملابس غير رسمية، لكنها أنيقة، ومخاطبتهم بلقب «بك»، خامة الباستيل أودعته أسرارها فتألق في الرسم بها حتى أطلق عليه النقاد في الشرق والغرب «أستاذ الباستيل». إقامته في إسبانيا 15 عاما وزواجه من إحدى فتياتها جعلا تجربته – إنسانيا وفنيا – جسرا بين الشرق والغرب. استلهم روح مصر عبر أزقتها وحواريها وعمارتها التاريخية بطبعتيها الفرعونية والإسلامية، فأصبحت لوحاته قصيدة موقعة بريشة الرهافة والجمال. سجل أبرز إنجازات عبدالناصر في لوحاته دون أن يتورط عاطفيا في «كاريزما الزعيم»، ويعترف بأنه انغلق على نفسه فلم ينقل خبراته إلى الجيل الجديد.