العدد (669) - اصدار (8-2014)

أبي أمين نخلة سعيد أمين نخلة

مازال والدي ماثلا أمام ناظري. مازلت أراه في شيخوخته الهادئة وسيجارة «اليانجي» المذهبة لا تفارق شفتيه. كان يشكو من ألم في المرارة وقرحة في المعدة. استمر يقرأ كتب الأصول ودواوين الشعر حتى آخر أيامه. كان يفرح إذا قرأ أدبا أو شعرا نضرا فتنفرج أساريره على صفاء ذهن. كان والدي يعاملني أنا وشقيقتي المرحومة مرسال معاملة الوالد المحب الحنون. وكان لا يبخل في تأمين كل ما نحتاج إليه من لعب ولباس.

أمين نخلة في «المؤلَّفات الكاملة» ربيعُ لبنان وذممٌ الفُصحى غالب غانم

يخطئ الظانون أن النظرة إلى أمين نخلة تخضع لقياس الأمس واليوم، والتقليد والتجديد، والنهضة والحداثة، وما فات وانطوى وما اتصل بهموم الساحة والساعة. يخطئون خطأ عظيماً لأن من مغاني الأدب ومن ثمرات «الكنز السائل» و«عطر الدفاتر» وهو الحبر بعرف أمين نخلة ما لم يعد مطروحاً للجدل في سوق اليوميات وفي حمأة المذاهب.

اللون والضوء في شعر أمين نخلة د. ميشال جحا

ترك أمين نخلة ثلاثة دواوين: «دفتر الغزل» 1952, «الديوان الجديد» (1962), و«ليالي الرقمتين» (1966), تضم حوالي ألفي بيت ما عدا القصائد التي لم يجمعها في هذه الدواوين, أغلبها من بواكيره التي نظمها في العشرينيات من القرن العشرين. إذا استعرضنا ديوان أمين نخلة «الديوان الجديد» الذي يضم قصائد «دفتر الغزل» نجد أن اللون الأخضر هو الأكثر ورودا فيه، فقد وردت كلمة «أخضر» 44 مرة. واللون الثاني هو الأزرق فقد ورد 15 مرة، وكذلك الأسود الذي ورد 15 مرة، ثم الأحمر أو القاني 10 مرات والأبيض 7 مرات والأسمر 5 مرات.