العدد (672) - اصدار (11-2014)

صالح أحمد العلي... مؤرخ من سلالة الكبار إبراهيم بيضون

شغفي التاريخ الإسلامي، طالبًا في الجامعة، وأستاذًا فيها، وباحثًا مازلت أكابد على هذه المساحة، منذ نحو أربعة عقود حتى اليوم. وكان يلفتني اسمان من أعلامه، ولطالما أثارا اهتمامي، كمؤرخين رصينين، مفعمين برؤية نفاذّة إلى منهج لا يخلو من لمعات تجديدية، أعني بهما عبدالعزيز الدوري وصالح أحمد العلي، وكلاهما تبوأ مكانة مرموقة في العالم العربي من مشرقه إلى مغربه، وكان العراق موطن الاثنين بقعة ثقافية متميزة، مكتظة بالكبار، شعراء ومؤرخين ومفكرين إلى كثيرين يقرأون بنهم، في وقت كان السوق الرائجة لمعظم الإصدارات، لا ينافسه قطر عربي آخر، وهما حينئذ في صميم حركته الصاخبة.

حضارات سادت ثم بادت ... الهكسوس مجلة العربي

لم يكن الهكسوس بداة، بل قوم ضاقت عليهم أوطانهم بعد أن جدبت المياه بأرضهم واختفى النبت فيها، فأصبحت صعيدًا زلقًا. ويبدو أنّ تغيرًا مناخيًا قد طرأ على أرض الجزيرة العربية وجزء من العراق والشام جعل أقوامًا من متقاربي الأصول يرتحلون في طلب الماء، فكان النيل مصدر إغراء لهم. أما أصل كلمة «هكسوس» فتحريف لكلمة «هيقاخسوت» الهيروغليفية بمعنى الحكّام الأجانب. ولعل الإشارات إلى عبادتهم الإله «بعل» قد جعلت الباحثين في التاريخ القديم يرجحون بأنهم مجاميع منظمة من الكنعانيين والآموريين والحُوُريين، لذا نراهم قد توجهوا أولاً إلى أرض الشام، حيث كانت أقوام منهم تسكن هناك.

الملك الإسباني ألفونسو (الحكيم) والتراث العربي د. عادل زيتون

ثلاثة من كبار ملوك أوربا في العصور الوسطى كانوا رعاة للحضارة العربية الإسلامية في بلادهم، وهم الملك النورماني روجر الثاني، الذي حكم صقلية وجنوب إيطاليا ما بين 1130و1154م، والإمبراطور فردريك الثاني، الذي حكم ألمانيا وإيطاليا وصقلية ما بين 1215و1250م، والملك الإسباني ألفونسو العاشر، الذي عُرف بالحكيم، (لاهتمامه وإسهامه بالحركة العلمية في بلاده تأليفًا وترجمة)، والذي حكم مملكة قشتالة ما بين 1252و1284م.

محمّد دكروب ومحاكمةٌ قبلَ الرَّحيل د. أحمد عُلَبي

كدت أتلمّس أزرار الهاتف طلبًا لصديقي محمد دكروب، ثم تنبّهت مذهولاً إلى أنه بارح دنيانا في الرابع والعشرين من شهر أكتوبر 2013، ومبعث اللهفة التي ارتدّت خائبة، أن محمدًا، وقد جمعتنا الصداقة العريقة لعقود، كان حاضرًا في شهوره الأخيرة على نحو دائم ملحاح، وذلك في البال وعبر الهاتف وخلال التزاور.