العدد (608) - اصدار (7-2009)

شاعر العدد.. محمود سامي البارودي.. رب السيف والقلم سعدية مفرح

عندما ظهر في أفق الأدب العربي في منتصف القرن التاسع عشر شاعر اسمه محمود سامي البارودي كان ذلك الأدب يعاني في راهنه وهناً على وهن، فقد كانت الصنعة أثقلته بمحسناتها البديعية، وطباقاتها المفتعلة وجناساتها المكشوفة. لم تكن القصيدة العربية تقوى على النهوض، من تلك الزخرفات المملوكية، التي بالغ فيها شعراء ذلك الزمان، مما جعل البيان العربي يعاني المرارات كلها على يد اللغويين المحتالين، وشعراء الصنعة والبهرجة والافتعال المتهافت نحو حضيض البلاغة الشعرية

ذهبُ البيرة.. إلى محمود درويش حسن جعفر نورالدين

ما قالهُ أنا ذاهبٌ للقاءِ وجهِ قصيدةٍ كانت أخيرهْ هو نفسُه الموتُ الذي تختارهُ تلكَ القصيدهْ هو ذاهبٌ كي يستحمَّ بنهرهِ الأبديِّ نهرٍ دافئٍ ما شاخَ لكنْ قرر الصمتَ الكبيرْ

أمير الشعراء وطموح الرواية العربية أحمد درويش

المجلد الضخم الذي صدر في أكثر من تسعمائة صفحة، عن المجلس الأعلى للثقافة بعنوان «أحمد شوقي الأعمال النثرية»، في الذكرى الخامسة والسبعين لرحيل أمير الشعراء يثير كثيرا من التساؤلات حول الطموحات الأدبية، والروائية منها على نحو خاص، لدى أحمد شوقي، وحول جذور هذه الطموحات في ثقافته العربية والفرنسية، ومدى قدرته على تجسيد بعضها في أعماله النثرية السبع، التي تجمعت للمرة الأولى في هذا المجلد، وإن كانت قد صدرت متفرقة في طبعات سابقة أو على أعمدة الصحف

الفكرة والصورة في شعر كافافي بنسالم حميش

كيف نتحدث عن الشاعر اليوناني قسطنطين بتروس كافافي Constantinos Petros Cavafy (1863 - 1933) من دون أن نحاول نسيان وصيته التي ينهانا فيها عن معرفة حياته من خلال أفعاله وأقواله؟ قد نغض الطرف عن أفعاله، غير أن أشعاره في ديوانه المفرد «أشعار» Piimata، تبقى أمامنا تركة لا بد من محاولة مقاربتها بالاستيعاب والفهم، لكن من دون أن ننهك قوامها بالتفكيكات النفسانية أو السوسيولوجية التي من شأنها إطفاء جذوتها وتبديد أصالتها وقياساتها اللغوية الفائقة

رواياتي الأولى جابر عصفور

عندما أسترجع الكتب التي كنت أقوم بتأجيرها أو شرائها من باعة الكتب، أجد أن أغلب الكتب التي كنت أشتريها كانت روايات، كأني كنت أتنبأ على نحو غير مباشر، ودون أن أنتبه، أن الزمن القادم هو زمن الرواية. صحيح أنني كنت أعثر بين حين وآخر على ديوان شعر، فقد عرفت الطبعات الأولى من ديوان شوقي، وبعده ديوان حافظ إبراهيم، وبعده الرومانسيون من أمثال أبي القاسم الشابي وعلي طه وإبراهيم ناجي، قبل أن أعرف جيل صلاح عبدالصبور

قصص على الهواء إلياس فركوح

بريد إلكتروني: إسلام أبو شكير اللافت في هذه القصة قدرة كاتبها على التحكُّم في جملته السرديّة، وصياغتها لتكون مناسبة تماماً لمسألتين: الأُولى، تسلسلها التشويقي واستطراداتها، مما يجعل من القصة عملاً متصاعداً، من دون مبالغة أو ترهُّل، باتجاه «الإضاءة» المُنيرة في السطور الثلاثة الأخيرة. والثانية، تطويعه للّغة بحيث ناسَبَت لغة المخاطبة العاديّة الخالية من الصنعة، والتكلّف، والأدبيّة المغالية في إظهار ثقافتها من دون مبرر