العدد (608) - اصدار (7-2009)

منصور رحباني الشاعر الشامل (1925 - 2009).. إلياس سحاب إلياس سحاب

لم يكن شاعراً عادياً، كان فناناً شاملاً، يعي نبض الشعر وتقنيات المسرح وإيقاعات الموسيقى، ترك تراثاً خصباً ومتنوعاً من النادر ألا يتأثر به كل من يعشق الفن والموسيقى، كان هو الضلع الثالث. أو بالأحرى الضلع المؤسس لأعظم ثلاثي شهده الفن العربي، عاصي الرحباني الموسيقي المبدع، فيروز الحنجرة الملائكية، وهو باعث المعاني ومبدعها، تألقوا في حياتنا، ووهبونا فيضاً من السحر والجمال، وخففوا عنا عناء الواقع العربي المر الذي نعيش فيه

شاعر خصب ومتنوع محمد علي شمس الدين

قبل موته أوصى منصور الرحباني بأن يوارى الثرى داخل نعش مصنوع من خشب المسرح لعله يبقى بعد الموت مصغياً لوقع أقدام أبطاله وهم يشدون بأغانيه وأشعاره. حرص منصور الرحباني، قبل وفاته بأكثر من عام، على إصدار أربع مجموعات شعريّة له دفعة واحدة، ثلاث منها بالفصحى ورابعة بالمحكية اللبنانية، وكان ذلك في العام 2007 من خلال إصدار خاص، كان منصور حريصاً على توقيعه أكثر من مرّة، حرصه على كتابة وإعداد مسرحياته وألحانه وسائر أعماله الفنيّة حتى آخر لحظة من حياته، فهو شاعر إلى جانب كونه مسرحياً وموسيقياً

الرحبانية: المسرح الغابة عبيدو باشا

لم يخطر في باليّ عاصي ومنصور الرحباني خلق الحياة في قالب أجمل وأكمل، وأن يدهشا الناس. وجدا نفسيهما في وسط من روعة خلق وخالق ومخلوقات. سعيا إلى الارتفاع فوق حياتهما العادية إلى حياة أخرى، حياة بلا مأساة. قاد الأخوان الرحباني حدسهما على الأرجح إلى المسرح الغنائي، لم يتقصدا الشغل فيه. غير أنهما طالما كتبا الشعر الشعبي و«الشعر الآخر» بحثاً في مصوغهما المسرحي عن موقع للشعر. عندها: وجدوه في المسرح الشعري. شعرا بلا غناء

قراءة أولى في المسرح الرحباني الجديد منصور وأولاده نبيل أبو مراد

لا شك في أن التحدي الأكبر الذي كان أمام منصور كان في إبقاء نفسه، ومن خلاله، الفن الرحباني داخل هذه المعادلة بقوة، رُغم أنه كان قد تجرّد من ركنين أساسيين: هما عاصي وفيروز. كان لابد للرجل أن يقف وقفة تأمل وتفكير عميقين، فهو أمام تحدّ مزدوج: هل يتوقف، أم يتابع؟ فإذا توقّف، يُتَّهم بالتقصير بعدم إبقاء الاستمرارية في المسيرة الرحبانية التي يجب أن تستمر. وإذا تابع وحيداً، فالمسئولية أكبر في الحفاظ على بهاء المؤسسة الرحبانية وفاعليتها وتاريخها

الرحباني في حكم الرعيان.. الوطن يطير أيضاً إبراهيم المليفي

بعد مسرحيات آخر يوم وملوك الطوائف وأبوالطيب المتنبي وقام في اليوم الثالث وانطولوجيا رحبانية والوصية وصيف 84، عاد إلينا الثمانيني منصور الرحباني بشباب متقد ليقدم لنا عملاً جديداً، هو مسرحيته الغنائية «حكم الرعيان» تأليفا وتلحينا ومسرحة وهي من إخراج مروان الرحباني. حكم الرعيان هي رحلة الى مملكة كرمستان الموجودة وغير الموجودة.. البعيدة وغير البعيدة.. وهي على امتداد شرقنا والأوطان المرسومة عليه