العدد (673) - اصدار (12-2014)
إن لكل أمة تريد التقدم في المستقبل طريقاً يحدده في البداية قادة الفكر فيها, سواء كانوا من الفلاسفة أو العلماء أو حتى من الأدباء أصحاب الرؤى النقدية والنبوءات التي تستطلع المستقبل.
اقتبس العرب مقولات أوربية جاهزة، وحاولوا توظيفها لبناء النهضة العربية الأولى في تربة غير ملائمة، فأنتجت المزيد من التبعية والتغريب، اللذين مازالت تعانيهما الشعوب العربية. وبعد قرنين على ولادتها تبدو مسألة تجديد مقولات النهضة العربية اليوم مجرد حلم صعب المنال على المدى المنظور، ما لم يستخلص المثقفون العرب الدروس اللازمة من تجربة النهضة الأولى التي أجهضها الغرب نفسه. وقد نبّه المتنورون العرب من مخاطر الاقتباس السهل وتقليد العرب للثقافة الغربية، لأنه لا ينتج سوى «تشبه المغلوب بالغالب» وفق مقولة ابن خلدون المعروفة جيداً من جانب المثقفين العرب.
خطت جامعة الدول العربية خطوة مهمة وضرورية على درب حماية حقوق الإنسان في الدول الأعضاء باعتماد مجلسها، وعلى مستوى وزراء الخارجية، في جلسته «142» التي انعقدت في القاهرة يومي 6 و7 سبتمبر 2014، قراره رقم 7790 - د.ع (142) ج 3، بتاريخ 7 سبتمبر، نظام المحكمة العربية لحقوق الإنسان، واختيرت المنامة عاصمة مملكة البحرين مقرا لها، وهي تتألف وفق نظامها من 7 قضاة. وسيدخل هذا النظام حيز النفاذ متى صادقت عليه 7 دول أعضاء في الجامعة.