العدد (607) - اصدار (6-2009)

يقظة (قصة) كامل يوسف حسين

«أدار أدويسيوس ظهره للميناء، ومضى في الدرب الوعر المفضي عبر الغابات وصعوداً في التلال نحو المكان الذي كانت أثينا قد حدثته عنه». واصل ريتشارد القراءة لبعض الوقت. كان قلقاً، لكنه حاول الاهتمام برحلة أوديسيوس إلى بيت «راعي خنازيره» المخلص - يا له من تعبير! يالها من طريقة لكسب العيش! - والذي لم يتعرفه بالطبع، فما من أحد يتعرف أحداً في تلك الكتب القديمة، لكنه يقدم وجبة طعام لأوديسيوس على أي حال، وينقض على أذنه بالشكاوى

قصيدتان عبدالله السمطي

سيدي.. وصديقي يا أيها الحرفُ سوف أطلُّ كثيراً على شرفاتِكْ سوف أختصرُ الأبديةَ في ألفٍ وأرى زمني في مدى حدقاتِكْ سأقبل أقدام معناك يا سيدي ويمرغ قلبي ثرى عتباتكْ

الشنفرى.. الطائر شعراً بلاميّته الفاتنة (شاعر العدد) سعدية مفرح

وهذا شاعر آخر اشتهر بواحدته الفاتنة في سياق الشعر العربي كله، فكانت تلك القصيدة الواحدة ملاذا لقلقه الوجودي المبكر، ومتكأً لروحه النزق، ونسبا رفيعا له هو المختلف حول نسبه أماً وأباً. إنه الشنفرى، وإنها لامية العرب، وبينه وبينها أكثر مما بين الشاعر وقصيدته عادة من علاقة تتبدى في غيرها من القصائد، فقد كانت اللامية الأشهر في ديوان القصيد العربي، وكانت الإشارة الإبداعية الأولى لصعاليك العرب الذين اشتهروا في مرحلة ما قبل الإسلام ثوارا على مألوف المجتمع وعادات القبيلة

لا أبكي ولا أضحك أسامة أبوطالب

وحيداً هو عنترةُ العبسي يقوم! استنفرَ كي ينقذَ بنتَ العم، وما وقعتْ في أيدي الفرسِ أو الروم، لكن في أيدي فرسانِ الحيِّ وقد رفعوا علماً عربياً فوقَ سلاحٍ كافر. يضربُ عنترُ في التيهِ فأينَ يدقُّ الرمحَ وأيةُ هاماتٍ يحصد كيف يفرقُ والكلُّ يخونُ، وقد وقعت محبوبتُه في الأسرِ ودمُهم مختلطٌ ينزفُ والراياتُ العربيةُ ترتطمُ وتتمزق. تسقطُ إذ تُرفع، واللغةُ الواحدةُ مهرأةٌ تسقطُ تحتَ الأقدام، وفي هولِ دعاواهم نفدت أجنادُ المجتلبينَ الخونة

اكتشاف سحر القص جابر عصفور

لا أعرف لماذا بدأت رحلتي مع الكتّاب بالرواية على وجه الخصوص؟ مؤكد أنني كنت أعرف الشعر في صباي البعيد، وكنت أحفظ بعض قصائد الشعر التي كنت أدرسها في المدرسة، وكان الأستاذ أحمد شلبي أستاذ اللغة العربية، في مدرسة الأقباط، هو أول من جذبني إلى عالم الشعر، سواء بقراءته التي كنت أراها بالغة العذوبة، في ذلك الزمان، لقصائد الشعر وتعليقه عليها. وأظنه كان شاعراً ومتذوقاً للشعر، حفياً به، بارعاً في إنشاده، وتنغيم صوته، وقت الإنشاد

الأندلس وإعادة تعريف الهوية عبدالله إبراهيم

اعتبر الإسبان الحقبة الإسلامية من تاريخ غرناطة لحظة عار، وحاولوا نزعها من ذاكرة التاريخ، وقامت محاكم التفتيش بعمل دءوب من أجل تغيير هوية الأندلس. قدّمت رواية «ثلاثية غرناطة» لـ«رضوى عاشور» تمثيلاً مفصلاً للتحولات الاجتماعية والثقافية الكبرى عرفها المسلمون إثر سقوط «غرناطة» على يد الإسبان. دخلت جيوش قشتالة المدينة في أول عام 1492م، فوقع تبادل مفاجئ في الأدوار. لم يعد أبو عبدالله الصغير ملكا. آلَ المُلك إلى فرديناند وإيزابيلا الكاثوليكيَّين

كتاب وفنانون يغزون جزيرة القراصنة بندر عبدالحميد

هناك جزيرة صغيرة قد لا ترى اسمها على الخريطة، قرب شواطئ فلوريدا، هي آخر جزيرة تطل على خليج المكسيك، وتدعى «كي ويست» وتبعد عن كوبا «تسعين» كيلو متراً، وتتمتع بجاذبية خاصة، من هذه الجزيرة بدأت أسطورة القراصنة كما تصورها أعمال الكتّاب والفنانين. كانت «كي ويست» المرفأ المتقدم المفضل لدى القراصنة على مدى عدة قرون، يرصدون منها السفن الإمبراطورية العابرة، ذهاباً وإياباً، بين أوربا وأمريكا اللاتينية، حيث كانت المستعمرات الإسبانية والبرتغالية السابقة

قصص على الهواء شيرين أبو النجا

من بين العديد من القصص التي طرحتها علي مجلة العربي. أخذت هذه القصص الأربع التي تفصح كل واحدة منها عن جانب من جوانب القصة العربية المعاصرة. خيوط الفجر: قليلة أو ربما نادرة هي القصص التي تتمكن من تصوير الفاجعة الفلسطينية «الآن». فبما أن الجميع لايزال داخل التجربة الأليمة يبدو من الصعب اتخاذ المسافة الضرورية للإبداع. إلا أن هذه القصة تتمكن من تصوير حياة البشر العادية ومعايشتهم للألم والشعور بالفقد واحتمال خسارتهم لحياتهم في أية لحظة