العدد (605) - اصدار (4-2009)

ابن الرومي.. عربي البيان المتشائم (شاعر العدد) سعدية مفرح

أبوه رومي وأمه فارسية، أما هو فشاعر عربي بلسان مبين وقصيدة بالغة البلاغة، وروح متشائم إلى حد التطير، وحياة امتلأت بالمآسي، ودائرة أغلقها الموت على بؤرته العائلية، حتى أغلقها الشاعر البائس على نفسه متوحدا مع أطواره الغريبة وسخريته من الجميع خارج تلك الدائرة المغلقة. ولد علي بن العباس بن جريج المعروف بابن الرومي في بغداد عام 122هـ (638م) تحت جناح بني العباس باعتباره مولى من مواليهم، مفتخرا بنسبه الأول المتوزع بين الفرس والروم، وأيضا بنسبه الآخر المكتسب من بني العباس

يا خالدَ الذكرِ الجميل علي عبدالكريم

«إلى روح الأديب الراحل محمد خالد القطمة»**

المقموع .. يستمر في السخرية.. د. جابر عصفور جابر عصفور

على الرغم من السخرية المريرة التي كان الشعراء يكنونها للحكم الاستبدادي فإن هذا لم يخدمهم من استقراء الواقع والتنبؤ بالكوارث التي سيجرها عليهم هذا الاستبداد. كانت قصيدة «من مذكرات المتنبي في مصر» تعبيراً عن كراهة أمل دنقل للحكم الاستبدادي، شأنها في ذلك شأن قصيدة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة» التي سبقت إلى إدانة الحاكم المستبد، ذلك الذي تربّع على عرشه كأنه قيصر روما، قيصر الصقيع، أو شبيه كافور الإخشيدي، كما يراه شاعر موجوع بالهزيمة

خايمي سابينس.. نجمة على جبين الشعراء جميل قاسم

الشاعر المكسيكي (اللبناني الأصل) خايمي سابينس (جيمس الصغبيني) لا تنفصل حكايته عن حكاية شعره، والشعر أو الأدب أو الفلسفة وكل مناحي الكتابة والإبداع تتميز بهذا البُعد الحكائي التي تمتزج فيها - الحكاية والحياة، فلا يعد ثمة فرق بين حكاية الحياة وحياة الحكاية. خايمي الصغبيني و«قصائده المختارة»، ترجمها شاعر لبناني آخر (قيصر عفيف) - يعيش بدوره مترحلًا بين لبنان والمكسيك - بحساسية العلاقة الحكائية نفسها والتناص اللغوي - الوجودي، والمعنى والتجربة الإنسانية المشتركة

بيضة الحمامة سمير جريس

شيء ما معتم مستدير كان يتحرك بين أصص الزهور. لم تستطع المرأة الرقيقة أن تتعرف على كنهه من كرسيها الخيزراني. بلا وعي اتكأت بظهرها وكأنها تحاول أن تتحاشى منظرا كريها. «إنه الحمام»، قالت صديقتها. «زوج من الحمام يعشش في المزراب. حاولتُ دون جدوى أن أمنعه. ولكنني الآن أحبه. لقد وضعت الحمامة بيضة ترقد عليه, وزوجها يأتي بالغصون الصغيرة وبالحبوب لإطعام خليلته». حاولت المرأة الرقيقة أن تداري ذعرها، إلا أن يديها ظلتا متقاطعتين على صدرها

هنا كنت «إلى روح الشهيد الشاعر رعد مطشر» حسين القاصد

تعال.. فكسرةُ شِعر هنا سننمو عليها تعال.. تأرجحت الأمنيات وفز صغارُ القصيدة سهوا وسال البكاء تعال اختنقتُ لأن الجياعَ استعدوا أخيرا لأكلِ الهواء أتشتاقُ للشعرِ فاقرأ لربك

قراءة نقدية في رواية «الحارس».. التهكم على طريقة كافكا! حاتم حافظ

يمكن قراءة رواية «الحارس» لعزت القمحاوي, كمحاولة لاستقراء فكرة المؤسسة, أيا كانت عسكرية أو دينية أو اجتماعية يشعر من سُرق حذاؤه بباب الجامع باضطراب عظيم، اضطراب ليس سببه أنه سوف يعود لبيته دون حذاء ولكن لأن عليه أن يلبس حذاء آخر لايخصه. وكأن عليه ألا يكون نفسه لبعض الوقت. فهل معنى ذلك أن الإنسان يتحول بمرور الوقت إلى حذاء؟، خصوصا حين ينخرط فيما يسميه البعض «العادة» وما يسميه البعض «المؤسسة»!

قصص على الهواء عبدالله إبراهيم

تلقيت من مجلة العربي ملفا إلكترونيا يحتوي على أكثر من خمس وعشرين قصة، وطُلب إليّ أن أنتقي خمساً منها. ليس من المعيب الإشارة إلى الأسباب التي جعلني أستبعد أكثر من عشرين نصاً يفتقر لمقومات القصة القصيرة، فمرد ذلك ما لاحظته في النصوص المستبعدة من ظواهر لغوية وأسلوبية وسردية ينبغي أن يتجنبها كل من ينتدب نفسه للكتابة؛ فالقصة ليست بخاطرة مفتوحة تقوم على إنشاء وجداني بلغة ركيكة غير معتنى بها