العدد (604) - اصدار (3-2009)

عنترة.. توق إلى الحرية وشوق إلى الحب (شاعر العدد) سعدية مفرح

توق إلى الحرية، وشوق إلى الحب، وقافية تترى على شاطئ القول الأبدي، للشاعر الذي ملأ عصره بالأسئلة المتعلقة بأهداب الحرية عندما تكون هدف القصيدة الأخير. إنه عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، فارس وشاعر، لكنه قبل أن يكون الفارس الشاعر كان عبدا أسود البشرة انتماء لأمه الجارية، وشبها بملامحها الحبشية، وبسبب الشبه الذي عزز الانتماء أنكره والده، وسلبه حريته المفترضة في ذلك المجتمع الجاهلي حيث الذكورة باب الانتماء عادة

غادر قبره ومشى محمد علي شمس الدين

قمر الجليلِ على حدود صيفٍ غامضٍ يمشي وتتبعه الحقولُ وطيورُهُ البيضاءُ ما عادت من السفرِ الطويلِ لعلها ضاعَتْ وغادرها الدليلُ قمرُ الجليل يلمّ طيوره البيضاءَ من أعشاشِها ويعيدها للوعر ثانيةً فتبتهج الوعولُ ماذا يدور هناكَ؟ يولد أم يموتُ فتى الجليلِ ويضحكُ الكروانُ أم يبكي فتضطربُ الفصول؟

فهد العسكر في أيامه الأخيرة فاضل خلف

كان فهد العسكر شاعراً مثيراً للجدل. وقد قضى أيامه الأخيرة في عزلة عن العالم يعاني من مرارة الإهمال، وقد كانت العزلة تشبه في قسوتها عزلة أبي العلاء المعري قديماً. في هذا المقال يقدم صديق الشاعر بعضاً من ذكرياته عن هذه الأيام الأخيرة. ربما كان فهد العسكر هو أكثر شعراء الخليج إثارة للجدل. لقد كانت حياته أشبه بالبركان. قضاها في ثورة دائمة مع نفسه ومع الآخرين

سخرية المقموع جابر عصفور

السخرية إستراتيجية خطاب مقموع يقاوم به المقموع قامعه، وينزع عنه براثنه، وذلك على نحو يخلع عن القامع أقنعته المخيفة، ويحيله إلى كائن يمكن مقاومته، والانتصار على أدوات قمعه التي تتحطم مع بسمة السخرية الماكرة التي هي نوع من المقاومة بالحيلة، إذا استخدمنا عنوان كتاب جيمس سكوت «المقاومة بالحيلة». وهو الكتاب الذي يعرض لحيل المقموعين في مقاومة قامعيهم، واستغلالهم شتى الحيل لتحقيق أهداف المقاومة بكل وسيلة ممكنة

شعراء أصفهان المنسيُّون فكتور الكِك

يمتاز القرن الرابع للهجرة بازدهار الشعر العربيّ في أصفهان على أَيدي أَبنائها، بسبب اتِّخاذ البويهيين منها قاعدة حكم، واستقرار بعضهم فيها أو بعض وزرائهم ولا سيّما الصّاحب بن عبّاد راعي العربيّة وتراثها، شعراً ونثراً، وصاحب صناعة مميّزة فيها عريقة النِّجاد. وقد استمر ازدهار العربيّة بين نُخبها طوال القرنين الخامس والسادس للهجرة / 11 و 12 للميلاد، وبنسبة أدنى خلال القرنين السابع والثامن للهجرة/ 13 و 14 م، حيث غدا إنتاجها الأدبيّ صناعة لا إِبداع فيها

قصص على الهواء مرسل فالح العجمي

- تنتمي «حدث في عباءة ليل» إلى فضاء القصص الفنتازي/الغرائبي، على الرغم من محاولة المؤلف أن يوهمنا بواقعية الأحداث في نهاية القصة. ولقد جاءت أولى مراحل هذه الفنتازيا في العنوان، حيث الإشارة إلى أن أمراً «حدث»، ولكن مكان وزمان هذا «الحدث» غُيّبا في ضبابية لغوية كثيفة تشير إليها جملة «في عباءة ليل»، ويعمّق هذا الغموض ما ورد في السطر الأول والأخير من تقرير جاء على هذا النحو: «هذا ما لم أستطع تفسيره حتى اليوم!»