العدد (604) - اصدار (3-2009)

بحور غزة.. لغزة الآن بحران: الأبيض المتوسط، وبحر الأحزان تحسين يقين

غزة هي الجرح العربي النازف، علينا أن نعي جيداً شحنة الألم العظيم، التي أصابتنا جميعاً ونحن نشاهدها تدمر ونحن عاجزون. على هذا الألم أن ينبهنا دائماً إلى إننا نقف على حافة الخطر، وإذا كانت غزة قد فدتنا بدمائها هذه المرة، فمَن يدفع عنا الغائلة في المرة القادمة؟! مذابح إسرائيل ضدنا لن تتوقف فهي استعمار استيطاني، ولن يجدي أي نوع من الحوار معها، لأن هدفها الأول والوحيد هو استئصال السكان الأصليين، وهم على دراية تامة بكل التجارب الاستعمارية السابقة

الحاج محمد الناشر الجريء جمال الغيطاني

بعد أن اكتمل، لا أذكره إلا همساً، حضوره، تطلعه صوبي. سواء باح بالقليل أو الكثير، بالسهل أو الصعب، فلم أعرف من غيره تلك الطبقة النادرة من الهمس الواضح، والتي لم أعرفها إلا منه على مدى نصف قرن لم أتوقف خلالها عن التواصل معه حتى وإن تباعدت بيننا المسافة بسبب السفر، سفر أيّ منا. هو نفسه، لا يمكنني أن أستعيده في أطوار مختلفة، فهو لم يتغير عبر رحلته معي، وخلال رحلتي معه. مازلت أرى لقاءنا اليومي تقريباً في نهاية الخمسينيات

بحور غزة.. لغزة الآن بحران: الأبيض المتوسط، وبحر الأحزان تحسين يقين

غزة هي الجرح العربي النازف، علينا أن نعي جيداً شحنة الألم العظيم، التي أصابتنا جميعاً ونحن نشاهدها تدمر ونحن عاجزون. على هذا الألم أن ينبهنا دائماً إلى إننا نقف على حافة الخطر، وإذا كانت غزة قد فدتنا بدمائها هذه المرة، فمَن يدفع عنا الغائلة في المرة القادمة؟! مذابح إسرائيل ضدنا لن تتوقف فهي استعمار استيطاني، ولن يجدي أي نوع من الحوار معها، لأن هدفها الأول والوحيد هو استئصال السكان الأصليين، وهم على دراية تامة بكل التجارب الاستعمارية السابقة

ملامح الفقر في قطاع غزة كامل خالد الشامي

قبل أن تدمّر غزة على رءوس أهلها، كان الاحتلال الإسرائيلي قد فرض عليها حصاراً قاسياً ولاإنسانياً حتى أنهكها تماماً، وأسقطها في هوّة الفقر التي لا ترحم. مازلت أتذكر قبل أربعة عقود مضت عندما كان أبو سليمان وأم سليمان يسكنان في إحدى المناطق الريفية في قطاع غزة، ليس لهما من الريف إلا مساحة صغيرة ورثها أبو سليمان عن جده، أنشأ عليها بيتا من غرفة واحدة من الطين والقش، باب الغرفة كان لوحا من الصفيح أنهكه الصدأ، يتكئ على الجدار بخشبة من خشب اللوز

روح العروبة عند أمين الريحاني أمين ألبرت الريحاني

أمين الريحاني هو واحد من ثمار عصر النهضة العربية، تجول في العالم الغربي وتفتح على فكر الحرية والتنوير وعاد حاملا رسالته الإصلاحية للبلاد العربية التي كانت لاتزال ترزح تحت وطأة الاستعمار الأوربي والاستبداد العثماني. لقد كان واحداً من حملة مشاعل الاستنارة في وجه ظلمات القرون الوسطى التي ظلت سائدة فوق عالمنا العربي وحاول أن يكون جسراً ووسيطا بين الثقافتين العربية والعالمية

متحف فيلسوف الفريكة أول متحف شخصي لأديب عربي منى سكرية

من هو أمين الريحاني الذي سنجول وإياه في أرجاء متحفه الشخصي في البلدة التي شهدت مسقط رأسه؟ في المبدأ لا يحق لنا طرح مثل هذا السؤال عن هذا الأديب، المفكر، الفيلسوف، الشاعر، الروائي، الناقد، المنتقد، المتمرد، النابذ للجهل والتخلف، الداعية الإصلاحي، الناقم على جمود اجتماعي ظلل وطنه الصغير لبنان والأوسع أمته العربية، السياسي المكافح من أجل رفع نير عبودية الاستعمار

ملف: الحاج مدبولي سليمان العسكري

في لقائي الأخير مع الحاج مدبولي في مكتبته الشهيرة في قلب الوسط التجاري للقاهرة؛ ميدان طلعت حرب، كنت قررت زيارة المكتبة، ولم أكن متأكدا من وجوده. اقتحمت مكتبه الصغير المحشور بين الكتب، فتأملني لوهلة. حملت عيناه تعبيرا ما بين المفاجأة، والدهشة، فتصورت أنه لم يتعرف عليّ. لكني سرعان ما فوجئت به يقفز من مكانه مرحباً وصارخاً: «سليمان الكويتي؟»، وبدأ فاصلاً من الترحيب، ثم قال: «تعرف إني متابع أخبارك أولاً بأول؟ وأعرف أنك تأتي للقاهرة كثيرا، ولكنك تبخل عليّ بالزيارة..»

الحاج محمد الناشر الجريء جمال الغيطاني

بعد أن اكتمل، لا أذكره إلا همساً، حضوره، تطلعه صوبي. سواء باح بالقليل أو الكثير، بالسهل أو الصعب، فلم أعرف من غيره تلك الطبقة النادرة من الهمس الواضح، والتي لم أعرفها إلا منه على مدى نصف قرن لم أتوقف خلالها عن التواصل معه حتى وإن تباعدت بيننا المسافة بسبب السفر، سفر أيّ منا. هو نفسه، لا يمكنني أن أستعيده في أطوار مختلفة، فهو لم يتغير عبر رحلته معي، وخلال رحلتي معه. مازلت أرى لقاءنا اليومي تقريباً في نهاية الخمسينيات

صداقة 40 عاماً مع صاحب المكتبة «الأثر»! سليمان الفهد

منذ حوالي سنة ونصف السنة، طرحت على الزميل الصديق «الدكتور سليمان العسكري» رئيس تحرير هذه المجلة تقديم رسم بالكلمات «بورتريه» عن أعلام النشر، والصحافة، والأدب وغيرهم من الأقطار العربية كافة. قال: سأفكر في المشروع، ومن ثم أحيطك علماً بقراري. وفوجئت به يشترط موافقته بأن يكون أول شخصية أقدّمها هي: الحاج محمد مدبولي - رحمه الله - ولا حاجة بي إلى القول أني رحّبت في الاختيار، لأني أزور «بو محمود» وأتواصل معه بصورة دائمة كل أسبوع على الأقل

مدبولي: عبقرية المجهود يوسف القعيد

أجلس في صباح مبكر للكتابة عن الحاج محمد مدبولي. وأنا لا أصدق نفسي. منذ أيام وفي صباح يوم السبت. حيث تخلو الشوارع من الناس. وتأخذ القاهرة إجازة من القاهرة. وأنا لا أستريح نفسيا لإجازة السبت. لأننا نحصل عليها في اليوم الذي يحصل عليها فيه عدونا الرئيسي والجوهري. لكن ما باليد حيلة. كنت في طريقي إلى مسجد السيدة نفيسة. لحضور جنازة الحاج محمد مدبولي. وأنا أفضل الجنازات عن العزاءات. سرادق العزاء فيه من الواجب الاجتماعي العام أكثر من الوداع الحميم لمن مات