العدد (656) - اصدار (7-2013)

القدماء والمعاصرون في استعمال النون النون الأصليّة أو الـمعاملة معاملة الأصليّة مصطفى عليّ الجوزو

درج الإعلاميّون والمحلّلون السياسيّون، في أيّامنا، على إلحاق النون بكلّ فعل ومصدر يراد بهما معنى التصيير، مع إلحاق التاء بالمصدر وكأنّه مصدر صناعيّ، لكن في صيغة غير صيغة النسبة اليائيّة؛ فاستعملوا ألفاظ العَلْمَنة (تصيير الدولة مدنيّة لا سلطة لرجال الدين عليها)، والبَلْقَنة (تفتيت أحد البلدان على نمط ما حدث في بلاد البلقان) واللبْنَنة (إدخال بعض البلاد في انقسامات وحروب طائفيّة كالّتي جرت في لبنان) والعَرْقَنة (إدخال بلد ما في شبه التجربة العراقيّة من حيث الصراع المذهبيّ والتقسيم)، وفِعل قَرْصَنَ (بمعنى: سطا على مِلكيّة فكريّة أو فنيّة، ولاسيّما على صفحات الإنترنت). لكن ابن منظور قصر مثل هذا الاشتقاق على الأسماء، نحو: عَلْجَنٍ (سمينة) وخَلْبَنٍ (خرقاء)، ونفاه عن الأفعال لأنّه ليس فيها ما وزنه فَعْلَنَ. وهو يقصد بالأسماء الصفات، على الأرجح.