العدد (657) - اصدار (8-2013)

متى يُنفَض الغبار عن طه حسين «المقالي»؟ أحمد عبدالرحمن السماوي

طبَّقت شهرة طه حسين أديبًا الآفاق. لكن طه حسين مؤلف المقال أو المقالي، إذا ما قورن إلى طه حسين المؤرخ وطه حسين المفكر وطه حسين الناقد وطه حسين السارد، لم يعره – وفق علمي - أحدٌ أهميةً بالرغم من كونه قد ذاع صيته – في وقته - مقاليًا، وبالرغم مما حظي به من نشر مقالاته مجمعةً في كتب بعد وفاته. فإذا بـحديث المساء (1983) وغرابيل (1984) وتجديد (1984) تُضاف عناوين ثلاثة جديدة لرصيد طه حسين الإبداعي. على أن ضعف العناية بالمقال الحسيني لا يعني ضربًا عنه صفحًا بقدر ما يعني أنه وسيلةٌ لسواه وليس غايةً في حد ذاته. فمتى أريد التعرف على رأي طه حسين في الديمقراطية، مثلا، كان مقاله المنشور هنا أو هناك أيسرَ سبيلٍ للوقوف على هذا الرأي، نظرًا إلى كون المقال وجيزًا شكلاً واضحًا دلالةً. ولكن العناية بالمقال، في ذاته، باعتباره جنسًا أدبيًا مستحدثًا له خصائص فنيةٌ تميزه عن سواه من الأجناس الأدبية الأخرى، لم تعرف طريقها إلى أقلام الدارسين.