العدد (659) - اصدار (10-2013)

عن السِّيَر الذاتية العربية د. جابر عصفور

«تغريدة البجعة» عنوان مقال جميل قرأته لزكي نجيب محمود قبل وفاته بأعوام عديدة. ويشير المقال إلى أحد المعتقدات الشعبية التي تقول إن البجعة عندما تشعر بدنو أجلها، فإنها تذهب إلى نهر، وتصدر أصواتاً شجية كأنها تودع بها الحياة. وقد أعجب التعبير الروائي المصري مكاوي سعيد، فجعل من «تغريدة البجعة» عنواناً لإحدى رواياته الشهيرة التي تقوم على غروب عالم قديم، مقابل صعود عالم جديد.

اكتشاف الخطأ بعد نصف قرن مصطفى عليّ الجوزو

كتبتُ وحاضرت في أدب العصر الجاهليّ وحضارته، وأشرفت على رسائل وأطاريح، وناقشت أخرى، في نحو أربعين سنة؛ وقبلها درَست ذلك الأدب في المدرسة والجامعة، وكنت أقرأ، في ما أقرأ، مطلع معلّقة عنترة: هلْ غادَرَ الشعراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ

فُكِّي يدي.. وتمرَّدي أحمد صلاح كامل

فُكِّي يدي إنِّي انتظرتُكِ ألفَ عامٍ كي تعيدي الرُّوحَ في كُلِّ الحُرُوفِ وتَنفُخي في النَّار بينَ قصائدي فُكِّي يدي

هذا ليس حلماً أمين الباشا

لم أكن أرغب برواية هذه الحادثة التي تروي مغامرة ثلاثة أصدقاء لي، لكني ومع مرور السنين، رأيتني آخذ القلم وأحكي ما حدث لهم ولي منذ وقت مضى ومضت معه رغباتي، ومنها الرغبة بألا أروي ما سأرويه الآن.

زائر المساء اليومي ظافر جلود

عند الساعة الرابعة عصراً وحينما تنفرج شدة حرارة لهيب الصيف في الزنزانة الضيقة المحشوة بالأجساد المتعبة، كان يأتي وكأنه على موعد معي، كنت أنتظره وأحسب دقائق الساعة بانتظاره لعل في صوته بعضاً من لحظات أمل مفقودة، وكعادتي اليومية في هذه الأيام الحارة أن أرقد بعد أن أتناول الغداء الذي يرميه لنا ذلك السجان البدين لساعة واحدة، قد تمتد إلى أكثر من ذلك لحظة شعورك بأنك مقذوف إلى جهنم بعد أن «تشتوي» خاصرتك ويسيل عرق الجسد حتى يطفو فوق ملابسك

حسن شهاب الدين: أعلى بناية الخليل بن أحمد فاروق شوشة

جمال العربية في شعر هذا الشاعر الجديد، الشاعر الشاب حسن شهاب الدين، يؤكد للمراهنين على مستقبل الشعر العربي المعاصر، وقدرته على تجاوز ذاته، واندفاعه إلى آفاق شعرية غير معتادة أو مكرورة، والتحلي بانسكاب الشعرية في لغة تشع بالتوهج والألق، ونفض ما بلي من أكفان اللغة المتداولة، واستنبات معجم شعري جديد، وتجليات شعرية مدهشة.