العدد (659) - اصدار (10-2013)
قيل فيه إنه الأستاذ المعلم، وشجرة العطاء، وغيرها من أوصاف لم يحظ بمثلها إلا عدد قليل من علماء الأمة الأجلاء». بــــــــــــهذه الــــكلمات بــدأت سعـــاد عثــــمان، مقالها حول شخصية ملف العدد الحالي؛ الأنثروبولوجي العربي الكبير أحمد أبوزيد، الذي رحل عن عالمنا في شهر أغسطس الماضي. ففي ملف العدد الراهن نقدم لقرائنا مقالات بأقلام ثلاثة من الكــــــتاب الـــعرب المـــــــتخـــــصصين حول شخـــــــصـــــيته وأفكاره ومنهجه.
مبكرًا، أدرك أحمد أبوزيد ما يحظى به العمل الميداني في البحث الأنثروبولوجي من أهمية، اقترنت لديه بالنزول إلى الحقل الواقعي للمادة، وجمعها عن طريق معايشة الجماعة المدروسة على مدى فترة زمنية كافية، قصد التعرف على أنشطتها ومقاصد أفعالها.
إن اهتمام العالم الأنثروبولوجي الجليل أحمد أبوزيد بالبداوة في الوطن العربي والمجتمعات الصحراوية اهتمامًا كبيرًا تمثل في كثير من البحوث الميدانية التي طبق فيها الفكر الأنثروبولوجي في دراسة المجتمعات البسيطة وتأتي معها المجتمعات البدوية معتمدًا على دراسة ميدانية متخصصة، فضلاً عن فكر نظري متعمق بالإضافة إلى قراءات أدبية وعلمية كثيرة.
قيل فيه أنه رائد الجيل الحالي من الأنثروبولوجيين المعاصرين، وأنه الأستاذ المعلم، وشجرة العطاء، وغيرها من أوصاف لم يحظ بمثلها إلا عدد قليل من علماء الأمة الأجلاء. وطُلب مني أن أكتب عن أحد أعماله أو إنجازاته فاخترت موضوعًا يتعلق بالمنهج الأنثروبولوجي،
ما طبيعة الثأر في المجتمعات العربية؟ وما علاقة الثأر بالبنية الاجتماعية وتحولاتها في العالم العربي؟ وما الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لاستمرار ممارسات الثأر وإعادة إنتاجه في عالمنا المعاصر؟ ولماذا تستمر ممارسات العنف والثأر في حياتنا وفي عقليتنا منذ أعماق التاريخ العربي وحتى الآن؟ ولماذا فشلت الدولة الحديثة التي تأسست في العالم العربي بإعلائها لسيادة القانون في أن تقضي على حوادث الثأر؟