العدد (659) - اصدار (10-2013)
هي أشهر العابدات والناسكات المتصوفات في تاريخ الزهد والتصوف الإسلاميين، يستهل فريد الدين العطار كلامه عنها في كتابه «تذكرة الأولياء» بالقول: «إنها ذات الخدر الخاص المستور بستر الإخلاص، المتقدة بنار العشق والاشتياق، المتحرقة إلى القرب والاحتراق، الفانية في الوصال، المقبولة عند الرجال، كأنها مريم ثانية، صافية صفية، إنها رابعة العدوية».
دمرنا شهر رمضان تحت سنابك المسلسلات الجوفاء والإعلانات الزاعقة والبرامج وأسئلتها المملة التافهة المكررة، وأصبح شهر رمضان يمتلئ بنقنقة أصوات الضفادع التافهة الفجة، ثم دهمناه بفرقعة الصواريخ والبمب الصيني، الذي جعل حياتنا مرتبكة أكثر مما هي مرتبكة، ومضطربة أكثر مما هي مضطربة، كما أن الضفادع التي تنقنق ليل نهار جعلتنا لا نفرق بين رمضان وأيام العام العادية، ولم يتبق لنا وسط كل هذا من رمضان إلا - الصوم وهو الركن الثالث من أركان الإسلام وصوت النقشبندي.
في عام 1943 وجدتني طالبا في المدرسة المباركية, نقلت إليها من المدرسة الشرقية وكان للمدرسة المباركية دوي علمي باهر وصيت أدبي طائر لم يكن مثلهما للمدارس الأخرى بالكويت، وكان أستاذنا في اللغة العربية (1) يحثنا على القراءة ويصطحبنا للمكتبة نقرأ في مختلف الكتب والمجلات الثقافية. وفي مكتبة المباركية قرأت عن جهود الشيخ يوسف بن عيسى القناعي لتحويل حلم هذه المدرسة إلى حقيقة في العام 1911، فقد دعا رجال الكويت الكرام إلى التبرع لتأسيس مدرسة نظامية وقد تولى إدارتها والتعليم فيها وكان له أثر عظيم في انبثاق الأفكار الحرة والعلوم النافعة في سمائها، كما أشار الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه «تاريخ الكويت».