العدد (659) - اصدار (10-2013)
قبل أن تطيح رياح التغيير فيما يشبه عاصفة لاهبة برؤوس أنظمة عربية وحكومات لتطرح لأول مرة بدائل شعبية وديموقراطية للحكم في أكثر من بلد عربي، كانت مؤسسة الفكر العربي قد دعت إلى مؤتمر «قمة ثقافية عربية»، وهي القضية التي ظلت غائبة عن مائدة الحوار العربي/ العربي، على حساب ملفات الأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية وغيرها من القضايا. أثبتت أحداث الربيع العربي أن ثمة مأزقًا ثقافيًا لم تكن أي قمة عربية «ثقافية» بقادرة على تجاوزه؛ مأزق يبدأ من سوء فهم أصحاب السلطة لطبيعة ومعنى السلطة وحدودها، وينتهي بسوء فهم المجتمع لنصيبه ومسئوليته عن استبداد هذه السلطة نفسها.
يبدو عنوان المرجع المهم الذي ألفه باتريك بيد (حروب الموسيقى 1937 - 1945) مثيرًا، حيث ارتبطت الموسيقى، معظمها، لدى جمهور متلقيها بالإمتاع، والإبداع، لا الحرب! لكننا نكتشف كلما تعمقنا في تصفح هذا الكتاب كواليس خافية تؤكد أن الفن يمضي بموازاة المجتمع، يتأثر به ويحرضه، يتفاعل معه ويجدده، وأن ما بين سطور نوتة الموسيقى قراءات أكثر عمقًا مما يبدو على السطح من أضواء وبهرجة تسطع حينًا وتخفت أحيانًا أخرى.