العدد (660) - اصدار (11-2013)
قد يكون مفيداً في البداية أن نلقي نظرة على منهجنا في درس المأثور الفكري لمفكرنا العظيم الراحل خلدون النقيب (سبتمبر 1941 - أبريل 2011). إن أصحاب الأفكار لا يموتون، فأفكارهم تظل تتوهج لتكشف عن أسرارها الدفينة كلما تقادم الزمان، خاصة عندما تكون أفكاراً أصيلة نابعة من معاناة فكرية حقيقية ووعي فكري حقيقي. وأحسب أن من أهم المناهج في درس الأفكار هو ذلك المنهج النابع من «الدرس السوسيولوجي المعرفي» الذي يربط بين الأفكار وبين تاريخ أصحابها: نشأتهم وتفاعلاتهم الحياتية والمؤثرات التي أثرت عليهم وعلى تكوينهم الفكري.
ما هو محتوى وجودة معدلات النمو الاقتصادي في اقتصادات الدول العربية؟ نبحث في هذا المقال الأسباب التي حالت دون تطوير نظرية اقتصادية عربية متكاملة للخروج من التخلّف, وبالتالي عدم النجاح في التجارب التنموية العربية. وسيتوجب علينا البدء باستعراض مكوّنات النجاح التنموي والمفاهيم المطورة في النظريات الاقتصادية، هذا مع الإشارة إلى أن الجزء الأكبر من الفكر الاقتصادي العربي قد أهمل دراسة ظاهرة تفشي وتعميم الاقتصاد الريعي في الوطن العربي وما يستتبعه من تفاقم الإفساد والفساد، وقلة الإنتاجية، واستمرار وجود جيوب واسعة من الفقر والأمية والتهميش وحالات البطالة عن العمل. وهذا ما قيَّد أداء كل من القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع التعليمي، وأدى بالتالي إلى تنمية مشوّهة وناقصة.
تميز عبدالله غلوم الصالح خلال السنوات القليلة الماضية بإنتاجه الثقافي في مجال العلوم الاجتماعية، وألَّف عدداً من الكتب في هذا المجال الذي تندر فيه الدراسات في هذه المنطقة من العالم. لكن الكتاب الأخير، الذي صدر عن دار مدارك للنشر في دبي (الطبعة الأولى يونيو 2012) تحت عنوان «بين مجتمعين .. الانتماء لأي أرض؟ والولاء لمن؟» والذي شاركته في تأليفه الدكتورة مها ناجي غنام، يمثل نقلة نوعية في الدراسة الاجتماعية والبحث في المسألة الديمجرافية وتطور المجتمعات الخليجية. يحوي الكتاب 370 صفحة، ويعتمد على أكثر من مرجع علمي وإعلامي، عربي وأجنبي.