العدد (661) - اصدار (12-2013)

المَرْسَمُ الـحُر.. وطن التشكيل في الكويت لافي الشمري

تتداعى الصور الذهنية في المخيِّلة قبل الولوج إلى مبنى المرسم الحر، فيستعيد العارف بإنجازات أعضاء المرسم علامات مضيئة في سماء التشكيل في الرسم أو النحت، وحينما تقترب أكثر نحو الباب الخشبي القديم للمرسم، تستجمع ما تسعفك ذاكرتك من استرجاعه من الإرث الضخم المرصَّع ببعض الإنجازات التشكيلية التي حققتها شخصيات رائدة في هذا المجال، حفرت لأسمائها مسارات تنير الدروب للآخرين في خريطة جدران المبنى، وعقب تجاوز بوابة ضيقة تؤدي إلى ممر طوله لا يتجاوز ثلاثة أمتار بسقف منخفض يستقر على جذع الشجر، تلفت انتباهك مراسم الفنانين التي احتضنت أعمالهم التي أبهرت المتلقي وشكَّلت علامة فارقة في تاريخ التشكيل المحلي.

تـطــاويـــن الـمـتـدفّـقـة بـيــن السّكون والصّمت خالد سليمان

تونس مرّة أخرى، تلك اللّعوب السّاحرة المختالة كأنّها ملكة نحل تهوى رؤية مصارع عشّاقها وما أكثرهم، هل هي خضراء حقّا كما قيل عنها قديما حيث يزعم البعض أنّ السّائر فيها تحفّه ظلال الأشجار من «بن قردان» في أقصى الجنوب إلى «بنزرت» في أقصى الشّمال قبل أن تنعطف يسارا إلى «جندوبة» في أقصى الشّمال الغربي وسط الغابات الشّاسعة والوديان العميقة؟., أم أنّ الأمر كلّه كان إغراء من الخليفة الفاطمي الذّي أطلق تلك الشّائعة ليتخلّص من عرب «بني هلال» وحلفائهم من «بني سليم» و«زغبة» وغيرهم كي يتخلّص من وجود تلك القبائل المحاربة شديدة البأس التّي استقرّت في صعيد مصر مهدّدة لعرشه فأطلقهم على تونس التّي وعد بإقطاعها لهم ضاربا عصفورين بحجر لكي يتخلّص من معظمهم من ناحية، ومن ناحية أخرى لتأديب القيروان وبقيّة ولايات تونس التّي خرجت عليهم وتمرّدت على حكمهم لتستقلّ عن دولتهم بعد رحيلهم من عاصمتهم الأولى «المهديّة».., يذهب إلى ذلك بعض المؤرّخين وكذلك أيضا «الخال عبدالرّحمن الأبنودي» مدّ الله في عمره، الذّي رددّ تلك المقولة ضاحكا ذات ليلة في إحدى أمسيات السّيرة الهلاليّة في «بيت السّحيمي» مداعبا أشقّاءنا التّوانسة الحاضرين معي مؤكّدا على «الفهلوة» المصريّة، ووافقه في ذلك راوي السّيرة العظيم «عمّ السيّد الضوي».

هوامش كوبيَّة إبراهيم المليفي

في الصباح الباكر أطلت علينا شمس البحر الكاريبي مرتدية ثوبا خفيفا غُزل من قطن الغيوم، عواجيز هافانا كانوا مثل كل عواجيز الدنيا أول من يستيقظ ليتخذوا مواقع مراقبة حركة الزمن الذي جلسوا على هامشه، يتبادلون الأحاديث المكررة بصوت زاعق ويلقون بالتحايا على الغرباء أمثالي، وينصتون برهة لأخبار المذياع.