العدد (753) - اصدار (8-2021)

الترجمات العربية وأثرها في نشأة الحضارة الأوربية محمد كامل ضاهر

سيطر العرب على إسبانيا، مدخل أوربا الجنوبي وأحد أكبر أقطار أوربا في العصور الوسطى عام (710 - 711 م)، حيث أصبحت من أمصار الخلافة العربية في دمشق، وأطلقوا عليها اسم الأندلس، وثبّتوا أقدامهم فيها حوالي ثمانية قرون، وكانت قرطبة وطليطلة من أهم مراكزها العلمية والثقافية. ولعل قراءة التراث الضخم الذي أفرزته تلك الفترة الممتدة ودراسته وفهمه، تشكّل دعوة ملحّة لتحفيز وإحياء الروح العلمية الحرة من جديد في المجتمعات العربية والإسلامية، كي تتغلب على أمراض التخلّف القاتلة التي تفتك بها منذ قرون، وتمنعها من المشاركة في صنع الحضارة المعاصرة وثوراتها العلمية.

عوامل التخلّف النّسبي العربي د. محمود حداد

كثيرًا ما يتكرر سؤال التخلُّف العربي مقارنة بالغرب وسبل ردم الهوّة بيننا وبينهم. لكن تم تقديم أسباب متعددة لهذا التطور حين مقارنة العالَم العربي بالغرب الأوربي والأميركي الذي حاز قصب السبق في التاريخ الحديث والمعاصر. ولا بدّ من التذكير بأن الاستثناء الأساس ليس بروز هوّة بين العرب والغرب، بل هو تقدُّم أوربا الحديثة مقارنة بكل مناطق العالم الأخرى في آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية. لم نكن وحدنا في المأزق الذي شاركتنا فيه دول وأمم كثيرة أخرى على امتداد العالم، إلّا أن الجديد في هذه المسألة هو تقدُّم دول وشعوب كانت أكثر تخلّفًا منّا أو مثلنا، لكنها استطاعت أن تنزع عن نفسها الرداء القديم، وتقفز قفزات عريضة في سبل التقدّم والحضارة الحديثة، مثل كثير من دول الشرق الأقصى كاليابان وكوريا الجنوبية، وأخيرًا الصين.