العدد (752) - اصدار (7-2021)

المسلمون في دول المَهجر بين جدلية الإدماج والإقصاء د. رشيد جرموني

بالرغم من الصيرورة المتقدمة للعولمة، والتي دفعت كل المجتمعات إلى الإحساس بالأبعاد الكونية للمصير الإنساني، والتضامن العالمي، وحقوق الإنسان، وقيَم العيش المشترك، وبكل القيم النبيلة التي ينشدها العالم المعاصر، من كرامة وحريّة ومساواة وعدالة وتسامح وتفاهم، وبغضّ النظر عن كل التراكم المعرفي والتقني والتكنولوجي والعلمي والفكري والحقوقي الذي حققته البشرية في مسيرتها التاريخية، فإنّ العالم اليوم يشهد حالة من التوتر لا مثيل لها، فالحروب لم تفتأ في الاشتعال، وبروز مؤشرات العنف والكراهية والحقد اتجاه بعض معتنقي الديانات التوحيدية، خصوصًا الديانة الإسلامية، ما تزال تبيّن حجم الهشاشة القيمية التي تنخر لحمة هذه التجمعات البشرية، مما يجعلنا ندّعي أننا بتنا أمام حالة من المفارقات الكثيرة والمتعددة.

صنعة القصيدة السياسية الزبير الخياط

ظهر الشعر العربي الحديث متزامنًا مع أبرز حدث سياسي عرفه التاريخ العربي المعاصر، وهو نكبة فلسطين، ثم بعدها بأربع سنوات انتفاضة الضباط الأحرار ضد الحكم الملكي في مصر، لتتحول إلى جمهورية، وما تلا هذا التحول السياسي من إلهام لدى الشعوب العربية، ووقوع ثورات وانقلابات على أنظمة ملكية أو جمهورية في ليبيا والعراق وسورية والجزائر واليمن. وقد شكّلت قضية فلسطين وزعامة عبدالناصر إلهامًا سياسيًا وشعريًا منقطع النظير، بغضّ النظر عن الجدل حول نظامه السياسي؛ أكان ثوريًا شعبيًا أم دكتاتوريًا، وهل نعتبر حركة الضباط الأحرار ثورة أم انقلابًا، فالمسألة لا تتعلق بهذا البحث. الأهم هو مدى إلهام قضية فلسطين ونظام حكم عبدالناصر للشعراء ومتلقي الشعر من نقّاد ومثقفين، وبالخصوص طلبة الجامعات والعمال.