العدد (752) - اصدار (7-2021)

مضيق هرمز وحساسيات خليجية - كويتية عبدالله يعقوب بشارة

لم تتمتع «دبلوماسية المضائق» في علم السياسة الدولية بالحرص الجماعي على وضع قواعد واضحة وملزمة، لتأمين سلامة المضائق وضمان حرية مرور شاحنات البضائع من سفن الدول الصناعية تجاه مختلف بقاع العالم، إلا بعد اتساع حجم التجارة العالمية بين الدول الصناعية ومستعمراتها في آسيا وإفريقيا وجنوب إفريقيا، واشتداد المنافسة في الحصول على المزيد من المستعمرات، والحفاظ على زخم مصالح أوربا فيها، مع طغيان السباق للنفوذ والتفوق في تسيد البحار والتحكم في الممرات المائية التي تربط بين مختلف مواقع الجغرافيا في عالم اليوم.

«هرمز»... مضيق تزداد أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ د. أحمد قنديل

نادرًا ما يكون مضيق هرمز بعيدًا عن اهتمام المجتمع الدولي بسبب أهميته الاستراتيجية الكبيرة والاضطراب الذي يمكن أن تسببه له إيران في ضوء حربها الكلامية المشتعلة مع العالم، بسبب برامجها النووية والصاروخية، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول المجاورة له، والذي يُخشى أن تتحول إلى حرب حقيقية، حيث يؤكد كثير من الخبراء على أن هذا المضيق، الذي يعد من أهم الممرات الملاحية في العالم، سوف يشهد عواقب وخيمة حال اندلاع أي حرب بين واشنطن وحلفائها في المنطقة من جهة وطهران من جهة أخرى، لا سيما بعد التهديدات الإيرانية المتكررة بأن الحرب لو حصلت فإنها ستكون «أم المعارك»، وتحذير واشنطن لطهران من «اللعب بالنار» في المضيق، الذي يتعامل مع حوالي ثلث النفط المنقول بحريًا في العالم.

مضيق هرمز... التهديدات القائمة والقادمة والبدائل الممكنة د. محمد بن سعيد الفطيسي

تعطل حركة الملاحة في قناة السويس نتيجة جنوح ناقلة الحاويات «إيفرجيفين» في 23 مارس 2021 وما ترتب على ذلك الحادث من نتائج وآثار وخيمة على حركة التجارة والاقتصاد العالمي، والتي قدرت خسائرها بملايين الدولارات الإسترلينية، أعاد إلى الأذهان أهمية هذه الممرات المائية الدولية من جهة، والمخاطر والتهديدات المختلفة التي يمكن أن تتعرض لها نتيجة أي إغلاق أو تعطيل لحركة الملاحة ولو لساعات قليلة من جهة أخرى، وهو ما يدفعنا لطرح الأسئلة التمهيدية الآتية: كيف سيكون الوضع الدولي عمومًا وحال الاقتصاد العالمي في حال وقع مثل هذا الحدث المأساوي أو أي كارثة أخرى على واحد من أهم المضائق المائية الدولية الطبيعية، أقصد مضيق هرمز؟!، وما هي أبرز المخاطر التي تهدد حركة الملاحة في هذا المضيق الحيوي؟ وما هي أهم النتائج والآثار التي يمكن أن تترتب على إغلاقه؟ وهل توجد بدائل قابلة للتنفيذ يمكن أن تقلل من الاعتماد عليه؟

قناة السويس وتحديات المستقبل د. علي الحفناوي

فرض الموقع الجغرافي لمصر أن يرتبط تاريخها البعيد والقريب بممر ملاحي يربط بين الشرق والغرب. لذلك، ترسخت قناة السويس في وجدان كل مصري، بل وكل عربي، لما كان لها من تأثير على مجريات الأحداث التاريخية العالمية. ومن جانب آخر، ظل هذا الممر الملاحي يمثل من الناحية الاستراتيجية نقطة ارتكاز لسياسات الدول والامبراطوريات عبر العصور التاريخية المختلفة؛ حتى أن مصر نفسها تحولت إلى مطمع لمختلف القوى المهيمنة في العالم، سواء وجدت القناة أم لا، فهي الحيز الجغرافي الذي استخدمه العالم بالقوافل التجارية، البرية أحيانًا والبحرية أحيانًا أخرى، وموقع هيمنة جيوش وحكومات الامبراطوريات. وهكذا تواجدت ونمت خصوصية قناة السويس بالمقارنة بأي ممر ملاحي آخر في العالم.

باب المندب أو بوابة الدموع كيف تتصاعد التهديدات؟ د. أماني الطويل

مضى هذا الزمن الذي كان فيه البحر الأحمر بحيرة عربية، وانتهى ربما لغير رجعة الهدوء في باب المندب، والذي كان يميزه، فمع حرب 1973 ووقف الإمدادات البترولية العربية، على خلفية حرب أكتوبر، ربما يكون قد تم اتخاذ قرار في الأروقة والكواليس العالمية بضرورة تدويل الأوضاع في مضيق باب المندب الذي تم إغلاقه، وأيضًا البحر الأحمر، حتى يمكن السيطرة على الممر الملاحي الأهم في العلاقات التجارية بين آسيا وأوربا، ويحوز على حجم ضخم من التجارة الدولية، وهو ما ثبت مجددًا ومؤخرًا مع تعطل الملاحة في قناة السويس لستة أيام بسبب جنوح سفينة.