العدد (752) - اصدار (7-2021)

الحُجّاج المزيّفون وصلوا إلى مكة منير عتيبة

أثارت مكة بقداسة كعبتها المشرّفة، ومنع دخول غير المسلمين إليها، فضول الغرب قرونًا عديدة، فقد بلغت مكة من العزلة حدًا لم يستطع معه أحد من أولئك الذين يدينون بديانات أخرى غير الإسلام، رؤية الكعبة والبقاء على قيد الحياة، وذلك اعتبارًا من بداية الهجرة. لكن هذه السرية البالغة أثارت فضول كثير من الأوربيين، الأمر الذي شدهم تمامًا إلى الجزيرة العربية، وبناء عليه، وبالرغم من شدة المصاعب والأخطار، وبالرغم أيضًا من صغر العائد أو المكافأة، فإنّ هناك اتفاقًا على أن ما يقرب من عشرين رجلًا، من أولئك الذين وُلدوا على المسيحية وماتوا عليها، استطاعوا تسجيل مغامراتهم في أقدس أماكن تلك المدينة.

الحضارة المنسيّة لـ «قفصة» التونسية إبراهيم درغوثي

تُنسب هذه الحضارة إلى مدينة قفصة بجنوب تونس الحالية. وقد ظهرت قبل الحضارات الكبرى التي عرفتها الإنسانية كالحضارات الفرعونية والصينية والبابلية والفارسية واليونانية. ذلك أنها ظهرت بين 10000 و6000 سنة قبل الميلاد، أي في آخر العصر الحجري القديم وفي العصر الحجري الوسيط والحديث، في المناطق الداخلية من شمال إفريقيا الحالي، خصوصًا في تونس والجزائر والمغرب، حيث وجدت آثار الإنسان المشتاني الممتدة إلى الحضارة القفصية، وذلك في مغارة تافوغالت، وفي بعض المناطق ببرقة. وكانت عاصمتها مدينة قفصة الحالية وأحوازها بالجنوب الغربي التونسي، ومنها انتشرت حتى عمّت كل الشمال الإفريقي، بما في ذلك الصحراء الكبرى. في تلك الحقبة الزمنية، كان المناخ المغاربي شبيهًا بالمناخ الحالي لإفريقيا الشرقية، حيث كانت السهول مكسوّة بالأعشاب (مروج عشبية) والمرتفعات مكسوة بالأشجار (غابات) فيها من الحيوانات الفيلة والأسود والنمور والقردة والغزلان والأيائل وبقر الوحش والثعابين العملاقة، وكانت بها أنهار جارية تعجّ بما لا يُحصى من أنواع السمك.