العدد (754) - اصدار (9-2021)

خواطر عن صلاح عبدالصبور د. جابر عصفور

ترجع معرفتي بصلاح عبدالصبور إلى مناسبةٍ اجتماعية قدَّمني له فيها أستاذي د. شكري عياد - يرحمه الله - وكان عياد مِن أعز أصدقائي وأقربهم إلى قلبي، وكان سعيدًا بي، خاصة بعد أن قدمتُ له بحثًا، في السنة التمهيدية (1966)، عن «تطور الموسيقى والإيقاع في شعر صلاح عبدالصبور»، فأُعجب به إعجابًا شديدًا، وقرر بعد الثناء عليه نشره في مجلة المجلة، وكان أيامها يحيى حقي يعمل نائبًا لرئيس تحريرها، وبالفعل استغل عياد مناسبة من المناسبات التي جمعتنا مع عبدالصبور وقدَّمني إليه بطريقة لا تخفي اعتزازه بي، واستقبلني صلاح بالاعتزاز نفسه، خصوصًا بعد أن سمع عني الكثير من أعضاء الجمعية الأدبية التي كنتُ أشاركه الزمالة فيها مع صغر سني.

المتنبي... مالئُ الدنيا دَوِيًّا محمد حسان الطيان

قال لي صاحبي وهو يحاورني بعد محاضرةٍ لي عن المتنبي: أتريدني أن أحبَّ المتنبي؟ هيهاتَ إنّي لا أحبُّه! فأجبته قائلًا: إنّما تبكي على الحبِّ النساء! حسبكَ أن تحبَّ زوجك، أما المتنبي فما أغناهُ عن حبّي وحبك! بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس، وتربَّع على عرش الشعر العربي بجدارة، واستحق في نظري - ونظر الكثيرين - أن يكون سيدَ شعراءِ العربية! إذ ملأ دنياها دَوِيًّا.

قصائده مغسولة بدموع اليمن وممزوجة بنزيفه البَرَدُّوني... الأعمى الذي رأى كل شيء محمد عبد الشافي القوصي

حَفَلَ الأدب العربي بكثير من النوابغ العُميان، أمثال: دريد بن الصمّة، والآمدي، والرازي، وابن سيده، والعكبري، وبشّار بن بُرد، وأبو العلاء المعرّي، وصولًا إلى طه حسين، وعبدالله البرَدُّوني، وغيرهم من ذوي البصيرة؛ الذين كانوا يرونَ بأسماعهم، أوْ صارت قلوبهم عوضًا عن أعينهم... فرأوا ما لمْ يره المُبصرون، وحوّلوا الظلام إلى عالَم أسطوري حافل بالرؤى والنبوءات؛ لأنهم لم يعترفوا بالعمى في أيّ لحظة من حياتهم! وقد قيل للآمدي عندما فقد بصره: قد سُلبَ حُسن وجهك. فقال: لكنّي مُنعت النظر إلى ما يلهي وعوّضت الفكرة فيما يجدي!

عبدالرحمن منيف... كاتبًا ساخرًا قاسم حسين

منذ صدور روايته الأولى، «نحن عبرنا الجسر»، تعرّف الجمهور العربي إلى عبدالرحمن منيف، كاتبًا روائيًا متمكنًا من أدواته، متصرّفًا في لغته، مقتدرًا في معماره الروائي الذي يشيّد بنيانه كأعمدة الرخام العالية في المدن التاريخية. أما عالم منيف، فتسيطر عليه الأجواء الحزينة، من فظاعات انتهاك حقوق الإنسان في «شرق المتوسط»؛ إلى تأريخ الانقلاب العسكري على محمد مصدق، بعد تأميمه النفط في إيران مطلع الخمسينيات في «سباق المسافات الطويلة»؛ والنكبة العربية الكبرى في أعقاب هزيمة 1967 وما خلّفته من إحباط وخيبات في «حين تركنا الجسر»... كل ذلك جعل منه كاتبًا جادًا صارمًا.

مَهْر افتراضي منير عتيبة

قبضت شرطة الإنترنت على فتحي رضوان الشهير بـ «الفتى الشرير»، وجارٍ البحث عن رجب الصمدي، الشهير بـ «ريخو»، والذي هدد بارتكاب جريمة مساء يوم الخميس القادم؛ بعد يومين.