العدد (754) - اصدار (9-2021)

الرحلة إلى طُلَيْطِلة نسَق من السّرد والتاريخ د. إيهاب النجدي

اتّجه الرحالة العربي في مطالع النهضة الحديثة إلى أن يكون جامعًا لروحين في إهاب واحد: أولاهما روح «الجغرافي المؤرخ» المكين في قدرته على رسم أبعاد المكان وطبيعته ومعالمه، وتتبُّع الأثر بعد الأثر، كاشفًا أخبار الأزمنة التي تقبع خلفه. وأخراهما روح «الإصلاحيّ المنتمي» في احتفائه بالفكر في وثَباته، والتقدم في أطواره، والانتصاف من الذات والآخر، ثم ها هو لا تشغله سحر المرائي عن الوطن ووجوده، وما يعتريه من وقائع، فيسكن منه العقل والعين والفؤاد.

الجزائري محمد الصالح في بولندا خواطر وذكريات رحلة سياحية د. سميرة أنساعد

يُعد محمد الصالح رمضان من الشخصيات البارزة في الجزائر، وهو من مواليد 1916 بالقنطرة المتوسطة شمال ولاية بسكرة بالجنوب الجزائري، كان من تلامذة الشيخ ابن باديس، مؤسس جمعية العلماء المسلمين، وظل الصالح مدرسًا ومصلحًا دينيًا واجتماعيًا طوال حياته، وخلّف آثارًا مدوّنة منها كتبه «تفسير ابن باديس»، و«القصص الهادف»، و«من هدي النبوة» و«جغرافية الجزائر والعالم العربي»، و«نزهة الخاطر في قريض الأمير عبدالقادر»، وله كذلك إبداعات شعرية ونثرية كديوان «ألحان الفتوة»، ورواية «الخنساء»، ومسرحية «الناشئة المهاجرة»، ورحلة «سوانح وارتسامات عابر سبيل»، إضافة إلى نشاطاته في الندوات الفكرية والثقافية، واللجان الوطنية للتعليم والتربية، توفي، يرحمه الله، عام 2008.

سعدي يوسف سندباد القرن العشرين د. ميشال جحا

في قرية حمدان قضاء أبي الخصيب بالبصرة، ولد سعدي يوسف في العراق سنة 1934، وتوفي بلندن في 13/6/2021. تخرّج في دار المعلمين العالية في بغداد سنة 1954، وعمل بالتدريس ثمّ مستشارًا إعلاميًا ومستشارًا ثقافيًا، كما تولّى رئاسة تحرير مجلة المدى الدمشقية. بين تنقُّل وارتحال وسَفَرٍ دائم، عاش الشاعر ملتمسًا خيط الاغتراب في شعره، فمعظم قصائده نظمها بعيدًا عن وطنه، متنقلًا بين العواصم العربية والبلدان الأوربية، مما أتاح له النظر إلى تجربته الشعرية من بعيد. وإذا هو كسائر شعراء العراق الكبار يموت في الغربة.

عبدالرحمن المعاودة الشاعر المعلّم صقر بن عبدالله المعاودة

كان لجاسم بن عبدالرحمن المعاودة، والد شاعرنا (ت. 1956)، والذي يهوى الشعر ويتذوّقه، مجلسٌ في بيته يستقبل فيه ضيوفه ويتسامر فيه مع أصدقائه. وفي إحدى الليالي داعبه أحد الأصدقاء وهو يغادر المجلس بأحد الأبيات الشعرية، وكان المعاودة الابن (ذو السنوات التسع وقتها) حاضرًا جانبًا من تلك الجلسة، فما إن غادر الضيف حتى قال لوالده إن هذا البيت من الشعر مكسور، وذكره على الوجه الصحيح، عندها استحسن والد شاعرنا هذا التعديل وردّ عليه بأن «أذنك أذن شاعر»، الأمر الذي تأثّر به المعاودة، فأصبح دافعًا له لنظْم الشعر، ومنها بدأ في محاولاته الشعرية، حيث قرأها على والده، فلقي دعمه وشجّعه على ذلك.