العدد (592) - اصدار (3-2008)
لم يكن الدين سببًا في الصراع بين البشر في أي زمان ومكان، بيد أنه كان دائمًا المبرر والغطاء لأطماع الاقتصاد، وطموحات السياسة، ووحشية الحرب. ومن المثير أن هذه العوامل التي تتخذ من الدين غطاء لها قد تؤدي أحيانًا إلى الاعتماد المتبادل، والتفاهم، بل والتقارب، حين تخلع عن نفسها رداء الدين، ويصدق هذا على تاريخ العلاقات بين أوربا والعالم الإسلامي على مدى أربعة عشر قرنًا من الزمان
العولمة كلمة تردد صداها كقرع الطبل المدوي ليؤذن بأن العالم على أعتاب عصر حراك سريع غير مسبوق من حيث المحتوى والمضمون والأدوات، بل ونحو إنسان جديد. تمثل العولمة اتجاهًا شاملاً طاغيًا ومن ثم قوة عالمية النطاق من شأنها أن تؤثر جوهريًا في جميع الاتجاهات الكبرى الكوكبية في العالم. وأن البشرية بذلك موعودة بفردوس جاوز حدود الخيال
الوسطية ظاهرة إنسانية لها جذورها في التكوين الأساسي للإنسان، لها مظاهر عدة في الطبيعة، ولها وظائفها ومنافعها وفضائلها في كثير من ميادين النشاط الإنساني، ولكن لها حدودًا مع كل ذلك. تشير «الوسطية» مباشرة إلى معنى الاعتدال، ومن ثم إلى معنى الاستقامة «والعدل»، ولا يمكن أن يفهم منها معنى «الحياد» بأي حال من الأحوال
يعيش الإنسان المعاصر في ظل فيض جارف من المعلومات، فقد تم إنتاج كمية من المعلومات في الأعوام الثلاثين الماضية أكثر مما تم إنتاجه على مدى خمسة آلاف عام من تاريخ البشرية. فهل المعلومات مصدر قوة أم عبودية جديدة؟
تميز الكائن البشري عن بقية الكائنات الحية بما اصطلح على تسميته بالعقل الذي تكمن قدراته في ما يحتويه «المخ» من خلال تركيبه الفسيولوجي. وهذا بدوره يتكون من عشرات الخلايا ومئات الأعصاب والشعيرات المترابطة في أداء وظائفها