العدد (575) - اصدار (10-2006)

من شرفة القصيدة ياسين الأيوبي

تتدافع الأيامُ في نفق اغترابكَ مُثقَلاتٍ بالخَطايا!... حتى متى تبقى على شَظَفٍ تئوبُ إلى اكتئابٍ مُوهنًا من فرطِ أوجاعٍ تضجُّ بها العشايا؟!

رحلة وسط التنوع العرقي والثقافي جابر عصفور

مازال الكاتب يواصل رحلة الكشف عن جذوره المعرفية. وهاهي الرحلة تمتد من بلدته الصغيرة في وسط دلتا مصر إلى أمريكا، حيث كان موعده المتواصل في رحلة التعلم والمعرفة. وقد تعوّدت أن أذهب مع إسماعيل وزوجه بيف إلى ميلووكي كبرى مدن الولاية وعاصمتها، بين الحين والحين، وكان يحدث ذلك كلما وجدنا وقتًا من الفراغ، فننطلق للنزهة، للتمتع بجمال الحقول المحيطة بماديسون، أو الغداء في أحد المطاعم الهادئة البعيدة عن المدينة

امرؤ القيس حسن فتح الباب

ما بين القبض على الجمرِ وقبض الريح يتلاقى الحطَّابون بليل بين طريح وجريح بين تباريح عُناه وتراتيل صلاه والحادي للحطابين الملِك الضِّلِّيل

«نماذج بشرية» بين محمد مندور وجون كالفيه أحمد درويش

القيمة الثقافية التي يحتلها محمد مندور في حياتنا الثقافية، منذ عودته من بعثة إلى فرنسا في أواخر الثلاثينيات، قيمة ثرية ومتنوعة ومثيرة للجدل، وربما كانت الصفة الأخيرة عاملاً ساعد على إضفاء مزيد من الحيوية عليها، وإعطاء تجربته الثقافية مذاق التحديات. لاشك أن تجربته خلال البعثة نفسها، والظروف التي أحاطت بفترة ما بعد عودته منها، قد تركت تأثيرها على كثير من كتاباته اللاحقة. لقد قضى مندور في البعثة تسع سنوات، كانت أقرب إلى إشباع النهم الثقافي

عصافير البراري حميد الأمين

في الطريق إلى بيت صديقي، حملت معي وهم السعادة، مع إحساس خفيف بالقلق ليقيني بأنني لا أحسن الاستدارة في المنعطفات في هذه المرّة كان التلفون ينتظرعذرًا لينفجر بعواطف أخت صديقي.. حكت لي بحديث يتسم بالبراءة لكنها تعرف كيف تضع المشاعر في ثناياه.. هي التي قال عنها أخوها إن أباه كسر القالب بعد ولادتها.. كنا نلعب لعبة التكتم والحياء، الذي اعتقدنا أنها جزء من رفيع الأخلاق. فلم نلتق وجهًا لوجه بعد، وكان التلفون وسيطًا رائعًا

وهو العَوْدُ مُطَّلَبُ ياسين الشيخ سليمان

يا ساهرَ الليل ِ.. والأشواقُ تلتهبُ.. أما لقلبكَ، من أشواقه، هَرَبُ ؟

يوميّات الحرب.. آلام الذاكرة.. محمد علي شمس الدين محمد علي شمس الدين

أنا الآن في منزلي الكائن على الطرف الغربي من الضاحية الجنوبية في بيروت. أمام عيني، من الناحية الجنوبية، تنبسط غابة من الأشجار هي حديقة «الغولف»، حيث العصافير تثرثر كالعادة، والغصون لا تميل بأدنى نسمة من نسمات الصيف، نباح كلب يأتي من بعيد، فيذكّرني بريف الجنوب اللبناني (مسقط رأسي)، على الرغم من إقامتي في المدينة.. فقد رزقني الله بمنزل أشمّ من خلاله بعض روائح الطبيعة في مدينة مُصْمتةٍ من الأسمنت، تختنق بشوارعها وبناياتها المندفعة صُعُدًا إلى الأعلى، وتكاد تكون بلا مساحات خضراء أوحدائق عامة

الأسطوانة (قصة مترجمة) خورخي لويس بورخيس

أنا حطّاب، فحسب، لا يهم من أدعى، أما الكوخ الذي ولدتُ فيه، وحيث قد توافيني المنية، فقائم على تخوم الغابة، وكان تراءى لي أن هذه الغابة مترامية حتى البحر الذي يلف الأرض لفًا، وحيث تطفو المنازل الخشب، شأن منزلي، لا علم لي بشيء من هذا القبيل، إذ لم أعاين قط ما أرويه، ولم يسبق لي أن رأيتُ الطرف الآخر من الغابة. ولطالما كان أخي البكر يحملني على القسم وإياه، إذ كنّا صغيرين، بقطع أشجار الغابة بما أوتينا من قوة ساعد حتى نسويها بالأرض الجرداء

عام ابن رشد فيلسوف العقل والاستنارة عاطف العراقي

وضع ابن رشد بصماته البارزة على مسار الفكر الفلسفي الإنساني. إنه عميد الفلسفة العقلية في بلداننا العربية، من مشرقها إلى مغربها، وكان آخر فلاسفة العرب، بحيث انقطع وجود الفلاسفة في عالمنا العربي، منذ أكثر من ثمانية قرون، وعلى وجه التحديد في العاشر من ديسمبر عام 1198م، وهو تاريخ وفاة ابن رشد ببلاد الأندلس. يعتبر المنصفون من مؤرخي الفلسفة العالمية ابن رشد واحدًا من أربعة من الفلاسفة وقفوا على قمم الاتجاه النقدي الفلسفي، وهم طبقًا للتاريخ: أرسطو قبل الميلاد بالنسبة للفلسفة اليونانية

أجنحة الموت (قصة × صفحة) نواف خلف السنجاري

في أسواق البصرة كانت عيوننا معلقة تبحث عن لعبة، أو ثوب جميل نحمله لأطفالنا أنا وصديقي (ماركار) الذي يسكن مدينة بغداد، وهو أب لطفلة جميلة اسمها (سهى) تصغر ابني الحبيب (يوسف) بشهر واحد.. كثيرا ما كنت أمازح صديقي وأقول له: ابني سيتزوج ابنتك عندما يكبران، فيقهقه عاليا ويقول: لن أعطيها له لأنه سيكون مثلك جبانا.. تركنا صورتيهما معلقتين فوق صندوق المئونة في ملجئنا وانطلقنا

البوصيري والبردة.. نقطة على السطر (شاعر العدد) سعدية مفرح

وهل في جعبة هذا الشاعر غير هذه القصيدة؟ نعم في جعبته الكثير من القصائد الأخرى، والتي احتجبت كثيرا وطويلا في ظل تلك البردة العابقة بالأريج الروحاني الشجي، على الرغم من أنها لم تكن إلا نسخة مجددة لبردة شعرية قديمة. فقد كتب البوصيري قصيدته - التي بين أيدينا الآن - من باب المحاكاة والمشاكلة لقصيدة كعب بن زهير الشهيرة في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث اشتهر أن النبي أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة، مما جعلها تشتهر باسم «البردة»