العدد (574) - اصدار (9-2006)

الجَرَاد في سماء لبنان أشرف أبواليزيد

لا يَزَالُ يَنْهشُ الجَسَدَ الجرادُ الذي ألقَتْ بهِ، في الشَّرايين، سُفنُ النفاياتْ. يُغيِّبُ الربيعََ في الفصُول، ويُسْدِل الدُّخَان في العيُون، ورايتُه توزِّعُ الموتَ في ستِّ الجهَاتْ

لبنان الجريح.. لبنان الصامد سليمان إبراهيم العسكري

مرة أخرى يقف لبنان في مواجهة قوى الشر والعدوان، مرة أخرى يدفع هذا الشعب النبيل ضريبة الدم عنا جميعا، يحارب العدو الصحيح. يخطو لبنان ـ معمدا بالنار والبارود ـ فوق أنقاض ماض عربي مليء بالتعاسات، ليخطو نحو مستقبل غامض لا نعرف آفاقه بعد، إنها وحدة الدم العربي المهدور التي تجمعنا معا، بإرادتنا ورغما عنا، يمتزج الدمان الزكيان، اللبناني والفلسطيني، ليقدما شهادة على عهد من التخاذل، والضعف والهوان الذي يدفع ثمنه الأبرياء

لبنان عشقًا وموتا المحرر

لا أشعار بعد اليوم إن صرعوك يا لبنان اليوم وانتهت ليالي الشعر والتسكع سأطلق الرصاص على حنجرتي

جبران.. شجرة الأرز السامقة سهيل بشروئي

جبران كان صوتا متفردا في البرية. شاعر وفيلسوف ومتصوف كتب بالعربية والإنجليزية وخلف وراءه تجربة فكرية وروحية مازلنا نتذكرها حتى الآن، كانت بشرّي وما يحيط بها من ربوع في شمالي لبنان مرتعًا لصبا جبران، ومسرحًا لشبابه، ومجالاً لبواكير شعره. وكانت غابة الأرز المقدسة تهيمن على تلك الأنحاء. وعندما هاجر إلى الولايات المتحدة سنة 1894 أصبح هذا الجزء من لبنان محطًا لأشواقه ومنبعًا لإلهامه لا ينضب ولا يغور

إشعاع متواصل جهاد فاضل

اعتبر اللبنانيون جبران رمزًا لإشعاعهم في العالم، وهو إشعاع متواصل في نظرهم منذ أيام قدموس الفينيقي إلى اليوم. كان قدموس قد زرع في العالم القديم مدنًا وحضارات وهو في طريقه بحرًا إلى اليونان لاسترجاع شقيقته أوربا، التي خطفها أوش كبير الآلهة الإغريق. وأوربا، كما تقول الأسطورة، هي التي وهبت أوربا اسمها، وهي بدورها نموذج لهذا الإشعاع اللبناني

فيلسوف في إهاب شاعر محمد كامل ضاهر

استطاع جبران بحدسه الروحي أن يتنبه إلى إمكان إثارة هذا السؤال في أزمنة تعقب وفاته عندما قال في خاتمة كتابه «دمعة وابتسامة» الصادر عام 1914: «جئت لأقول كلمة وسأقولها، وإذا أرجعني الموت قبل أن ألفظها يقولها الغد، فالغد لا يترك سرًا مكنونًا في كتاب اللانهاية، والذي أقوله الآن بلسان واحد يقوله الآتي بألسنة متعددة». صدق جبران في هذا الحدس، إذ ترجمت كتبه وخصوصًا «النبي» إلى معظم لغات العالم، ويقرؤها اليوم ملايين البشر بألسنتهم المتعددة