العدد (571) - اصدار (6-2006)

بندقية (قصة × صفحة) حسين سعيد طه حسين سعيد طه

في تلك السن الصغيرة كان من قائمة امنياتي الكثيرة ان امتلك بندقية كالتي يزين بها شيخ القرية جدار حجرة ضيوفه الواسعة حين كان يصطحبني جدي لزيارته, وكنت أصر على الجلوس فوق الفراش المواجه للمكان الذي استقرت فيه البندقية الكبيرة ولا أظن أنني كنت أتابع الحكواتي الذي كان لا يبخل على الحاضرين بحركاته المسرحية وحكاياته التي من أبطالها عنترة العبسي وأبو زيد الهلالي والحرب التي ستكون بين العرب واليهود

قهوة المساء عبدالعزيز محيي الدين خوجة عبدالعزيز محيي الدين خوجة

عند المساءْ تقولُ لي حبيبتي أخاطبُ السماءَ كلّ ليلةٍ فيثمل القمرْ وتسقطُ النجومُ بين شرفتي وشهقتي مطرْ

عمر أبو ريشة شاعر العروبة... والعذوبة! شاعر العدد سعدية مفرح سعدية مفرح

عمر أبو ريشة, أحد خمسة شعراء سوريين لونوا القرن العشرين بقصيدهم في سمته الخاص بكل واحد منهم, ليكونوا عنوانا عربيا رياديا في ذلك السمت, أما الأربعة الآخرون فهم بدوي الجبل, ونزار قباني, وأدونيس, ومحمد الماغوط, كل في فلكه الشعري الخاص يسبح منسجما مع ذاته الشاعرة, حيث الخصوصية مرجعية وأفق, دون أن يكونوا نشازًا في لوحة الشعراء العرب من مجايليهم مثلا

سِفْر النُّشُور ياسين الأيوبي ياسين الأيوبي

أوْرَقَ العُمْرُ على أنْسَاغ بُرْدَيْكِ, فأَنْشَرْتِ صبايا.. يا لَعُمرٍ غار فيه الشَّدْوُ فاهتاجتْ محاريبُ, وجاشَتْ عتباتٌ وتكايا!

ما بين الكتب والمكتبات جابر عصفور جابر عصفور

أذكر أن سنوات المدرسة الثانوية كانت سنوات الاقتناء الأول للكتب, وبدأت عملية الاقتناء بملاحظة مصدر جديد للقراءة, في أحد شوارع مدينة المحلة الكبرى, وهو عربة يد, كان يمتلكها رجل طيب, كهل, سمح الوجه يحنو علينا حنو الآباء على الأبناء. وكان اسم الرجل هو (عم كامل). ويبدو أن حبه للكتب دفعه إلى اتخاذها حرفة يتعيّش منها, فكان يصفّ الكتب على عربته, وأغلبها روايات تغري من كانوا في سنوات المراهقة الجسدية والقرائية

من ذا الذي لا يعرف اسمي? محمد علي شمس الدين محمد علي شمس الدين

قلتُ لكُمْ لستُ أنا منكُمْ فلماذا حتى الآن يحيّركُم أمري? تقتربونَ ولا تقتربونْ لكأني طيف خطاياكُم? أتخافونَ البحر المتطرّفَ وهو يموج بأشلاء الأنهار المنتحرة

البوابة والأسرار في عشر قصص فايز الداية فايز الداية

محمد الشارخ حكَّاء يملك بنية الحكاية ولا يغامر خلف أشكال السرد الحديثة, ولكنه يختار أسلوباً تصاعدياً يمتزج فيه الماضي بالحاضر. إن التباين بين قراءتي المتسارعة لمجموعة محمد الشارخ القصصية (عشر قصص/ 2006) وما كنت عليه من التردّد والتوجّس عندما تصفحتها, جعلاني أعود إلى غلافها متأملا وباحثًا عن إشارات سيميائية تضيء حالة التلقي هذه, خاصة أن المؤلف مشارك في تكوين بوابة عمله الإبداعي أو هو متابع له, فصاحبة التصميم هي (مناير الشارخ)

جرنيكا عز الدين التازي عز الدين التازي

أنا الدكتور علي بن إدريس, اختصاصي في أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة, الوجه والعنق, وزوجتي سعاد الداودي أستاذة في كلية العلوم, تخصص بيولوجيا. زوجان كباقي الأزواج, أنجبنا ثلاثة أبناء هم عصام وسعد وربيع. نرتب شئون مداخيل وتصريف مال العائلة, وتربية الأولاد وتعليمهم, نسافر في أوقات العطل, نستضيف أفراد العائلة والأصدقاء ونفرح بالأعياد والمناسبات. نتخاصم في بعض الأحيان ولا نحتفظ في قلبينا بالأحقاد والذكريات السيئة

الرأس ذو الريشة (قصة مترجمة) ناتانيل هوثورن * ترجمة: د. رشا الجديدي ** رشا الجديدي

كانت قد نهضت باكراً كي تصنع فزاعة تنصبها في وسط حقلها الذي زرعته بالحبوب. لأن الغربان والطيور قد اكتشفت بوادر الحب الهندي التي بدأت بالظهور فوق سطح الأرض. فقررت أن تصنع فزاعة تشبه كثيراً رجلاً حقيقياً. فهي من أمهر الساحرات في نيو إنجلاند, ولن تبذل سوى جهد بسيط لصنع فزاعة تخيف أي مخلوق حتى ولو كان وزيراً. ولأنها كانت قد استيقظت بمزاج رائق على غير عادتها, وجلست تتمتع بتدخين غليونها