العدد (570) - اصدار (5-2006)

وبحارٌ تجري نحو بحارْ!!! محمد إبراهيم أبو سنة محمد إبراهيم أبوسنة

أتُرى تسقطُُ منَّا الأيامْ أم نسقط منها ونغادرها أم تمضي وتغادرنا

المَعَرّي.. الذي لَمْ يَجْنِ على أَحَد!! (شاعر العدد) سعدية مفرح سعدية مفرح

قالها بيتا من الشعر, فذهبت مثلا, وفيها, لخص أبو العلاء المعري فلسفته في الحياة, التي ظل دائما يرفضها ويدعو الآخرين إلى رفضها, دون أن يقوى على رفض أحد أحلى مباهجها على الإطلاق.. الشعر. فقد كان أبو العلاء المعري الذي ولد في معرة النعمان, في بلاد الشام, عام 363 هـ (973 م) باسم أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي, شاعرا احتل مكانته المتميزة جدا في ديوان الشعر العربي, وفقا لترتيب خاص جعله لا يشبه أحدًا

جبران والريحاني جهد رائع.. ولكنه ضائع فكتور الكك فكتور الكِك

إن ما انطبع في أذهان الأمريكيين من صورة للعرب غير مشرقة, يعود إلى عدم حضور العرب أدبيًا وثقافيًا, في حياة الأمريكيين, بل إني أذهب إلى أن هذا الحضور تجلى في أوائل القرن العشرين في صورة مشرقة ثم انقطع تقريبًا, ليرسم - في الذهنية الأمريكية وفي التصور العام لخصائص الشعوب - صورة غير حسنة للعرب. لقد تحصّل للبنان - ومن خلاله للعرب - مكانة مميزة في الأدب الأمريكي, ومن خلاله في آداب العالم

ذكرى صلاح الدين بوجاه صلاح الدين بوجاه

طفل يلهو بتخريب الذكرى, يجعل الزيت يطفح من مرض اللوم الأخرس, يعود إلى النبات الجاف ليضيف صورًا جديدة, يجده قد ازداد صفرة في لون التراب. طفل يختار المروق من النواميس..! وتبقى النبتة شاهدًا على عصر ولَّى وآخر قادم, مثل قطار مخمليّ يهرول فوق هذيان الحمرة القانية!

في عشق الكتب والمكتبات جابر عصفور جابر عصفور

أغلب الظن أن هذا العنوان يلخص حياة المثقفين والكتّاب الذين يمكن أن يقيسوا حياتهم بالمكتبات التي دخلوها, أو تعودوا القراءة فيها, وأسهمت في تكوينهم الفكري والإبداعي. الواقع أن الحديث عن المكتبة العامة أو عن الكتاب يفضي كلاهما إلى المكتبة الخاصة, التي نبدأ في اقتنائها منذ أن نعرف متعة القراءة ولذّة صحبة الكتاب, أو منذ أن تقودنا المكتبات التي دخلناها إلى محبة الكتاب, وإيثار امتلاكه واقتنائه, حرصًا على تجدد الصحبة ودوام الرفقة

بريد عاجل: مرثية لجيل يأفل وقيم تسقط نذير جعفر نذير جعفر

بعد روايته (عين الذئب) و(ورّاق الحب) يستمر خليل صويلح عبر روايته الجديدة (بريد عاجل) في اقتحام عوالم مغايرة على مستوى الفكرة والحدث وآليات السرد, مطيحاً بكثير من المقولات والقوالب الجاهزة والتصوّرات المسبقة عن الجنس الروائي وحدوده. في (بريد عاجل) نواة مغامرة فنّية في الانتقال من الرواية بوصفها سرداً لما حدث إلى الرواية بوصفها بحثاً فيما حدث وتأويلاً له عبر تقنيات تستثمر إمكانات الرواية التقليدية وتتحرّر منها في آن معاً

عصر الكباب... نعمات البحيري نعمات البحيري

حين ذهبت إلى مدينة السادس من أكتوبر, فارة من مدينتي التي كانت جديدة في يوم ما, وتم (ترييفها), فصارت مثل ريف مشوه, نقلت معي أثاثي وقططي وكتبي ونباتاتي وأحلامي ومخطوطات كتبي, كنت أرغب في دخول بهجة جديدة أستشعرها دائمًا حين أنتقل إلى مكان جديد, ليس للأسباب أهمية على الإطلاق سلبية كانت أم إيجابية. أحمل أثقالي وأذهب متعمدة الفرح والمرح لبناء عالم جديد, بتاريخ جديد في جغرافيا جديدة

الموسيقي (يانكو) (قصة مترجمة) هنريك شينكيفيتش ترجمة: هناء عبدالفتاح هناء عبدالفتاح

ولد في هذا العالم ضعيفًا: نحيلا, أما الجارات, اللائي اجتمعن أثناء ولادته,عندما كانت أمه تلده راقدة فوق (الأريكة), فكن يثنين رءوسهن ذات اليمين وذات اليسار حسرة على ضعف الأم ومولودها. كان طفلنا دوما نحيلا يميل وجهه إلى السمرة, ببطن منتفخ, ووجنتين متهدلتين, كان شعره في معظمه أشقر اللون يميل إلى البياض, ويتساقط متهدلا فوق عينيه العريضتين المفتوحتين, اللتين كانتا تنظران إلى هذا العالم

الخيزرانة (قصة × صفحة) زكرياء أبومارية زكرياء أبومارية

عندما اخترقت إهانته أذنيّ لتستقر في صدري محرّكة فيه ذرائع الثأر والانتقام, كان لايزال تفكيري غضًا لأفهم أن عودي الطري لا يمكن أن ينافس متانة خيزرانته لوقت طويل. كنت في ذلك اليوم أيضًا منشغلاً عن التلاوة بسرحاني المعتاد عندما باغتني صفيرها بقربي محضرًا إياي من أحلامي الدافئة, شيء ما كان في كل مرة يبدد أعماقي في العراء القارس والموحش حتى إنها لترتعد, ربما انقطاع الأسباب المفاجئ بيني وبين عوالمي المتخيلة, وربما إحساسي بالسقوط في معصية الرجل الذي لم يكن يفتأ والداي ينصحانني باحترامه لأنه مقدس