العدد (569) - اصدار (4-2006)

في الغابة محمد علي شمس الدين محمد علي شمس الدين

في الغابة كان رئيسُ قبيلتنا يأمرنا أن نقتُلَ حتى لا نُقتَل وكثيرًا ما كنّا نقتُل قاتلَنا لنعيش لكنْ ذات صباح جاء إلينا رجل من نوع آخر بالحكمة

جبران خليل جبران.. همزة الوصل الجميلة! سعدية مفرح سعدية مفرح

لقد حاول جبران خليل جبران - الذي ولد في لبنان عام 1883, وقضى سحابة عمره في الولايات المتحدة إلى أن توفي عام 1931 - في كل ما كتب من شعر ونثر باللغة العربية واللغة الإنجليزية, أن يصير همزة وصل حقيقية بين الشرق والغرب في نقطة فاصلة من فواصل التاريخ المتعاقبة على هوامش عديدة من سوء الظن والفهم بين عالمين بديا مختلفين جدا, بالرغم من أن منبعهما الإنساني واحد أولا, ومن هذا المنبع استقى جبران خليل جبران جل أفكاره الشعرية والنثرية

العرب والتعصب.. مقاومة الخروج عن المألوف جابر عصفور جابر عصفور

لا يمكن أن نغفل - في هذا السياق - الخصومة بين القدماء والمحدثين التي شغلت العقود الأولى من العصر العباسي, وظلت مشتعلة إلى ما بعد أبي تمام الذي أصبح زعيمًا للمحدثين, في مقابل البحتري الذي أصبح تمثيلاً لمذهب القدماء. وقد اقترن التعصب للقديم بطوائف اللغويين الذين اعتادوا الشعر الجاهلي وألفوه, ودرسوه, فنفروا من أي شعر يخالفه, كما اقترن هذا التعصب بالفئات العربية المعادية للفئات الفارسية التي صعدت مع صعود الدولة العباسية

وَطَن جوزف حرب جوزيف حرب

أُقْسِمُ أنِّي لاَ أدينُ بالوَلاءْ, إلاَّ لعرشٍ مِنْ رُخامِ الصَّيْفِ, تَسْتوي عَلَيْهِ الأرضُ, صولجانُها نايٌ, وتاجُها جناحانِ, وخُفُّها تُرَاُبٌ, وَوِشاحُها حِريرُ غيمةٍ بيضاءْ

أصابع متطابقة بسمة الخطيب بسمة الخطيب

تعثّرت أصابع يدها بالمنديل الورقي الخشن الملمس. تركته في جوف الحقيبة وعاودت البحث عن بطاقة السفر. منذ أيام تتفحّص هذه البطاقة وتتمنّى لو أن عينيها تخطئان قراءة تاريخ العودة. ولكنها مع الأسف تتأكّد أنه لم ينقص ساعة واحدة. أعادت البطاقة إلى الحقيبة وسرحت مجدّداً في البحر المطلّ من النافذة اليتيمة في غرفتها. كان عدم وجود شرفة يزيد من غربتها في هذه المدينة التي تزورها للمرّة الأولى. منذ وصلت يرافقها شعور بأنها محاصرة

يدان (قصة مترجمة) رانكو مارينكوفيتش ترجمة: طالب عبد الأمير طالب عبد الأمير

نظرت إليهما مسترخيتين فوق المؤخرة, تغفو الواحدة في حضن الأخرى. كانت اليسرى تداعب اليمنى وهي ترقد في حضنها بأكثر مهارة وقوة وذكاء وجدية. ولو لم أكن أعلم بأنهما ولدتا من ذات الأم وبالتأكيد من ذات الأب, والأكثر من ذلك أنهما من نطفة واحدة, خلقتا بناء على رغبة الوالدين كي تستمدا قوتهما من الأرض, لقلت بأن اليسرى أكبر سناً. جاءتا الى الدنيا نتيجة تجامع الأبوين ولحظات الانتشاء بينهما في ليلة ما. الآن هما تجوبان العالم, متجانستين متعانقتين أبداً

اختراقات عرش الماء... ميلود حميدة ميلود حميدة

لم يكن ما رآه بعينين ساهرتين سوى غربة تنتهي غيمة تتجول خلف الغيابْ... لم يكن ما رآه بوحدته سائرًا في براري النشوء على طيف خاصرة ناشدتْ سعيه

عائشة (قصة × صفحة) أحمد الويزي أحمد الويزي

يداها على الخيط, وتسرد. في عينيها تلتف طريق لا تبين. أفعوان يتمدد حيناً, ثم يلتف ككرة, فيهدأ. يداها تتحركان جهة الصدر. صدرها الضامر الأعجف. أصابع يديها تنظم عقد الخيط, خيط الصوف الملفوف على هيئة كرة, كرة بين أصابع وطوار ومقهى, تدور. ترفع رأسها. في بعض الأوقات فقط, ترفع رأسها. حين ينام الأفعوان, وتنتثر الطريق. في عينيها يغط الأفعوان, ويغرق في نثار الطريق. يتمدد ويلتف, ثم ينام. عيناها تتبدلان