أكد رئيس تحرير مجلة "العربي" الدكتور سليمان العسكري أن العلاقات بين البلدان العربية في مشرقها ومغربها وبلدان الشرق الأقصى ووسط آسيا "قديمة قدم التاريخ نفسه" مبينا أن هذه العلاقات "لم تكن علاقات جغرافية ذات امتداد طبيعي على الخريطة العالمية فقط".

         وقال العسكري في تصريح صحافي اليوم أن المجلة تستعد لإطلاق ندوتها السنوية المقرر إقامتها في شهر يناير المقبل في الكويت تحت عنوان "العرب يتجهون شرقا" مضيفا أن التجارة والرحلات البحرية المتكررة لعبت دورا أساسيا في التبادل الثقافي وانتشار الدين الاسلامي في دول آسيا ما أدى إلى تكوين علاقات ممتدة "لا تزال تؤتي أكلها وثمارها حتى اليوم".

         وذكر العسكري وهو رئيس اللجنة المنظمة للندوة أيضا انه "على مدار التاريخ ظلت العلاقات الكويتية مع دول آسيا مثالا يحتذى به والدليل على ذلك أن تجار الكويت تمكنوا بفضل علاقاتهم الطيبة مع البلدان الآسيوية أن يفتحوا أكثر من 300 مكتب تجاري في الهند لينطلقوا منها الى بقية الدول الآسيوية".

         وبين أن ندوة العربي هذا العام تتزامن مع احتفال الكويت بمناسبة مرور خمسين عاماً على استقلالها وتشكل فرصة ذهبية لتثمين تلك العلاقات التاريخية والثقافية والتجارية مع معظم الدول الآسيوية، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة طرحت عدداً من الأفكار والمحاور المهمة ووضعتها على طاولة البحث والدراسة.

         وأضاف العسكري أن اللجنة كلفت ايضا عددا من المفكرين والباحثين والمهتمين بالشأن العربي للعمل على التأصيل العلمي للعلاقات التاريخية والحضارية من خلال دور التجار العرب والمسلمين والسفارات المبكرة بين العرب والشرق والتأثير الحضاري المتبادل ودور الترجمة والفنون والاعلام المعاصر في التواصل العربي المشرقي.

         وقال إنه "بالرجوع إلى تراث مجلة "العربي" على مدى سنواتها الـ 52 استطاع فريق عمل الندوة أن يحصر كل الاستطلاعات والزيارات التي قامت بها المجلة إلى دول القارة الآسيوية، وتم انتقاء عدد من تلك الاستطلاعات لتصدر في كتاب يوزع ضمن فعاليات الندوة السنوية التي تبدأ يوم 24 يناير وتنتهي في 26 يناير 2011.