ملتقيات العربي

ندوة المجلات الثقافية ودورها في الإصلاح الثقافي

المجلات المحكمة ومشكلاتها

صُناع الثقافة العلمية
من واقع النشر العلمي في العالم العربي
شهادة من تجربة مجلة الأسس والتطبيقات الطبية
مركز العلوم الطبية - جامعة الكويت
أ. د. فريدة محمد أحمد العوضي

         تم إنشاء مجلة الأسس والتطبيقات الطبية في عام 1988 في جامعة الكويت، مركز العلوم الطبية، لتكون مطبوعة ذات سمعة عالمية لنشر المعلومات العلمية في مجالات العلوم الصحية المختلفة في الطب والعلوم الطبية المساعدة وطب الأسنان والصيدلة. وتنشر المجلة البحوث المحكمة الحديثة ذات الأهمية العالمية على شكل أوراق أصلية، مراجع البحوث، أوراق علمية قصيرة، تقارير المؤتمرات، ندوات علمية، ورسائل علمية. وتصدر المجلة باللغة الإنجليزية.

         أصدرت المجلة منذ إنشائها خمسة عشرة مجلداً وابتدأت بأربعة اعداد لكل مجلد ومن أهم إنجازات المجلة الأخيرة زيادة الأعداد في المجلد الثالث عشر (13) عام 2004 الى ستة (6) أعداد وازدياد عدد الصفحات من أربع وخمسين(54) صفحة إلى ثمانين (80) صفحة. وذلك نتيجة للازدياد المطرد في عدد الأوراق العلمية المستلمة من ستين (60) ورقة في عام 1999 الى 210 أوراق في عام 2004. مع العلم ان عدد الأوراق المرفوضة ازداد من 30% الى60% من الأوراق المستلمة. ويعلم الضالعون بالنشر العلمي ان نسبة رفض الأوراق هي أحد أهم مقاييس الجودة في النشر العلمي. أما بالنسبة لمصادر الأوراق العلمية فقد كانت المجلة تستلم أوراقا علمية من ثلاث عشرة (13) دولة حتى عام 1999 ازدادت الى أكثر من الضعف لتصل في إحدى السنوات إلى تسع وثلاثين (39) دولة من جميع قارات العالم في عام 2004. وينشر بحث واحد مستكتب بواسطة أحد الخبراء العالميين في مواضيع مختارة في بعض الأعداد وذلك استنادا إلى لائحة المجلة، أما باقي البحوث فجميعها يجب أن تكون أصلية لم يسبق نشرها من قبل.

         تتكفل الجامعة بجميع تكاليف المجلة بميزانية سنوية متضمنة تكاليف الطباعة حسب الاتفاقية السنوية المبرمة مع الناشر كارجر والتي تتجدد كل عام والتي تستلم المجلة بموجبها ألف نسخة للتوزيع على أن يستلم الناشر مبالغ الاشتراكات.

         وكما هو الحال بالنسبة للانعكاسات السلبية للنقص في الكادر الوظيفي فإن ضعف الميزانية كان له المردود الأسوأ حيث تأجل موضوع الأرشيف الإلكتروني وتقديم الأوراق الإلكتروني (Electronic submission) والذي يؤثر تأثيرا مباشرا على سرعة التقييم والنشر والتواصل مع الباحثين والناشر على حد سواء.

         وعادة ماتشكل الإعلانات مصدرا مالياً مهماً للمطبوعات بجميع أنواعها سواء المتخصصة او العامة ولكن قانون النشر الصادر من مجلس النشر العلمي يحدد نظام النشر ليكون مقتصرا على الإعلان عن المجلات الصادرة عن المجلس ونشاطاته فيما بينها، ولم يأخذ في الاعتبار أن يكون مصدرا لدعم ميزانيات المجلات. وقد استطاعت مجلة الأسس والتطبيقات الطبية أن تتحرر من هذه اللائحة بعد حصولها على الاستقلالية الإدارية فقد أصدرت لائحة خاصة تنظم الإعلانات حيث استطاعت أن تستقطب إعلانات بعض شركات المعدات الطبية.

         لم يحظ ضعف مبيعات المجلات العلمية بأي مناقشة خاصة. وترك اتخاذ القرار بهذا الشان لطاقم الموظفين في المجلس حيث عادة ماتطلب نسخة أو نسختان لكل عدد من آخر عشرة أعداد بالنسبة للمجلات العلمية. أي استسلم المجلس لقانون العرض والطلب دون برنامج تسويق أو الأخذ بالاعتبار استخدام شركات توزيع على سبيل المثال.

وتخلص الدراسة إلى عدد من التوصيات من قبيل:

  • أن تـكون ميزانية المجلات العلمية كافية لتغطية احتياجاتها مع الثقة والمرونة في اللوائح المالية لتستطيع المجلات السرعة في تغطية نشاطاتها اليومية وخططها المستقبلية بعيدا عن البيروقراطية الإدارية حيث أهمية عامل الوقت للنشر العلمي.

 

  • إيجاد موارد تمويل أخرى ثابتة لميزانيات المجلات العلمية وما في مستواها على سبيل المثال مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وخاصة المجلات التي استطاعت أن تحصل على مكانة عالمية لتستطيع المحافظة على إنجازتها.

 

  • إيجاد نظم متنوعة للتسويق تشمل شركات تسويق متخصصة.

 

  • إنشاء صندوق تمويل على مستوى مجلس التعاون الخليجي ليساهم في دعم المجلات العلمية العربية وليس فقط على مستوى دول الخليج، وربما تنشأ جائزة للمجلات ذات الإنجازات المتميزة مع وضع معايير حسب المواصفات العالمية لتقدير تلك الإنجازات وتشجيعها.

 

  • تشجيع المجلات العلمية على النشر الإلكتروني وخلق وعي وثقافة الكترونية بين المتعلمين العرب في جميع مستوياتهم وثقافتهم متضمناً صغار السن.

 

  • تطوير النظـم الادارية في المجلات العلمية البحثية والثقافية بخلق هيكل تنظيمي يشمل التخصصات والمؤهلات والخبرات والوصف الوظيفي وتطوير الخبرات الأساسية عن طريق الدراسات العليا خاصة في التخصصات ذات العلاقة لتأهيلها لخدمة النشر العلمي مثلاً علوم المكتبات وعلوم اللغات والإعلام وغيرها.

 

  • استخدام الأرشيف الإلكتروني حيث تتنافس الأسواق العالمية بهذه النظم وتمويلها بالسرعة الممكنة حتى تستطيع المجلات العلمية استخدامها لعمل الدراسات ذات العلاقة وللاستفادة منها لتنظيم الأعمال الإدارية للمجلات.

 

  • عمل نظم وتمويل للدعاية والإعلان للسماح للمجلات بالإعلان عن المواضيع التخصصية ذات العلاقة كمصدر مالي وتمويلها للإعلان عن نفسها بوسائل الإعلام.