ملتقيات العربي
ندوة الغرب في عيون عربية
كلمة الضيوف
كلمة الضيوف
السيد/
منح الصلح
معالي الشيخ/أحمد فهد الأحمد الصباح...وزير الإعلام الكويتي
معالي الأستاذ/ غازي العريضي...وزير الإعلام اللبناني
الدكتور/سليمان العسكري... رئيس تحرير مجلة العربي
أيها الحفل الكريم...
لا أكتمكم أيها الاخوة والحديث دائر عن النشر الالكتروني، حنينا في النفس لذلك السؤال الذي كان يختبر به أستاذنا الدكتور نبيه أمين فارس أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت حماستنا للمادة بقوله: هل غبرتم أصابعكم بالكتاب الفلاني أو بالمخطوطة الفلانية أو بالفهرس الفلاني؟
إنه حقا غبار الكتب المحفوظ بحب ووفاء في ذهني وفي جانب عميق من نفسي يثور الآن أمامي وأنا أقف بينكم لأتحدث في هذه الندوة مستبشراً بعالم لا ورق فيه ولا غبار تحن إليهما الأصابع الشغوفة بمتعة المعرفة والاطلاع.
إن الدول العربية جميعا مدعوّة الآن للتفكير جديا كما فعل بعضها كالامارات والكويت ومصر والسعودية بدخول الاقتصاد الجديد وأخذ حقها في عالم الانترنت وبألا تبقى سلبية تستخدم الشبكة كمستهلك.
لا ينكر أيها الاخوة أن في صميم عصر العولمة الذي نعيشه وضعية خاصة لأقوياء هذا العالم تنزع أحيانا إلى ترجمة العولمة وفقا لقانون الأقوياء القائل ما لنا لنا وحدنا ومالكم لكم ولنا.
ولكن التعامل الوحيد الشجاع والعقلاني معا هو قبول التحدي والمشاركة لأنه في هذا العصر يتضرر إذا لما يشاركوا باندفاع وحذق في واهر العولمة وخاصة الثقافي منها.
وأمام السوق العربية فرصة لفتح طرق المعلومات السريعة فيما بينها وهي طرق سهلة التعبيد على ما يقول الخبراء بتوافر الارادة والموارد.
ومن البشائر بالنسبة إلى النشر العربي الالكتروني أن تكون على سبيل المثال متاجر الكترونية للكتب ومراكز أبحاث لا حدود بينها قد أصبحت متاحة للجميع.
على أن المطلوب عربيا المزيد من دعم الدراسات والبحث والتطوير في مجال المعلوماتية والأعمال الالكترونية وتوسيع اكتساب الخبرة الوطنية في مجال التعريب وتوطين الشبكات وكذلك تحسين البيئة التشريعية والتنظيمية لتعزيز الاعمال الالكترونية أي حرية انتقال المعلومات.
و "العربي" بالذات قد رشحها نجاحها في سوق النشر التقليدي الى دور ريادي في النشر الالكتروني عبر موقعها المميز على شبكة الانترنت بحسب ما يقول الملاحون الالكترونيون.
إن تلازم النشرين التقليدي والالكتروني يتحول أكثر فأكثر قدراً محببا لعلاقة ولاء متنام ومتبادل بين المطبوعة والقارئ العربي الجديد المميز بفرص العصر.
ولنا نحن العرب مصلحة حيوية في سن تشريعات ضمان الملكية الفكرية وتشريعات تحرير النقل والاتصالات وتسهيلات التخليص الجمركي لأجهزة الكمبيوتر واعتماد معايير التقييس العالمي بعد تعريبه.
إن محدودية نسبة استخدام الانترنت في الوطن العربي بالقياس الى أوربا وأميركا لا تعكس وتيرة نموه المشجعة خصوصا في السنتين الأخيرتين. والمشجع أكثر هو وضوح فوائده لدى مختلف شرائح المجتمع بعدما حجزت موقعها المميز في ميادين الثقافة والاعلام والترفيه وغيرها، وإن يكن هذا الوضوح لم يترجم نفسه بعد في الواقع بالحجم المناسب.
انني إذ أشكر باسم زملائي المشاركين مجلة العربي بشخص رئيس تحريرها الدكتور سليمان العسكري على دعوتنا إلى هذه الندوة المهمة، تحضرني ذكرى زيارتي الأولى إلى الكويت في مؤتمر الأدباء العرب وقد كان من أمتع وقائعها في نفسي وعقلي زيارتي يومذاك لرئيس تحرير مجلة العربي العالم والأديب أحمد زكي الذي نجح بدعم الكويت حكومة ومجتمعا في أن يجعل من صدور المجلة حدثا نوعيا في تاريخ الصحافة والنشر العربيين ولبنة أولى للمشروع الثقافي النهضوي المتعدد الآفاق الذي التزمت به الدولة الكويتية.
وقد توالى رؤساء تحرير المجلة المتعاقبون وكلهم من الاعلام على ابقائها في مستوى متقدم ومتطور من التألق والأثر في الحياة العربية ولمختلف الطبقات والشرائح.
وإني في ندوة مجلة العربي هذه حول الثقافة العربية وآفاق النشر الإلكتروني أجد نفسي مسوقا الى الاشادة بدور الثقافة والمثقفين في الكويت في اخراج بلدهم من المحنة الكبرى التي حلت به وهو إذا عاد إلى سابق تألقه فبفضل الحيوية التي أظهرها حكمه ومجتمعه مع مشاركة بارزة لمثقفيه الذين شكلوا بنواديهم وصحفهم وديوانياتهم وتحسسهم بقضايا مجتمعهم وأمتهم العربية بيئة متألقة داخل الكويت وخارجها، وهذه الثقافة سواء القطاع التقليدي منها أو العصري كانت منذ بداية العمر السياسي للكويت صانعة مجد الاطلالة الكويتية المشرقة في دنيا العرب والمتفاعلة مع المثقفين العرب الذين عاش فريق من أبرز رموزهم في الكويت، وفيه أنتجوا جزءاً من أجود الانتاج العربي في الصحافة والدراسات المتخصصة والرواية والأدب. فالصدر الكويتي الرسمي والشعبي كان دائماً الأرحب في التعامل مع المثقف العربي.
وإنما نحن جميعا هنا أهل الاعتزاز بالذات والحوار مع الغير وربما تطلعت الثقافة عندنا إلى ما هو أبعد من العروبة أيضاً إلى العالمية الحقة كمنهج وأفق في فهم حقائق هذا العالم وتطلعاته وكمستوى للسياسة والثقافة والاقتصاد مفترض أن يرتبط به مفكرونا وجامعاتنا ومسئولونا ورجال أعمالنا.
فإلى أصدقائنا الكويتيين في الحكم والمجتمع، وإلى كل كويتي كل ما في قلبنا العربي من حب وفي عقولنا من تطلع إلى مركز وطيد لبلداننا في هذا العالم لا سبيل إليه إلا مع الحرية والعروبة وولوج عقل العالم ككل والاخلاص سواء في الأخذ من هذا العقل أو العطاء له.
وبعد انتهاء كلمات
الافتتاح، انتقل الحضور إلى قاعة مجاورة للقاعة المخصصة للندوة حيث افتتح معالي
وزير الاعلام الشيخ أحمد الفهد الصباح معرض صور مجلة العربي "العرب في عيون
العربي".