ملتقيات العربي
ندوة الغرب في عيون عربية
اليوم الاول الجلسة المسائية الثانية
دراسة تحليلية
م.
خالد صالح العسعوسي *
مقدمة :
نستطيع
القول بأن شبكة الإنترنت شيدت لأغراض دفاعيه ، واستعملت لأغراض بحثية و علمية و
تحولت لتكون تجارية . و لكن الثقافة بكل جوانبها طغت لتكون إحدى أهم المحاور و
الأسس لاستخدامات الإنترنت المتزايدة. و لقد ساهم انتشار هذه الشبكة العجيبة و
خدماتها عالميا انتشارا مطردا في التفات المثقفين والقائمين على نشر و زرع أسس
المعلومات الفكرية و العلمية في هذا العالم الجديد من التقنية و الذي أضحى بعالمنا
الشاسع و المترامي الأطراف لأن يكون قرية كونية تتواصل من خلاله الشعوب ، و يتفاعل
عبر أسلاكها الأفراد المهتمون بأحد جوانب الخدمات الكثيرة و التي يندر أن لا يعجب
مهتم بما تقدمه له من خلال جهد و مال بسيط مقارنة بما كان يتكبده قبل وجود هذه
الخدمات .
و العربي المنتشرة في جميع أنحاء الدول العربية و التي تفخر الكويت بأنها تصدر منها وعبرها ثقافة يشارك بها المفكر العربي في كل مكان أبت إلا أن تدخل هذا المجال الذي يوفر لها انتشارا عالميا يصل للمهتم عبر الأقمار الصناعية و الألياف الضوئية و الأسلاك الهاتفية حاملة لواء نشر الثقافة والعلوم العربية وإيصالها إلى المهتم أينما كان في هذه المعمورة .و في هذا البحث أردنا أن نقيم موقع مجلة العربي على شبكة الإنترنت متفحصين مكوناتها و مقيمين تبويباتها و تقسيماتها مستعرضين أهم المزايا و العيوب من منظور فني و تقني .
و سيشتمل البحث
على الأقسام الرئيسية التالية :-
- مقدمة عن مجلة العربي .
- استعراض لأهم
الأبواب .
- أسس و معايير التقييم .
- تحليل فني .
- خلاصة .
مجلة العربي :
مجلة العربي مجلة ثقافية مصورة تأسست عام 1958 تصدر شهريا عن وزارة الإعلام بدولة الكويت و توزع في الوطن العربي و تصل لكل قارئ للعربية في العالم. و يصدر عن مجلة العربي (العربي الصغير) و المخصصة للأطفال العرب . كما يصدر عنها (كتاب العربي). و تتناول العربي قضايا فكرية و ثقافية تهم القارئ العربي و ترقى بمستوى ثقافته و علومه بما تقدمه من مقالات و بحوث و تقارير في أوجه الثقافة المختلفة . و تحاور العربي فكر الإنسان العربي و تزيده أدبا و علما في مجالات عديدة منها مجال الطب ، العلوم ، التقنيات ، البيئة ، الرياضة والصحة.كما تغطي العربي الأنشطة الفنية التي تجري في العالم ككل . و هناك العديد من المواضيع المنوعة و التي تتناول أرقاماً و أقوالاً مأثورة و أحداثاً تاريخية تصاغ بطريقة سلسة للوصول إلى قلب و عقل القارئ العربي .
كما تتفاعل مجلة العربي عن طريق فتح باب الاتصال مع القارئ وإعطائه فرصة لإبداء الرأي بما كتب سواء كان ردا إيجابيا أم سلبيا .
و تدعم العربي مقالاتها المختلفة بالصور و الأرقام و تقرنها بالحقائق و الأقوال موفرة بذلك مصداقية تعزز وضعها وانتشارها بين أفراد المتكلمين بالعربية . كما تحرص مجلة العربي على تغطية جميع الجوانب و التي استعرضناها بالعديد من المواضيع و المقالات و البحوث تحت كل باب من الأبواب الثقافية . و تحتوي المجلة كذلك على أبواب ثابته كمنتدى العربي و مكتبة العربي ومرفأ الذاكرة و غيرها من الأبواب الثقافية العديدة .
و لقد تناوب على رئاسة تحريرها منذ تأسيسها إلى الآن العديد من القياديين في مجال الثقافة العربية حيث تولى د.أحمد زكي رئاسة التحرير منذ نشأتها حتى سنة 1975، ولقد أسهم بجهده العلمي و الموسوعي كي تكون مرجعا أساسيا لطلاب المعرفة حيث جمع بين العلم و الأدب و الصحافة و التربية . وفي عام 1976 ، تولى مهندس الصحافة العربية أحمد بهاء الدين رئاسة تحرير العربي الذي وضع خبرته الصحفية الطويلة من أجل تطوير العربي و دفعها إلى مقدمة المجالات الثقافية العربية والذي أثراها بكتابات ذات حس قومي عربي يتوافق مع سياسة المجلة والهدف المرجو منها وتسلم د.محمد غانم الرميحي منذ عام 1982 زمام رئاسة التحرير في مجلة العربي حيث كان أول مثقف كويتي يشغل هذا المنصب ، ولقد جمع بين الخلفية الأكاديمية والخبرة الصحفية حيث أثرت خبراته المعرفية في مجلة العربي و أصبحت قادرة على مواكبة التطورات السريعة التى تشهدها مجالات الإعلام . و في 1999 بدأ د.سليمان العسكري مشواره مع رئاسة تحرير العربي حيث أعطى المجلة جرعة من التجدد التي تحتاج إليه لكي تواكب إيقاع العصر الثقافي المتجدد ، و هاهو يدخلها إلى الإنترنت التي أصبحت أحد أهم أسس الانتشار من حيث سرعة وصولها إلى المثقف العربي أينما كان في بقاع الأرض و توفيرها للتقنيات الحديثة التي لا يمكن للمطبوعة التقليدية من إبرازها .
تحليل الموقع : نظرا لزخامة المعلومات الثقافية و الفنية في موقع مجلة العربي ، فقد ارتأى المصمم تقسيمها عن طريق قوائم رئيسية تندرج منها قوائم فرعية عديدة . ويشتمل الموقع على قوائم عامة خاصة بالمجلة ككل ، و قوائم رئيسيه و لكن خاصة بالأعداد الشهرية منها ما يكون ثابتاً و منها ما هو متغير . أما القوائم الرئيسيه والخاصة بالموقع و المشتملة في الصفحة الرئيسيه للموقع فهي كالتالي : قائمة رئيسية خاصة بالأرشيفات و البحث و تشمل التالي: * أرشيف الأعداد * أرشيف الصور * أرشيف الوثائق * أرشيف الهدايا * البحث قائمة رئيسيه خاصة بالموقع كأبواب ثابتة بشكل عام و تشمل الآتي : * فهارس العربي * كتاب العربي * تاريخ الكويت * أطلس العالم العربي * التحرير و مكاتب العربي * الاعلانات * الاشتراكات * منتدى العربي الثقافي * سجل الزوار * بريد العربي * مواقع ثقافية * أسئلة و أجوبة
كما تشتمل الصفحة الرئيسية على رابط يصل المتصفح بالعدد الشهري الحالي ورابط مفهرس لمجلة العربي الصغير و كتاب العربي . كما تشتمل الصفحة الرئيسية على كلمة رئيس التحرير مختصرة مع رابط للكلمة كاملة مع موضوع الغلاف ومواضيع رئيسية أخرى من العدد الحالي . أما الأبواب الرئيسية للأعداد الشهرية فتشتمل على التالي : * فكر * أدب * طب وعلوم وتقنيات * الانسان و البيئة * الرياضة و الصحة * فنون * وجها لوجه * مرفأ الذاكرة * منتدى العربي * مكتبة العربي * البيت * منوعات
كما تحتوي الصفحة الرئيسية لمجلة العربي على الإنترنت على لحيز صغير خصص للإعلان من المتوقع أن يدر بعض الأرباح على المجلة و يساهم في تغطية بعض التكاليف . وسنقوم ببعض الشرح للقائمة الرئيسية الخاصة بالموقع ونكتفى بذلك حيث أن قائمة العدد الحالى و القوائم الأخرى زاخرة بمعلومات ضخمة لا يمكن سردها فى هذا البحث البسيط
فهارس العربي
عند اختيار باب فهارس العربي من القائمة الرئيسية يتم اظهار القائمة التالية : *قالوا *منتدى العربي *فكر *شعاع من التاريخ *مرفأ الذاكرة *آداب *واحة العربي *ملف خاص *طب و علوم و تقنيات *جمال العربية *تاريخ وأشخاص و تراث *سندباد علمي *من شهر الى شهر *مكتبة العربي *الإنسان و البيئة *طرائف عربية *البيت *الرياضة و الصحة *معرض العربي *عزيزي العربي *فنون *المفكرة الثقافية *عزيزي القاريء *استطلاعات *الى أن نلتقي *أرقام *وجها لوجه
و في كل باب من الأبواب المذكورة بالجدول أعلاه و عند اختياره ، يدرج فهرس موسع للعديد من المواضيع الخاصة بهذا الباب و الواردة في الأعداد السابقة من مجلة العربي . و يمكن كذلك الوصول الى موضوع معين عن طريق البحث المباشر عن المقال أو الكاتب .
كتاب العربى :
يدرج المصمم قائمة طويلة بأسماء كتاب مجلة العربى فى الأعداد ككل، ويتم البحث عن اسم المؤلف أو الكاتب عبر أحد الأحرف الأبجدية التى تشكل رابطا لأسماء الكتاب ، وعند الضغط على أى من الأسماء ، فان المقالات الخاصة بهذا الكاتب ستظهر حيث يمكن الضغط على إحداها للوصول الى المقال المراد قراءته . أ ب ت ث ح ج ث ذ د خ س ز ر ض ص ش ع ظ ط ق ف غ م ل ك و هـ ن ي اضغط على اسم أي مؤلف لاستعراض مقالاته : *صابر ، محيي الدين *صادق ، مدحت مريد *الصادق ، مبارك *صادق ، عادل *صادق صلاح *صاري ، نعمان *صاغية ، حازم *صافي ، أحمد صدوق *صالح ،فتحي *صالح ، محمد الحاج
تاريخ الكويت :
يغطي هذا الباب معلومات تاريخية وافرة و دقيقة عن تاريخ دولة الكويت ، و يحتوي على العديد من الوثائق و الصور التاريخية التي تثبت و جود الكويت و مكانتها على مر الأزمنه . كما تتوفر كذلك معلومات و أرقام احصائية عن الكثير من الأمور البحثية و المعلومات العامة الخاصة بالدولة وتنقسم الصفحة الى الآتي : *مقدمة *أصل تسمية الكويت *النشأه التاريخية *وضعية المناطق التي انشئت عليها امارة الكويت *هجرة العتوب و استقرارهم بالكويت *السمات الجغرافية *بيانات التركيب السكاني النظام السياسي للدولة
أطلس العالم العربي :
يحتوي هذا الباب على معلومات قيمة مدعمة بالخرائط عن جميع الدول العربية وتحتوي على تسجيل صوتي للنشيد الوطني مع رسم علم الدولة بالإضافة الى جميع استطلاعات مجلة العربي في أي دولة من الدول العربية مفهرسة بحيث يمكن قراءتها عند الضغط عليها . و يتم اختيار الدولة المطلوب الحصول على معلومات حولها من الخريطة الرئيسية في الصفحة الاولى من باب أطلس العالم العربي .
التحرير و مكاتب العربي : يحتوي هذا الباب على معلومات بسيطة عن رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على رئاسة تحرير مجلة العربي ، كما يحتوي على مكاتب مجلة العربي في بعض الدول العربية مع أرقام الهواتف و الفاكس .
الاعلانات :
النموذج المعلن في هذا الباب يستخدم لادخال المعلومات الخاصة بالاعلان المرغوب وضعه في مجلة العربي . و يقوم طالب خدمة الاعلان بتعبئة النموذج و من ثم ارساله الكترونيا عن طريق الضغط على زر الارسال حيث يقوم أحد موظفي الاعلان بالاتصال مع الشركة / المؤسسة بغرض الاتفاق معها على التفاصيل والتكاليف .
الاشتراكات : نموذج آخر يملأ للحصول على نسخة شهرية مطبوعة من مجلة العربي.
منتدى العربي الثقافي :
في هذا الباب دعوة أمام المستخدمين لاقتراح موضوع في أي من المجالات يراد طرحه للمناقشة و يفسح المجال أمام كل قاريء للإدلاء برأيه في صراحة ووضوح و الهدف اثراء الموقع بوجهات نظر متنوعه و الاستفادة من هذه الآراء . و هناك قائمة بالموضوعات المطروحة بالمنتدى و طلب طرح موضوع للمناقشه أو استعراض الآراء المطروحه .
سجل الزوار :
في هذا الباب تعليقات لزوار موقع مجلة العربي لطرح آرائهم و اقتراحاتهم و انتقاداتهم بحيث يمكن قراءتها من قبل الجميع .
بريد العربي :
رابط إلكتروني يفتح نموذجا لمراسلة مجلة العربي .
مواقع ثقافية :
العديد من المواقع الثقافية العربية التي يمكن الوصول عليها مباشرة من هذا الباب عن طريق الروابط الالكترونية المتوفرة .
أسئلة و أجوبة :
أسئلة يقترح المحرر ورودها من قبل القراء و المتصفحين للموقع و يقوم بإجابتها بطريقة سلسة و بسيطة .
كتاب العربى
أصدرت مجلة العربى العديد من الكتب من خلال مشوارها الطويل فى الاصدارات الثقافية والأدبية و العلمية. وفى هذا الباب أورد المصمم 15 كتابا من الكتب القيمة والتى قام أدباء عرب بتأليفها. و يمكن للمتصفح طباعة هذه الكتب أو قرائتها من على شبكة الانترنت ومن خلال موقع مجلة العربى
العربى الصغير
تأخر صدور العربى الصغير ما بعد تحرير دولة الكويت حتى بدأت ثانية فى الصدور سنة 1997. ولاقت العربى الصغير وقت صدورها كما لاقت قبل الاحتلال اقبالا من قبل القارىء الناشىء. وفى باب العربى الصغير على موقع المجلة يضع المصمم بين يدى القارىء أعدادا كاملة من هذه المجلة بتبويباتها المتنوعة الحاوية على كل ما يهم القراء الراغبين فى النهل من كنوز الثقافة و المعرفة ، وتمتاز العربى الصغير بتنوع وعدم ثبوت أبوابها مما يشكل قبولا لدى القارىء الناشىء.
معايير و أسس تقييم مواقع الانترنت :
يعتمد تقييم مواقع الإنترنت على أسس يتم من خلالها استعراض سهولة الاستخدام للموقع وجودة المعلومات التي يحتويها . كما يتم تقييم الإبداع الفني و الوسائل المستخدمة للإخراج و تقييم درجة الاعتماد على حداثة و صحة المعلومة بالإضافة إلى سرعة التصفح و استدراج الصفحات الخاصة بالموقع بالإضافة إلى التقنية المستخدمة . و يتم تقييم الأفكار الخلاقة و التي يتميز بها أي موقع من المواقع كأساس متميز . ويبدع المصمم بإبراز لب الهدف المراد إيصاله للمتصفح أو القارئ . و يمكن تلخيص الأسس و المعايير التي سنستخدمها في تقييمنا لموقع مجلة العربي كالتالي :
* الانطباع العام . * المعلومات المدرجة في الموقع . * التقسيمات و الأبواب الخاصة بالموقع . * التصميم الإبداعي و البصري . * النظرة العملية في التصميم . * التفاعل مع المتصفح أو القارئ .
و قبل المضي في تقـــــييمنا للموقع حسب الأسس و المعايير المقترحة لا بد لنا من توضيــــح هذه المعايير .
الانطباع العام :
يعتمد بقاء أو إنهاء استخدام أو تصفح موقع معين على الانطباع العام للمستخدم من الموقع و للوهلة الأولى ، و حسب الإبداع البصري المستخدم في التصميم ، و لإبراز الجوانب الإيجابية والمهمة في الصفحة الرئيسية ، فان الموقع قد يلاقي قبولا للمضي في الاستخدام أو عزوفا عنه . كما أن إتقان المصمم في إبراز أهمية القارئ و محاكاة مستواه الثقافي يعتبر عاملا من العوامل الأولية في تقبل القارئ للموقع.
المعلومات المدرجة في الموقع :
وهي المعلومات العامة و التفصيلية الخاصة بالموقع سواء كقوائم رئيسية أو فرعية أو مقالات و بحوث و مواضيع . و يجب أن تكون هذه المعلومات واضحة و خاصة بالهدف الرئيسي من وضعها بالنسبة للموقع . و يمكن أن تشتمل هذه المعلومات على صور أو وثائق أو أصوات . و يجب كذلك أن تكون هذه المعلومات مفيدة و ممتعة وسهلة الوصول إلى القارئ . و يمكن أن يشتمل موقع معين على معلومات تكون ذات صلة بالأهداف المرجو الوصول إليها ولكنها تخرج عن الإطار الرئيسي و الخاص بالموقع كتوفير قائمة بمواقع أخرى مشابهـة تخدم الرؤية الشــاملة للقـــائمين علـــى الموقع.
التقسيمات و الأبواب الخاصة بالموقع :
و يشتمل هذا المعيار على التنظيم الخاص في إبراز المعلومات المراد إيصالها للمستخدم و الطرق المستعملة في تصفح أقسام الموقع المختلفة . و يتميز الموقع المنظم بطريقة مرتبة بسهولة الوصول إلى المعلومة و تحقيق الأهداف الخاصة بالموقع . و عند استخدام نظرية مرتبة لإبراز المعلومات بتقسيماتها المختلفة ، فإن ذلك سيخلق إيحاء لدى القارئ بتنظيم زيارته للموقع و الاستزادة مما هو مفيد ومهم له بطريقة سهلة و يوفر له التعمق و المضي في بحثه عن الموضوع المراد قراءته.
التصميم الإبداعي و البصري :
الإخراج الفني الإبداعي لموقع معين يولد لدى المستخدم نظرة شاملة و قبولا للتعمق في تصفح الموقع . و يؤثر التصميم بتقسيماته و ألوانه و تركيزه على وتيرة محددة في مدى انسجام المستخدم و مضيه في البحث و التركيز . وكلما زادت البساطة وابتعد المصمم عن التعقيد و استخدام أدوات فنية غير مقبولة أو معروفة زاد شغف القارئ في التعامل مع الموقع أو استزاد من معلوماته . و يجب اشتمال الموقع على رؤية تجارية إذا صح التعبير في تسويق الأبواب والتقسيمات لإيصال المعلومة إلى عقل المستخدم بطريقة فنية مبتكرة . و يكون الارتقاء في استخدام التصميم لدرجة استخدام ألوان و أشكال تحاكي مستوى ثقافة و ذكاء القارئ حيث إن استخدام الأشكال و الألوان الهادئة غير الصارخة عادة ما تحاكي مستوى القارئ المثقف على عكس الألوان و الأشكال الصاخبة التي تتماشى مع الأطفال و المراهقين.
النظرة العملية في التصميم :
يجب توخي النظرة العملية في تصميم الموقع من حيث شمول التصميم على أساس سرعة وصول المعلومة من خلال الصفحات حيث إن استخدام رسومات أو صور قد يساهم ببطء استقدام و عرض الصفحات في بعض المواقع . كما أن استخدام التقنيات يحتاج إلى برامج خاصة في أجهزة المتصفحين يعتبر مغامرة، حيث إن هذه الصفحات و المعلومات قد تحجب عن القارئ إذا كان لا يملك هذه البرامج في جهازه . و يجب أن يكون الموقع غير معتمد على برنامج تصفح معين بل يجب كذلك أن يحتوي على جميع الأنظمة و البرمجيات الخاصة التي يحتاج إليها الموقع و لا يفترض أن تكون موجودة لدى القارئ أو المستخدم .
التفاعل مع المتصفح أو القارئ :
يقصد بالتفاعل مقدرة الموقع على محاكاة مطالب المستخدم و التعامل معه بشكل يخرج به المتصفح بالمعلومة التي يبحث عنها . و يتم تصميم أجزاء من الموقع تمكن المستخدم من البحث عن أمر يهم هذا المستخدم أو إبداء رأي في أحد الموضوعات بطريقة تقنية مباشرة . كما يمكن إضافة بند يمكن القارئ من التعليق على الموقع وتقييمه بشكل مباشر إلكتروني أو إرسال بريد بطريقة سهلة و مباشرة . و يوفر التفاعل بين الموقع و المتصفح إحساسا بأهمية القارئ لدى القائمين على الموقع حيث إن التقنية المتوفرة تمكن هذا المتصفح من التعامل المباشر و الحصول على ما يريده بشكل سهل وقاطع .
التقييم الفني و التقني
:
الانطباع العام :
أن الانطباع العام عن موقع مجلة العربي يرقى إلى الإعجاب في الإبداع الذي قام به المصمم لإبراز هذه المجلة حسب مكانتها العالمية التي حظيت بها على مر السنين . و للوهلة الأولى يعجب المستخدم بهذا الكم الهائل من المعلومات المبوبة تبويبا فنيا راقيا بتصميم رائع و ألوان هادئة و تفاعل و شفافية ظاهرة و إدراج للتبويبات بشكل منظم .و لقد أجاد المصمم في محاكاة مستوى القارئ المثقف من حيث التركيز على الأبواب و الأقسام التي تهم كل قارئ و توريدها بطريقة سريعة و عجيبة حيث قام المصمم بإدراج هذه المعلومات إدراجا صحيحا بتقنية جيدة يستفاد منها بسرعة إدراج المعلومات على الصفحة و تقليل الوقت المستغرق لحصول المستخدم على المعلومة . و فصل بين الصور و الكلام حتى لا يتأخر على المستخدم المنتظر من خلف شاشة الحاسب . و يبحر القارئ بين أبواب و مقالات العربي الزاخرة بالنفع والفائدة في جوانبها الثقافية و الفنية و العلمية بحيث يستزيد أدبا و علما ، و توفر العربي للقارئ مجالا لقراءة مقالات أو مواضيع قريبة لاهتمام القراء حيث يستطيع البحث عن مقالات لكاتبه المفضل أو الاستزادة من أبواب تحتوي على معلومات ذات اهتمام خاص به .
إن ما تتميز به العربي من تفاعل مع القارئ ، و عرض للقطات الفيديو ، و ارشيفات الوثائق و الصور و الهدايا جدير بأن يرقى بها لتكون على قائمة المجلات العربية ذات المواقع على شبكة الإنترنت .
المعلومات المدرجة في الموقع :
وفرت مجلة العربي معلومات يندر أن يجدها قارئ بهذا التنوع و هذا الشمول في أي مطبوعة عربية .و تميزت العربي بأرشيفها الزاخر و الذي يرجع إلى عشر سنوات مضت من الأعداد و توفرت في الموقع العديد من الوثائق و المقالات و الصور وكذلك مقتطفات من أفلام الفيديو التي شكلت عنصرا جديدا لم ألحظه لدى الكثير من المطبوعات العربية و التي ميزت شبكة الإنترنت و لقد قام المصمم بجهد جبار في إبراز التقسيمات و الأبواب لإبراز هذه المعلومات بشكل واضح و جميل وفر سهولة الوصول إلى المعلومات من قبل المستخدم . كما وضعت هذه المعلومات بتنظيم جميل . و لقد ساعدت الأرشيفات المتوفرة من الأعداد السابقة لمجلة العربي في تعزيز موقع المجلة على الإنترنت و التي خدمت كمصدر كبير للمعلومات يسهل الحصول عليها مع وجود تقنية البحث الخاصة بالإنترنت .
ووفر الموقع روابط لمواقع ثقافية شبيهة جديرة تعتبر مصدرا مهما للثقافة و العلوم العربية . و تزخر الإنترنت بالكثير من المواقع الثقافية الأخرى التي يمكن أن توفر المجلة روابط لها . و يلاحظ أن المصمم قد وفر مواقع معينة قام بتصميمها أو الإشراف عليها من الجهة المصممة للصفحة ، و ينصح بشمول هذه المتصلات على مواقع أخرى .
ولقد بذل جهد كبير في إدخال هذه الكمية الضخمة و المفيدة من المعلومات بشكل تصنيفي دقيق يحاكى مستوى القارئ الثقافي و يطور من إمكانيات الرجوع إلى المعلومة بغرض الاستزادة منها فنيا و ثقافيا والرجوع إليها بحثيا .
إلا أنه و رغم الجودة العالية المتوفرة ، فإن هناك بعض عدم الدقة التي قد يكون للجهة المنفذة رد منطقي عليها ، فعند البحث في كتّاب العربي عن أحد الكتّاب مثل الدكتور محمد غانم الرميحي فإننا لم نجد له معلومات رغم وجوده ككاتب و رئيس تحرير .
و يقترح أن يضم موقع مجلة العربي معلومات تخص الاستراتيجية و الرؤية الخاصة بالقائمين على المجلة كباب ثابت . كما يمكن أن يشتمل هذا الباب على الأهداف المرجوة من نشر مثل هذه المجلة .
التقسيمات و الأبواب الخاصة بالموقع :
يتميز موقع مجلة العربي بتنظيم جميل يشمل في أبرز مظاهره تقسيمات خاصة بالموقع ككل ، و تقسيمات فرعية للعدد الرئيسي الشهري لمجلة العربي . كما تتوفر العديد من الأبواب و المبرزة بشكل متكامل و تتناغم كمثل أبواب الأرشيفات الخاصة بالأعداد و الصور و الوثائق و الهدايا كما قسمت الأبواب الرئيسية الى أجزاء فرعية منظمة و تخص مجالات فكرية و فنية و تقنية مبوبه بما يساعد القارئ على الوصول الى اهتماماته الخاصة دون غيرها .
و لقد اعتمد المصمم على طرق عديدة في تبويب المعلومات الموفرة في الموقع فعلى سبيل المثال ، فقد وضع المصمم جدولا بالسنين من 1985 و الى 2000 ، و أظهر 12 عددا شهريا تابعا لكل سنة من السنوات من مجلة العربي بأغلفتها الخارجية يتم الضغط على أحدها للوصول الى المعلومات عن العدد المراد قرائته أو الصفحة . كما اعتمد المصمم اسلوب سرد الاحرف الابجدية ليتم اختيار أحد كتاب مجلة العربي حيث يقوم بسرد جميع الأسماء التي تبدأ بالحرف المختار . كما استخدم المصمم الخريطة الخاصة بالوطن العربي في سبيل الوصول الى الدولة العربية المراد الحصول على معلومات عنها من خلال أطلس العالم العربي .
و فيما عدا الباب الخاص بكتاب العربي ، فإن هناك قائمة رئيسية ثابتة لموقع العربي ككل تحتوي على الأبواب الثابتة بشكل يسمح بالتنقل فيما بينها بدون عناء أو جهد . أما في صفحة العدد الشهري ، فإن القائمة الرئيسية تصبح فرعية و ذلك عند اختيار أحد الأبواب و ذلك لكثرة المعلومات و المقالات التي تتفرع من هذا الباب أو ذاك .
أما انتقادنا للموقع من حيث التقسيمات و الأبواب ، فإننا لا نرى أي حاجة للصفحة الأولى من الموقع إن لم تحتو على معلومات اضافية كالتي اقترحناها من حيث الاستراجيات و الرؤية و الأهداف مثلا.
و حيث إن أبواب كل من التحرير و الاعلانات و الاشتراكات و سجل الزوار و البريد و الاسئلة و الاجوبة تتكرر مرتين في صفحة واحدة ، فإنه يقترح أن تلغى من القائمة الرئيسية حيث يمكن استغلال المساحة لأغراض اعلانية أو لروابط صفحات أخرى .
التصميم الابداعي و البصري :
يبدو للوهلة الأولى، و عند الدخول لموقع مجلة العربي أن المستخدم المرتجى أو المتوقع يجب أن يكون مثقفا أو يهوى الثقافة . و فيما عدا القليل من الألوان الصارخة ، فإن الموقع يمتاز بألوانه و تقسيماته الهادئه و لقد استخدم المصمم الكثير من الصور و الروابط المصممة لتكون دليلا واضحا على الأبواب و المعلومات كما أن وجود القائمة الرئيسية بشكل متناسق و منظم على يمين الصفحة يساعد في التنقل بين الأبواب المختلفة بطريقة سهلة و سلسة . و يعتبر ثبات القوائم من الأمور التصميمية التي تساعد على التفاعل البسيط بين القاريء و الصفحة حيث يمكن الرجوع الى القائمة الرئيسية بعد الولوج في أحد الأبواب بطريقة سهلة و مباشرة . كما أن استخدام القوافي و الحواشي و الصور يضيف للأبواب شكلا جماليا ووضوحا للأفكار بشكل مباشر حيث إن الحيز المتروك لهذا الهدف على الجانب الأيسر للصــــفحة يستـغل في أغلب الأحيان بشكل جيد .
و اللون الخلفي للصفحات عامة هو اللون الأبيض الذي يضفي جوا من الراحة النفسية للقاريء و يساعده على المضي في قراءة المقالات حيث إن بعض الألوان الصارخة تولد احساسا بشد الأعصاب و عدم الارتياح. و مما زاد من براعة التصميم ، سهولة بيان الباب المستخدم في أي وقت أو أي موقع من المواقع ، حيث يتغير اللون للرابط من القائمة الرئيسية . و رغم وجود العديد من الروابط لمواقع فرعية من الصفحات الرئيسية إلا أن المستخدم يجد سلاسة في التنقل بين الأبواب و المواقع المختلفة و ذلك بسبب الحس الراقي و الإبداعي في تصميم الصفحات والتي تأخذ بيد المتصفح من موقع الى آخر بطريقة سلسة و ماهرة .
و لقد حاول المصمم كل جهده وضع كمية من المعلومات بصورة مرتبة بحيث يشتمل على أغلب التبويبات الخاصة بالموقع ، إلا إن انتقادنا ينصب على الصفحة الأولى في المجلة التي لا تخدم الكثير من الأهداف بوضعها الحالي .
النظرة العملية في التصميم :
يحس المستخدم عند زيارة موقع مجلة العربي بشيء من سرعة وصول المعلومة الى الشاشة سواء عند استخدام الأجهزة المتصلة بالانترنت عن طريق الهواتف المنزلية أو أجهزة المكاتب ذات السرعات العالية ، و هذا يدل على استخدام المصمم للمعلومة المجردة في كثير من الأحيان و الابتعاد عن الرسومات و الصور التي من شأنها تبطيء عملية وصول المعلومات . و لم ألحظ أياً من المواقع أو الصفحات أو الروابط التي تحتاج إلى برمجيات خاصة . حيث إن استخدام البرامج الأساسية التي لا يخلو منها نظام التشغيل ويندوز أو البرامج المستخدمة الأخرى ، مثل نيتسكيب هو ما يحتاجه المستخدم فقط . و لا يختلف شكل صفحات الموقع باستخدام أي من البرنامجين .
إن ترتيب المعلومات على شكل أبواب ثابتة وواضحة يساهم في عملية الاستخدام للموقع حيث إن وضع هذه التبويبات من خلال جداول أو قوائم يساعد المستخدم للوصول الى غايته بطريقة سريعة حسب اهتمامات هذا المستخدم . و لقد وفر المصمم بابا خاصا بالأسئلة و الأجوبة التي تهم المستخدم و يفترض أنها أسئلة عادة ما يتردد توجيهها و أجوبة القائمين على المجلة عنها . وتعتــبر هذه النقـــــطة في صــــالح العملية البحــــثية التي تسهل على القاريء الحصول على المعلومات .
ان توفير ايقونة للبحث عن المعلومات في أغلب الصفــــحات الرئيــــسية يساعد المســـتخدم على تحديد بحثه عن المعلومات من أي موقع ، ولا يتـــــطلب الرجوع الى موقع معين للاســـتفادة من هذه الخدمة .
التفاعل بين المتصفح و الموقع :
أن أحد أهم المميزات التي يشملها موقع مجلة العربي تفاعلها مع المستخدم أو القارئ ، حيث إنه ، و في أكثر من موقع فرعي أو باب ، توجد جزئية خاصة بإدخال بيانات معينة أو إدراج عملية بحث محددة . و أهم مجال للتفاعل بين المتصفح والموقع و الذي يندر وجوده في مواقع مشابهة منتدى العربي الثقافي الذي يفتح الباب أمام المستخدم للاقتراحات أو إيراد موضوع للمناقشة من قبل القراء الآخرين وإبداء الآراء . و أراد المصمم أن يشمل هذا الموقع بلمساته الفنية التي أظهرها في التبويبات الأخرى من الموقع فقام بترتيب الأفكار و الأجزاء بــــشـــكل مــبـــسط و مجدول بغرض سهولة قراءتها و الرجوع إليها عند الحاجة .
أما عن نظام البحث الموجود في أغلب الصفحات ، فإنه يحتوي على قسم مخصص للبحث في العدد الحالي أو البحث في كل الأعداد . و لم تخل أبواب الإعلانات والاشتراكات من إمكانية للتفاعل مع المستخدم بطريق مباشر دون الحاجة لإرسال رسائل أو فاكسات , كما أن سجل الزوار الذي يحتوي على تعليقات القراء المتفقين مع المجلة أو الذين لا يتفقون مع هذه الآراء بل يقوم الموقع مباشرة بعرضها مهما كان مضمونها إلا أنه و عند تجربتي لإدخال تعليقي على الموقع ، لم أستطع إدخاله باللغة العربية . كذلك لم يتم إدراج تعليقي على الموقع ،ولعل السبب أن يكون فنيا . و لقد تطرقنا عند الحديث عن أطلس العالم العربي إلى الطريقة السلسة لطلب المعلومة والذي يعتبر تفاعلا بطريقة فنية تحاكي عروبة المستخدم و تذكره بوطنه العربي المترامي الأطراف . كما أن ميزة تصفح عدد سابق من خلال اختيار السنة و الشهر المدرجة بشكل فني جميل و الضغط على أيقونة التصفح يمكن اعتباره طريقه ذكية في التفاعل مع الموقع . و هناك وسيلة للبحث المتقدم يحتوي على العديد من الموضوعات التي تساهم في البحــــث بدقة و موضــوعية أكبر .
خلاصة
لا بد لنا فى نهاية هذا البحث أن نشيد بهذا الجهد الكبير الذى قام به أشخاص وضعوا نصب أعينهم اخراج مجلة العربى بموقع يرقى لمستواها وانتشارها بين طبقة المثقفين والقراء العرب. كما لا بد من الاشادة بالقائمين و المشاركين فى هذا المشروع وما وضع من طاقات و جهود وأموال مبذولة فى سبيل الارتقاء بابراز هذه المجلة التى طالما انتظرها القارىء بفارغ الصبر لتصدر فى أول كل شهر ويسرع بشراء عددها الجديد للاستزادة من الثقافة فى كل مجال. أما ما نتمناه، فان جهدا جبارا كهذا يحتاج الى متابعة حثيثة و مستمرة لتضع مجلة العربى فى مستواها ويبقي الموقع متجددا زاخرا بالمعلومات الثقافية و العلمية. كما أن التجديد فى ابراز الأبواب يجب أن يكون من ضمن الاولويات حيث أن التعامل مع النسخة من المجلة على الانترنت يتطلب التجديد و التغيير ويبتعد عن الشكل المجرد و التقليدى.
موقع مجلة العربي على
الانترنت
فؤاد البحراني *
لاشك أن مجلة العربية مجلة زاخرة، واعتقد أنها كنز، وأنها توثيق لحقبة مهمة جدا من التاريخ العربي والتاريخ الإسلامي منذ عام 1985 إلى التاريخ المعاصر، وهي مرجع وقد غطت مجلة العربي في اعدادها كثيرا من القضايا الثقافية والادبية والعربية فهي مرجع مهم جداً للثقافة العربية. وهي كذلك مرجع علمي، فعندما كنا صغارا كثيرا ما كنا نتابع التطورات العلمية ـ مثل رحلات أبولو ـ كنا نتابعها عن طريق مجلة العربي فهي مرجع علمي مهم. وهذا شرح مبسط للموضوعات التي تغطيها مجلة العربي.
لماذا اذن نريد أن ندخل العربي على الانترنت؟
لنقسم اولا تاريخ العربي إلى مرحلتين مرحلة الستينيات والسبعينيات أو لنقل مرحلة ازدهار العربي. في هذه الفترة كانت العربي تتلقى دعما ماديا كبيرا جدا، وفي تلك الفترة كانت المنافسة الثقافية أو الإعلامية نادرة في الوطن العربي، فلم تكن هناك المطبوعات التي تتساوى مع مجلة العربي وما كانت توجد في تلك الفترة القناوات الفضائية الموجودة الآن ولم يكن هناك الانترنت، فكان التحدي قليلا بالنسبة لمجلة العربي، أيضا كان القارىء العربي متعطشا، ولم يكن الاتصال جيدا بين المشرق والغرب مثلا، فكان هناك تعطش لمطبوعة مثل مجلة العربي. لكن في التسعينيات والألفين الوضع اختلف الدعم المادي من قبل الدولة اختلف وقل لمؤسسات كمجلة العربي، كما ان التحدي صار كبيرا، وصارت المطبوعات تتوالى في مختلف اقطار الوطن العربي في المشرق والمغرب وبدأت تظهر مطبوعات تحاول أن تحذو وتخطو على نهج مجلة العربي، وفيه زخم واستثمار رهيب وراءه كل ذلك، وهذا تحد كبير لمجلة العربي، كذلك وسائل الاعلام تغيرت، فلم تعد مجلات وكتبا مطبوعة، هناك محطات فضائية وشبكات الإنترنت، فالتحدي الإعلامي يختلف عن التحدي الذي كانت تواجهه العربي في الستينيات والسبعينيات لنتأخذ نقاط القوة التي كانت في مجلة العربي فمهما كانت تواجه من تحد من أي مطبوعة أخرى، إلا أنها بحكم عمرها الطويل استطاعت ان تبني قاعدة معلوماتية ضخمة، قاعدة من الوثائق قاعدة من الصور قاعدة من المقالات يصعب على أي مطبوعة أخرى او اي نشاط اعلامي آخر ان ينافسها، كما انها استطاعت في هذه الفترة ان تكسب سوقا مهما، فمجلة العربي الآن معروفة على صعيد جميع الدول العربية من المشرق إلى المغرب، ومن المعلومات المهمة عن مجلة العربي الآن أنها توزع أكثر من ثلاثمائة ألف نسخة وهذا رقم ليس صغيرا على مطبوعة تصدر من إحدى دول الخليج ومن دولة مثل الكويت.
إذن لماذا لا تطور العربي بالشكل التقليدي؟
معروف أن تكلفة الطباعة التي تجعل المطبوعة تنافس من نوعية الورق والحبر ونوعية فرز الألوان أصبحت مكلفة جدا. وكذلك تكلفة الشحن عالية جدا خاصة مع مطبوعة مثل مجلة العربي وزنها ثقيل وهذا يكلف أكثر، وهذا يقف عقبة في سبيل توسيع السوق والذهاب إلى أماكن أبعد، وكذلك مهم جدا الاحوال السياسية، فلكي نسوق شيئا لابد ان تكون العلاقات جيدة مع هذا الطرف الذي نريد أن نسوق لديه، فهناك حواجز سياسية، إذا لم تكن العلاقات جيدة فالصراعات السياسية تحجب المطبوعات كل طرف عن الآخر.
إذن ما هو الحل؟
الحل الآن واضح وهو النشر عبر الإنترنت، واعتقد هو الحل الأمثل والأسرع، إذ ليس هناك حواجز خلال الإنترنت فهو حل للحواجز وللمشاكل وللتكلفة وغيرها من العراقيل السياسية والجغرافية. لنتكلم عن السوق وحجمه.. يتوقع المراقبون ان يصل حجم مستخدمي الانترنت الـ 400 مليون الآن إلى مليار نسمة حتى عام 2005 وهذا عدد ضخم واغلبهم من الطبقة المثقفة فالسوق ناضج وواعد. بينما يستخدم الإنترنت من العرب حتى الآن حوالي 901 مليون نسمة بينما سيصل العدد ـ حسب احصاءات اخيرة إلى 21 مليون نسمة خلال عام 2002 فهذا سوق ضخم لا يمكن تجاهله أي سوق الإنترنت فهذا السوق الناضج الذي به 21 مليون قارىء عربي على الإنترنت مقابل أن العربي الان توزع ثلاثمائة ألف نسخة، فالتوجه إلى هذا السوق الآن فيه فائدة كبيرة.
وبغض النظر عن الخوض في المزايا العديدة للإنترنت فان هذا المشروع يمكن أن ينتشر بتكلفة قليلة، فلو قارنا تكلفة الطباعة بتكلفة النشر الإلكتروني، فالتكلفة في النشر الإلكتروني لا تحتاج إلا الى ديجتال بينما في الطباعة العادية تحتاج الى ورق وماكينات طباعة واحبار، وايد عاملة كثيرة وتوزيع وشحن وكل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى مبالغ كبيرة خاصة مع مطبوعة مثل مجلة العربي وزنها ثقيل كما اسلفنا فالاستثمار ضعيف جدا في هذا المجال بسبب كل هذه التكلفة. كما ان استخدام الانترنت يمكننا من استعمال وسائل لا تتوفر لنا في حالة الطباعة الورقية، فممكن من الانترنت ان نستخدم الفيديو والصور الانميشن وهناك جانب مهم كذلك ففي الطباعة الورقية لا يمكن ان تتواصل مع القراء ولكن مع الانترنت نتمكن من ذلك بشكل مباشر.
هناك كذلك نقطة مهمة جدا وهي التعددية اللغوية، مثلا مجلة العربي لو اردنا ان نحولها الى مطبوعة باللغة الانجليزية فان هذا مكلف جدا من مراحل تحتاج كل مرحلة منها الى مبالغ كبيرة، بينما على الانترنت فان ذلك لا يكلف كثيرا ابدا، فقط اكتب بالانجليزية على الكمبيوتر وسوف يصل ذلك الى كل من يقرأ الانجليزية في كل مكان من العالم وفي نفس الوقت واللحظة عند الجميع. وتعدد اللغة يعني سوقاً اوسع وسوقا اكبر.
لقد كانت فكرة وضع العربي على الانترنت في البداية فكرة صغيرة ولكن بعد التفكير جعلنا الموقع اكبر من مجلة العربي ولكن جزءا اساسيا منه هو وجود مجلة العربي عليه، فاتفقنا على بناء موقع ثقافي عربي، يحتوي على خدمات الكترونية وعلى مصادر معلوماتية بالاضافة الى مجلة العربي. وهذا الجزء نفذ نسبة كبيرة منه من خلال التعاقد مع شركة عالمية معروفة شركة صخر المعروفة بتاريخها الطويل في مجال تعريب الانترنت وهناك خطة لعمل نسخة من مجلة العربي باللغة الانجليزية على الانترنت او بلغات اخرى قد تكون فارسية او هندية او اي لغة اخرى. فعبر الانترنت يمكن ذلك بتكلفة قليلة، وهذا احد الاهداف الكبيرة.
لقد وضعنا اهدافا عريضة لهذا الموقع لدعم الوجود العربي على شبكة الانترنت، بالرغم من مواقع عربية كثيرة لكن اغلب المواقع هي دعائية، لا تحتوي على مضمون ثقافي يفيد القارىء فنحن أردنا أن نستغل قاعدة البيانات الضخمة التي تمتلكها مجلة العربي لخدمة القراء العرب من كل الاعمار من خلال هذا الموقع. وكذلك من الاهداف فتح مجال لحوار عربي عربي ثقافي على الانترنت تستطيع المجلة ان تحتضنه وتوجهه عن طريق الانترنت بطريقة يمكن ان ينتج عنه كثير من الدراسات والامور التي يمكن أن يستفيد منها القارىء العربي في مختلف ارجاء العالم.
وطبعا سوف تبرز عبر هذا الموقع قضايانا نحن ككويتيين وهمومنا المحلية كذلك، ويمكن ان توصلها للعالم بشكل اوضح واستراتيجيات التنفيذ اعتمدت على استخدام أفضل طرق النشر الالكتروني، وتوفير اكبر قدر من المعلومات على الموقع وألا يكون ضحلا، ولكي يعيش الموقع ويعمل بالصورة الجيدة والمطلوبة فانه لابد من توفير طاقم عمل فني مدرب تدريبا عاليا حتى يستطيع ان يتعامل مع الموقع وان يستجيب لمطالب القراء ويستطيع أن يجدد الموقع باستمرار.
وكذلك الوصول الى اكبر شريحة من القراء، وبعدة لغات وانا اصر على تعدد اللغات لان ذلك سيعد نقلة نوعية لو استطعنا ان ننشر العربي بعدة لغات.
ولقد قسمنا المشروع الى عدة مراحل، المرحلة الأولى هي بناء موقع العربي الأساسي البورتر الاساسي والمرحلة التي انتهينا منها تقريبا هي وضع اعداد مجلة العربي من عام 1990 الى عام 2000، 2001، وهي المرحلة الموجودة فعلا الآن على الموقع.
والمرحلة التالية هي ادخال الاعداد القديمة منذ عام 1985 اي منذ انشاء المجلة وحتى عام 1989. ومن المراحل المهمة هي وضع ارشيف الصور الموجود لدى مجلة العربي على الانترنت فهي تمتلك ارشيفا هائلا لكل الاقطار العربية وغير العربية وهذا يعتبر كنزا ثقافيا مهما لمراحل عديدة مرت بها تلك الدول، ثم سننتقل بعد ذلك الى مراحل تطويرية اخرى.
وهذه صورة بالفيديو لاحدى الصورة الموجودة لدى مجلة العربي وهذه من الوسائل الالكترونية غير المتورفة في الطباعة الورقية. نشكر لكم استماعكم وشكرا للحضور.
موقع العربي على
الانترنت
والارتقاء بحوار الثقافات
الباحث: محمد سيف *
يعد إنشاء موقع لمجلة العربي على شبكة الإنترنت بمنزلة تعبير عن دخول هذه المجلة العربية المخضرمة لمرحلة جديدة من تطورها، كما أنه يأتي لتلبية حاجة ملحة، ربما لا يكون في وسع أي موقع صحفي آخر، على الشبكة الدولية، أن يلبيها.
غني عن التعريف ذلك الدور الذي تضطلع بالقيام به مجلة العربي في حقل الثقافة العربية على نحو منتظم، منذ ثلاثة وأربعين عاما. فهي تعد نسيجاً وحدها في مجال المطبوعات الثقافية العربية، نظراً لكونها أوسع المجلات العربية انتشاراً، وأكثرها عبورا للمحلية، إضافة لما تقدمه للقارئ العربي، في مختاراتها، بانتظام، من مادة متنوعة على صعيد الفكر والثقافة والأمور التي تحظى بالاهتمام العام، ومن تحقيقات مصوّرة تنقل صورة الحضور العربي على اتساع العالم، وتقدم من خلاله بعض جوانب المعرفة العامة الضرورية بالبلدان والشعوب، من الزوايا التاريخية والثقافية والسياسية والجغرافية.
ومن المعروف أن الكثيرين من المهتمين بالدراسات العربية، في الشرق والغرب، يحرصون على متابعة المجلة، بوصفها مرآة للشواغل الثقافية العربية، كما أن أعداداً كبيرة من دارسي اللغة العربية، من غير العرب، يعتبرون المجلة بمنزلة أداة مهمة لاستمرار تطوير علاقتهم ومعرفتهم باللغة العربية الحديثة، وذلك لتفرّدها ضمن المطبوعات الصحفية العربية، بعمقها وشمولها وحسن متابعتها، إضافة إلى سلامة نصوصها ودقتها.
ويمكن القول، إن مجلة العربي اكتسبت جانباً كبيراً من نجاحها لتمكنها من اجتياز الحواجز الكثيرة التي تعيق حرية حركة مرور الصحف وتداول المعلومات، فيما قبل إنشاء شبكة الإنترنت، ومن ثم الوصول إلى أعداد هائلة من المتلقين، على مساحة مترامية الأطراف، سواء في المنطقة العربية أو خارجها. والدارس لتاريخ هذه المجلة يستطيع أن يضع يده بسهولة على طبيعة المفاهيم المنطلقة من منظور اتصالي حديث للعمل الصحفي، وهي المفاهيم التي وجهت عمل المجلة منذ بدايتها وإلى الآن، وأن يلمس بالتالي الإمكانات التي توفرها لها دولة الكويت لتساعدها على تحقيق هذا الانجاز.
لكن التطورات التي حدثت عل صعيد الاتصال، صارت تتيح اليوم فرصة كبيرة لانتشار الانتاج الثقافي من كل اللغات، عبر العالم أجمع، بل وفي زمن قياسي، وذلك من خلال وسائل النشر الإلكتروني، وقد شهدنا أخيراً تدافع الكثير من الصحف العربية بأنواعها المختلفة إلى احتلال مواقع لها على الشبكة، في محاولة للحاق في هذا المجال، بركب نظيراتها من الصحف العالمية في زمن العولمة الثقافية، ومن ثم كانت هناك ضرورة أمام القائمين على مجلة العربي لمتابعة الركب، حرصاً على استمرار الريادة، وعلى استغلال هذا المجال الجديد المتاح: Cyberespace في ارتياد عوالم أخرى، والوصول إلى نوعيات جديدة من القرّاء.
ولد هذا المجال من ثورة تقنية ثالثة جاءت مع الربع الأخير من القرن العشرين، وهي ثورة إلكترونية، معلوماتية، واتصالية، وصار يمثل قارة بذاتها تتألف من ملايين الاتصالات الرقمية تربط، في كل ثانية تمر، مئات الملايين من شرائح العمليات الدقيقة التي تعمل بها الأقمار الصناعية، والحواسب، ومع الاتحاد الكوكبي لشبكات الحواسب الذي هو الإنترنت، أصبح هذا المجال بمنزلة شبكة مزدهرة قابضة بالفعل وبشكل دائم على الكوكب.
ويمثل هذا الحيز الجديد Cyberespace بعدا متكاملا لممارسة الأنشطة الانسانية مساوياً لأبعاد الأرض، والبحر، والفضاء. بل إن هذا البعد صار يغلف الأبعاد الأخرى، فهو يعمل أكثر فأكثر على تكييف إعادة بناء جميع الأنشطة، ومنها بطبيعة الحال، بل وفي القلب منها: الأنشطة الثقافية.
وغني عن الذكر، إن الثقافة الإنسانية كانت على نحو دائم بمنزلة الهدف الأول للتطوير والتغيير في كل مرحلة تغيرت فيها وسائط التعبير والنقل، فقد شهد الانتقال من عصر النسخ والتدوين إلى عصر الطباعة الآلية ثورة فعلية في المتخيل الإنساني، أسفرت عن بروز أشكال جديدة للتعبير وظهور مدارس فكرية وفنية يدين لها العالم الحديث بفعل ما قدمته له من آفاق لم تكن في متناوله، كما شهدت الثقافة الإنسانية في العالم أجمع ثورات أخرى لا تقل تأثيراً عن ذلك مع ابتداع الوسائط الجديدة التالية: كالمذياع، والشريط السينمائي المصوّر، ثم التلفزيون، عبر مراحله المختلفة وصولاً إلى عصر الأطباق والفضائيات، وأخيراً مع انتشار ذيوع الحاسب الإلكتروني الشخصي، الذي انتقل استخدامه بسرعة شديدة ليحدث أكبر ثورة عرفها العالم في مجال الاتصال والمعلومات عبر تاريخه على الإطلاق.
وهذه الثورة الجديدة في مجال الاتصال نستطيع أن نستشف من آثارها التي أصبحت مدوية، رغم كونها في بداياتها، إننا بصدد ظهور متخيل جديد بدأت ملامحه في التشكّل من حولنا. وهو متخيل يستمد عناصر تكوينه من سهولة التواصل بين الأفراد على اختلاف ثقافاتهم وأعرافهم ومواقعهم في العالم أجمع،ومن إتاحة توافر المعلومات في كل مجال للجميع، ومن تنامي الحساسية الجديدة التي جاءت بها ثقافة الصورة والدلالة الرمزية، وليس بإمكان أحد الزعم بالقدرة على الإحاطة بكل عناصر هذا المتخيل الجديد، ولا بالمعرفة الدقيقة لطبيعة الحساسية الجديدة التي تتشكل الآن لدى البشر في تفاعلها مع هذا المتخيل الجديد. لكن المؤكد أن ما يجري حولنا من تطورات متلاحقة السرعة في هذا الخصوص، يحمل معه بذور تغيرات كبرى، تتفجر الآن، على صعيد أشكال التعبير، بالكلمة والصورة، ومن المؤكد أيضاً أن من شأن من لا يعد عدته للتعامل مع هذه الأدوات الجديدة أن يحكم على نفسه بالعودة للوراء، مهما كان الزعم الذي يغلف ذلك النكوص.
لقد أصبح العالم بالفعل قرية صغيرة، وهي قرية تتفاعل فيها الثقافات، كل حسب قدرتها على امتلاك الأدوات التي تخاطب منها العالم الحديث، وامتلاك هذه الأدوات أمر لا يقتصر فحسب على استخدام التقنيات الجديدة سواء بتعريب البرمجيات الجديدة، بل هو يتطلب أيضاً حشد كل الجهود من أجل توجيه استخدام هذه التقنيات للمشاركة في صناعة الجديد المقبل ولاكتساب قدرة التعامل مع هذا المتخيل الجديد.
والفائدة التي تتحقق من إنشاء موقع لصحيفة عربية على الشبكة الدولية، تحددها النظرة التي ينظر بها القائمون على هذه الصحيفة لذلك الموقع وما يريدونه منه بالتحديد. هل يقصدون من وراء ذلك توثيق صحيفتهم باستخدام هذه الإمكانية الاتصالية الجديدة لتصبح مرجعاً لمن يريد العودة إليه فحسب؟ أم يسعون من وراء ذلك للتوجه إلى متلقين جدد؟ وما نوع هؤلاء المتلقين الجدد؟ هل هم ينتمون للثقافة الصادرة نفسها عن الصحيفة؟ أم أنهم ينتمون لثقافات مختلفة ويتعاملون بالتالي بلغات مختلفة؟ وهل تسعى الصحيفة من وراء وجودها على الشبكة لتحقيق غايات تنافسية مع صحف أخرى محلية وعالمية لها نفس الاهتمامات؟ إضافة لأسئلة كبيرة أخرى تتعلق بطبيعة الأداة نفسها، وهي شبكة الإنترنت، فهي تتيح بشكل عام إمكان الوصول إلى فيض غزير من المعلومات في سرعة قياسية، الأمر الذي من شأنه التأثير في تطور أساليب الكتابة والعرض على نحو يلائم هذه السرعة. فهل يمثل السعي لملاحقة هذا التطور هدفاً من أهداف الصحيفة؟ وهل سيكون لهذه الأساليب بالتالي أن تلعب دوراً في مجال تقييم واختيار النصوص التي تنشرها على صفحاتها المطبوعة؟
وإنشاء موقع لمجلة ثقافية واسعة الانتشار مثل العربي يعد حدثا يجب النظر إليه من نواح عدة. أولها أن هذا الموقع يجب أن يتفاعل مع هدف كبير هو الوصول أساساً إلى قارئ العربية في كل مكان. وثانيها أن يعمل على تنمية التبادل بين الثقافات، بإبداع الإمكانات التي تؤهله لأن يكون موقعاً مطروقاً من جانب المهتمين بالثقافة الإنسانية بوجه عام، وبالثقافة العربية بوجه خاص من بين أبناء الثقافات الأخرى، وثالثها هو استمرار الحرص على المزايا التنافسية التي تحققت لمجلة العربي المطبوعة من خلال المشاركة الفعّالة بالرأي، والبحث في الموضوعات الحيّة المثارة في عالم اليوم، وخصوصاً تلك الموضوعات التي تحظى بالاهتمام الإنساني بصفة عامة، لا الاهتمام المحلي فحسب.
وبالنسبة للمحور الأول: من الطبيعي أن يكون على رأس أهداف هذا الموقع التوجه إلى المتلقين من العرب الذين لا تصلهم المجلة، وخصوصاً العرب المهاجرين في قارات العالم أجمع، ويتطلب تحقيق هذا الهدف خلق علاقة إيجابية متبادلة بين المجلة وبين هؤلاء المهاجرين، وذلك من خلال البحث عن اهتماماتهم وإبداعاتهم في كل المجالات وإتاحة الفرصة لنشرها والتعريف بها على صفحات المجلة وصفحات الموقع.
أما بالنسبة للمحور الثاني وهو تنمية التبادل بين الثقافات، فإن من الضروري العمل على إضافة لغتين أخريين، على الأقل، إلى جانب اللغة العربية للتداول على هذا الموقع، وهما الإنجليزية والفرنسية. وليس المطلوب هنا، مع بداية عمل الموقع، ترجمة كل مواد المجلة إلى هاتين اللغتين، وإنما المطلوب ترجمة محتويات أعدادها مع ملخص لكل مادة منشورة في بضعة أسطر، إضافة إلى موضوع أو موضوعين مهمين من كل عدد (افتتاحية المجلة، على سبيل المثال، مع موضوع خاص يتميز بأصالة فكرته وجدتها) على أن يراعي في اختيار الموضوعات المترجمة أن تكون أقل إسهابا وإطناباً من ناحية الأسلوب، وأغزر معرفة من وجهة المضمون.
كما أن وجود هاتين اللغتين على هذا الموقع سيتيح إمكانية كبيرة للاتصال والتبادل مع المهتمين بالدراسات العربية والشرقية من أبناء الثقافات الأخرى على تنوعها، ومن شأن ذلك أن يعد مصدراً مهماً ثرياً من مصادر المعرفة بالذات وبالآخر، يفتح آفاقاً جديدة أمام المجلة من خلال التفاعل مع هذه الدراسات والإبداعات سواء بالترجمة أو بالدراسة أو بالنقاش والحوار المفتوح.
أما بخصوص المحور الثالث، وهو استمرار تحقيق المزايا التنافسية التي تحظى بها مجلة العربي المطبوعة، فهو أمر يتطلب بذل جهد كبير في تطوير العلاقة بين المجلة المطبوعة وبين موقعها على شبكة الإنترنت، على نحو يوجد نوعاً من العلاقة المرنة تتفاعل فيها المجلة المطبوعة مع نوعية المتلقي الجديد الذي يتعامل مع الموقع، ومع الأساليب الجديدة التي تلاقي نجاحاً في العرض والجذب من خلال الشبكة، ويتفاعل فيها الموقع مع الثقافة المطبوعة بتقديمه للخدمة الثقافية الأعمق التي يمثل الطلب عليها إلحاحاً لسد فراغ تشكو منه نوعية الثقافة التي تقدم على شبكة الإنترنت بوجه عام.
إن الضرورة التي يفرضها التعامل مع هذه الأدوات الجديدة لا تتمثل فحسب في الوصول إلى أعداد جديدة من المتلقين، وإنما تتمثل أيضاً في مواكبة ما يجري الآن في العالم أجمع على صعيد ثقافة العولمة، ليس سعياً وراء الانتشار فحسب، بل أيضاً للتعامل مع الحساسيات الجديدة التي تتخلق لتتفاعل مع نوعية المتخيل الذي أتت به الثورة التقنية الثالثة. وذلك من أجل خلق علاقة تبادل إيجابي بين ثقافة الكلمة المطبوعة، وثقافة الصورة والدلالة الرمزية التي تمخر عباب الأجواء الآن بسرعة فلكية لتعمل على تشكيل وجدان بشر القرن الواحد والعشرين.
وحينما ننظر إلى أحوال المنشورات الثقافية التي تتوجه للقارئ العام وتصدر الآن في العالم العربي، نجد أن مجلة العربي المطبوعة تأتي في مقام الصدارة، بل ويفصلها عن الصحف الثقافية العربية الأخرى بون شاسع كبير، من وجهة نظر التوحيد والانتشار، فهل لهذه المجلة أن تواصل ريادتها الحالية في زمن النشر الإلكتروني، عبر اقتحامها لهذا المجال الجديد؟
والإجابة عن ذلك هي بالقطع: نعم، لأن ما لهذه المجلة وطاقمها من خبرات تراكمت، عبر ثلاثة وأربعين عاماً، يمثل رصيداً غنياً يساعدها على تحقيق النجاح المنشود.