ملتقيات العربي

ندوة المجلات الثقافية ودورها في الإصلاح الثقافي

الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي



د. أنس الرشيد وزير الإعلام يفتتح ندوة (العربي)
في الثالث من ديسمبر
برعاية سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء حول
(الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي)
بحضور حشد من المفكرين والباحثين العرب

         يقوم وزير الإعلام الدكتور أنس الرشيد نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد بافتتاح الندوة السنوية الخامسة لمجلة العربي التي تنطلق فعالياتها خلال الفترة من الثالث إلى الخامس من شهر ديسمبر 2005.

         وتهدف الندوة التي تحمل هذا العام عنوان "الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي" وتستضيف حشداً من كبار المفكرين والمهتمين والباحثين من كافة الأقطار العربية, إلى عرض رؤى عدد من العلماء العرب لدور المؤسسات العلمية والجامعات في العمل العلمي الجاد ومناقشة أسباب انخفاض الثقافة العلمية لدى المواطن العربي بالإضافة إلى دراسة الدوريات والمجلات المهتمة بالثقافة العلمية التي تنشر في العالم العربي والمعوقات التي تحول دون انتشارها وإحداث التأثير المطلوب في الذهنية العربية وأسباب عجز المؤسسات التعليمية والإعلامية عن نشر الثقافة العلمية إلى جانب استشراف المستقبل العربي ومحاولة استشراف تصور خطة للنهضة العلمية وما يتطلبه ذلك من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.

         في غضون ذلك, اعتبر رئيس تحرير مجلة العربي والمشرف العام على الندوة الدكتور سليمان العسكري إن ندوة مجلة "العربي" التي باتت تقليداً ثقافياً سنوياً على مستوى العالم العربي, قد غدت ساحة مهمة لتبادل الأفكار وإثارة الحوار في حرية كاملة ومن دون إثارة أي نوع من الحساسية, وقال الدكتور العسكري إن الندوة التي تأتى في إطار سلسلة من الندوات السنوية المهمة التي نظمتها مجلة العربي على مدى السنوات الماضية سوف تحمل هذا العام عنوان "الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي"، مشيرا إلى أنها تأتي في وقتها حيث يعيش العقل العربي في حالة من الهروب المستمر تجعله عاجزا عن مواجهة التحديات العلمية المعاصرة، مشيرا إلى أن هذا العقل بات يقتات على فتات الماضي، ويحصن ذاته بيقين من الخرافات والغيبيات، ويبرر عجزه بنظرية المؤامرة، كما أنه غير مدرك أن اللغة التي يستخدمها لا تساعده على التواصل مع العالم الذي يحيط به.

         وأشار الدكتور العسكري إلى أن المواطن العربي يعاني حالة عسيرة من الأمية العلمية، وماعدا بضع الجزر المتفرقة التي يعيش عليها بعض العلماء المنعزلين كالرهبان، فإننا لا نرى أثرا للمناخ العلمي الذي يغمر العالم الآن، ففي الوقت الذي يستعدون فيه للانتقال إلى عالم الغد نرتد نحن إلى هوامش الماضي.

         وشدد رئيس تحرير مجلة العربي على إن إنقاذنا من هذه الحالة يتطلب نشر الثقافة العلمية على مختلف المستويات، مبينا أن الثقافة العلمية هنا تعني قدرا من المعرفة، وطريقة في التفكير، وسلوكا في الحياة، فنحن في أمس الحاجة إلى طفرة علمية ربما تكون كالمصل الذي يشفي الجسد العربي العليل من أسقامه وتخلفه، وهو أمر يتطلب إرادة قومية أولا، وإصلاحا سياسيا واقتصاديا ثانيا، وصحوة ثقافية تشارك فيها أنظمة التعليم مع وسائل الإعلام ثالثا، وهذا هو الهدف الذي تسعى إليه هذه الندوة المهمة.

         وأوضح الدكتور العسكري أن الندوة تنقسم إلى أربعة محاور، سوف يخصص الأول منها للحديث عن العقل العربي والعوائق التي تقف بينه وبين الثقافة العلمية , من خلال السعي على عدد من الأسئلة تدور حوا أسباب استحواذ الماضي على الثقافة العربية، وغياب منهج التفكير العلمي، وما إذا كانت العقلية العربية غير مهيأة لهذا النوع من التفكير؟ أم أن هناك عوائق سياسية وثقافية تحول دون ذلك؟.

         ويدور المحور الثاني حول الواقع العلمي العربي وأسباب تخلفه , ساعيا إلى الإجابة عن تساؤلات تتعلق بالعوائق التي تقف أمام حرية البحث العلمي والإبداع وحصاد المؤسسات العلمية العربية، ماذا أنفقت وماذا قدمت، وهل هناك إنجاز علمي عربي يمكن التوقف عنده؟ ولماذا لا يستطيع العالم العربي الدخول للنهضة العلمية المعاصرة كما فعلت دول جنوب شرق آسيا، هل هو نقص في الإمكانات البشرية؟ أم المادية؟

         وقال الدكتور سليمان العسكري إن المحور الثالث يدور حول الثقافة العلمية والإعداد للمستقبل العلمي العربي , وفيه سوف تطرح التساؤلات حول الدور الذي تقوم به الدوريات والمجلات العلمية في نشر الثقافة العلمية بين الشباب والتبشير بالمستقبل؟، نماذج وشهادات من هذه المجلات , والدور المنوط بالمؤسسات التعليمية والمؤسسات الإعلامية والتلفزيون من اجل نشر الثقافة العلمية, إضافة إلى البحث عن السبل الكفيلة بتهيئة المواطن العربي من أجل القيام بنهضة علمية.

         وأوضح الدكتور العسكري أن الندوة سوف تخصص محورا يعنى بالجهود العلمية في دولة الكويت , يشارك فيه عدد من المخترعين وأصحاب براءات الاختراع، في الوقت الذي سوف تشهد جلسات المؤتمر تقديم شهادات علمية كويتية وعربية إلى جانب شهادات عن بعض المؤسسات العربية العلمية وما حققته من إنجازات، وشهادات أخرى من بعض المشرفين على تحرير المجلات والأبواب العلمية.

         وأشار الدكتور العسكري إلى الأسماء التي سوف تترأس جلسات الندوة سوف تضم كل من : د. إسماعيل الشطي أ. د . عبد اللطيف البدر، أ. فاطمة حسين، أ. بدر الرفاعي أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أ. د. أحمد أبو زيد، أ. د. حامد عمّار، أ. د. عبد الله الغنيم رئيس مركز الأبحاث والدراسات الكويتية وعميد كلية العلوم الأستاذ الدكتور رضا الحسن.

         وأشار العسكري إلى انه سيقام على هامش الندوة عدد من الفعاليات كإقامة معرض الكتب العلمية، ومعرض الصور (عدسة العربي تتأمل). بالإضافة إلى حفل عشاء يقيمه معالي وزير الإعلام على شرف المدعوين إلى الندوة في قاعة الثريا – فندق ماريوت.