الساعة

ساعة حائط خشبية كبيرة هي إرث الرجل، عُلقت في البهو، استأنس أهل الدار دقاتها، وأنصتوا إليها عند كل ساعة ونصف الساعة.  وحتى ينضبط إيقاعها وتظل عقاربها متحركة كان الرجل يشحنها بانتظام مرة كل أسبوع. 
وذات صباح، وما إن توقفت عقاربها حتى أحضر صاحب الدار من العلية سُلَّمًا، وما إن ارتقاه حتى شرع في شحنها، ملتقطًا مفتاحًا أدرجه في ثقب بالجهة اليمنى للساعة. أداره عدة دورات في اتجاه معاكس، وما إن أمسك حتى سحبه وأخفاه في الركن الأيمن منها، وبالسبابة عدل عقارب الساعة، وبدقات منضبطة برنين متواتر احتسب العقرب الصغير الساعات. 
حين سقط البندول وأخفق صاحب الدار في إصلاحه استعان بساعاتي، وما إن فحص السَّاعاتي السَّاعة حتى أخبر صاحب الدار بأن قطعة معدن معقوفة صَدِئت، كانت قد ثُبت بها البندول، لذا سقط، ورجح تعويضها بقطعة مماثلة، وإلا ظلت الساعة متوقفة. إلا أن الرجل صاحب الدار رفض الفكرة من أساسها، ولم يرغب في إضافة جزء غريب على الساعة. 
بعد أيام أقبل الساعاتي حاملًا قطعة معدن معقوفة، وأخبر صاحب الدار أنها قادرة على إعادة الحياة للساعة الحائطية، ومن دونها لن تتحرك عقاربها، وقد تظل هامدة جامدة إلى ما شاء الله. 
فكر الرجل في الأمر، وأخفى ما أقره بشأن إصلاح الساعة، ولشهور انتظر الساعاتي من الرجل جوابًا صريحًا. أما الساعة فظلت هامدة، والبندول متدليًا ساكنًا بلا حِراك ■