قبل شروق الشمس

إنّها السادسة صباحًا، أفتح عينيّ بصعوبة، أنهض لأصلّي الفجر قبل شروق الشمس، ومن ثمّ أوقظ زوجي والأطفال، فيبدأ الشجار حول ما سيلبسون، وما سيأكلون، وكم كوبًا من الحليب سيشربون. وبعد استنزاف قوتي ننطلق معًا، أودعهم عند بوابة المدرسة وأستأنف طريقي إلى مقرّ عملي.
ينتهي الدوام فأسابق الزمن لأصل في الوقت المحدد، أجهّز الطعام، نأكل، نشرب، نتحدّث، أغسل، أنظّف، أرتّب، أجهّز الطعام مجددًا، يأكلون، يشربون، يلعبون، يصرخون، يتشاجرون، يدرسون، يستفسرون، بعدها يحين الوقت ليناموا.
أجلس قليلًا مع زوجي، فنتبادل بالكاد طرفًا واحدًا من أطراف الحديث، ومن ثمّ أذهب إلى فراشي أخيرًا، أغفو فأراني في أرضٍ جرداء، لا مرج فيها ولا ماء، أتحسّس جيبي فأجد بذورًا، لكن في منتصف الحلم أستيقظ على صوت المنبّه.