أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

لم يخلُ أي منزل أو ناد أو مقهى أو أي مكان يتجمع فيه البشر في وقتنا الحاضر من وجود جهاز التلفزيون، الذي صار بعدة أحجام وأشكال وأنواع وعلامات تجارية، ووصلت بعض قياسات شاشاته إلى ما يقارب شاشة السينما والبعض الآخر وصل إلى ما يقارب حجم شاشة الهاتف المحمول. وبين هذا وذاك توجد أحجام عدة.

وعندما ظهر التلفزيون في العام 1929 - بعد تجارب عديدة - كان أعجوبة الأعاجيب، فمن خلال هذا الصندوق السحري العجيب تستطيع أن ترى الدنيا بأسرها وأنت جالس في مكانك، وكان البعض يعتقد أن ظهور التلفزيون سيؤثر بالسلب على جهاز الراديو أو صناعة السينما أو خشبة المسرح، لأنه استطاع أن يجمع بين خصائص هذه الوسائل، فهو يجمع بين الصوت والصورة والحركة، كما يستطيع أن يعرض المسلسلات والأفلام والمسرحيات والبرامج المختلفة، دون أن يغادر المشاهد الكرسي الذي يجلس عليه. غير أنه ثبت بمرور الوقت أن لكل وسيلة خصائصها وجمهورها ورسالتها، بدليل وجودها متجاورة إلى اليوم، دون أن يقضي أحدها على الآخر.

غير أننا يجب أن نفرق بين جهاز التلفزيون الموجود في أحد أركان المنزل أو المقهى، ليشاهد الناس برامجه وفقراته وإعلاناته ومسلسلاته وأخباره وبين التلفزيون كجهاز إعلامي من خلال مئات بل آلاف الموظفين والفنيين الذين يعملون في مبنى التلفزيون الذي يضم استوديوهات وأجهزة استقبال وتسجيل وبث والعشرات من آلات التصوير والميكروفونات والمعدات وغيرها الكثير.

ولا شك أن العمل في مثل هذه المجالات يكون ممتعا، خاصة إذا كان الشخص الذي يعمل بها يحب التواصل الإنساني ويشعر بأهمية أن تصل رسالته ووجهة نظره للناس بطريقة ما، سواء كانت الصورة أو الكلمة أو الحركة أو الإشارة، ومن هنا كان الاهتمام بإنشاء أقسام وكليات للإعلام ضمن العديد من الجامعات، تدرس فيها مثل هذه الأمور بطريقة علمية ومنهجية.

وقد يجد - أبنائي الأعزاء - أحدكم لديه الرغبة في الاتصال والتواصل مع الناس من خلال العمل في جهاز التلفزيون، وهذا الأمر يحتاج إلى الجد والاجتهاد والتحصيل العلمي والثقافي والتواصل مع الناس والمجتمع كي تصبح إعلاميا جديرا بحمل هذا اللقب.

 



سليمان العسكري

 




صورة الغلاف