مهمة الكابتن بهاء

مهمة الكابتن بهاء: قصة: حمدي أبو كيلة

رسم: حسام التهامي

كان الكابتن بهاء مستغرقاً في تفكير عميق وهو يجلس في كابينة قيادة السفينة الفضائية «زودياك». لم تكن هذه أول رحلة يسافر فيها الكابتن بهاء إلى الفضاء الخارجي. ولكن المهمة هذه المرة كانت أخطر من كل المهام التي سافر للقيام بها من قبل.

راجع الكابتن بهاء الخريطة الكونية الإلكترونية المثبتة في مواجهته، وتأكد من أن السفينة تسير في مسارها الصحيح. ثم راح ينفذ الخطوات التي راجعها بكل دقة مع قياداته في القاعدة الفضائية الأرضية قبل أن ينطلق في رحلته الخطيرة، فأبطأ من سرعة المحرك استعداداً للدخول في الغلاف الجوي للكوكب «زد»، ثم شغل جهاز التمويه حتى لا تتمكن أجهزة رادار الكوكب من اكتشاف السفينة «زودياك»، وضغط على عدة أزرار لكي يوجه السفينة للهبوط فوق الهدف المقصود بالضبط. ثم ارتدى الملابس الواقية من الإشعاع الذري. وثبّت حقيبة الأجهزة فوق ظهره. وألقى نظرة أخيرة على الخريطة ليتأكد من أن السفينة تحلّق فوق الهدف تماماً.

كان ظلام الليل الدامس يحيط بالموقع. وكان قلب الكابتن بهاء يدقُّ بعنف وهو ينظر من منظار السفينة إلى الفوهة الضخمة المنحوتة في قلب الصخور، والتي كانت السفينة في طريقها للهبوط بداخلها. وبعد دقائق قليلة كانت السفينة تجتاز الفوهة وتهبط ببطء على أرض صخرية مستوية. وبسرعة غادر الكابتن بهاء السفينة «زودياك» ليجد نفسه إلى جوار صاروخ ضخم. كان الصاروخ مطابقاً بالضبط للصور الكثيرة التي رآها له أثناء الاستعداد لرحلته. كانت كل الخطوات التالية مدروسة بدقة شديدة مقدماً. وبعد ثوان كان الكابتن بهاء عند قمة الصاروخ، وعندها أخرج الأدوات من حقيبته وراح يستخدمها في فصل قذيفة نووية ضخمة مثبتة في رأس الصاروخ. وبعد ساعة من المجهود الشاق عاد إلى السفينة وهو يحمل القذيفة على العربة الخاصة التي أتى بها معه، والتي استغرقت معامل بحوث الفضاء على الأرض شهوراً طويلة في تصميمها وصناعتها، ثم انطلق في رحلة العودة.

أثناء رحلة العودة إلى الأرض، كان الشعور بالسعادة يسيطر على الكابتن بهاء. فقد أنقذ كوكب الأرض من التدمير. وعاد وهو يحمل القذيفة الفتاكة التي أعدها قادة كوكبة «زد» لإفناء كل سكان الأرض، كجزء من خطتهم العدوانية لاحتلال كوكب الأرض، واستغلال خيراته لمصلحتهم. وقد استغرقوا في صنع هذه القذيفة عشرين عاماً كاملة، ويحتاجون إلى عشرين عاماً أخرى ليصنعوا واحدة جديدة.

صحيح أن الأرض تمتلك وسائل علمية كانت قادرة على تفجير القذيفة وهي في مكانها فوق كوكب «زد». ولكن هذا كان سيؤدي إلى إفناء كل سكان الكوكب. ولم يكن هذا هدف قادة كوكب الأرض. لقد كان هدفهم فقط هو حماية أهل الأرض. وهناك فرصة أخرى مدتها عشرون عاماً، لعل قادة كوكب «زد» يتخلون خلالها عن أهدافهم العدوانية ويجنحون إلى السلام، قبل أن يتمكنوا من صنع قذيفة مدمرة جديدة.

 



قصة: حمدي أبو كيلة