«ستائر الفقاعات» لحماية الكائنات البحرية من الضوضاء

«ستائر الفقاعات» لحماية الكائنات البحرية من الضوضاء:

التلوث الضوضائي

الصوت هو طاقة في شكل موجات. وإذا ارتفع الصوت عن حد معين، أصبح ضاراً بالإنسان والكائنات الأخرى، وفي هذه الحالة يطلق عليه «التلوث الضوضائي»، إذ إنه يعد أحد ملوثات البيئة. ويحدث التلوث الضوضائي، فوق الأرض، نتيجة للنغمات الموسيقية المرتفعة والأصوات المزعجة للمركبات كالسيارات والآلات التي تصدر أصواتًا عالية مثل آلات حفر الأرض وغير ذلك.

كذلك هناك تلوث ضوضائي تحت سطح مياه البحار والمحيطات، وتسببه أصوات محركات السفن وآلات البحث عن النفط في القاع والإنشاءات القريبة من الشواطئ، مثل تشييد الجسور أو إقامة الطواحين الهوائية للحصول على الطاقة من الرياح.

وهناك تقرير حديث، يثبت أنه بعد دق أعمدة طولها نحو مئة متر في المحيط لإقامة أحد الجسور، ظهرت الأسماك الميتة على سطح المياه المجاورة. وأجريت الفحوصات عليها. واتضح أن موجات ضغط هائلة، من عملية الدق ضغطت الهواء في مثاناتها، التي سرعان ما انتفخت وانفجرت، وأدت إلى موت الأسماك. وموجات الضغط هذه، من بين الملوثات الضوضائية، التي ربما تؤدي إلى تخفيض الثروة السمكية في البحار والمحيطات.

نبضات صوتية.. في الأعماق

وفي الأعماق المظلمة للبحار والمحيطات، تستخدم الحيتان والدلافين وثدييات بحرية أخرى، نبضات صوتية معينة للاتصال ببعضها البعض والبحث عن غذاء والتزاوج والحفاظ على تجمعها معًا.

ولكن بسبب تدخل الإنسان بأجهزته وآلاته الضخمة لقضاء مصالحه، فإن أصوات عملية الاستكشاف والإنشاءات، ترسل موجات قوية وتلوثًا ضوضائيًا، يمكنها إزعاج وإرباك الكائنات البحرية بما فيها أضخمها التي تعيش في الأعماق، وقد تسبب انقراضها.

إذ اتضح أن النبضات الصوتية التي تصدرها تلك الكائنات البحرية وتعد إحدى الوسائل الحيوية لممارسة حياتها اليومية وتكاثرها وقد تداخلت معها الضوضاء التي تحدث تحت سطح المياه، مما أدى إلى إفسادها وعدم تحقيقها للهدف منها، في مساعدة الكائنات البحرية على الحياة.

ستائر الفقاعات الهوائية

وأخذ الباحثون يجرون تجاربهم، لإنقاذ الكائنات البحرية من التلوث الضوضائي، والحفاظ بالتالي على الثروة البحرية خاصة الأسماك والتي تمثل غذاء رئيسيًا لعدد كبير من دول العالم.

ومن أحدث الوسائل العلمية التي توصل إليها الباحثون، للتقليل من تأثير موجات الصوت المدمرة للكائنات البحرية، ما أطلق عليه «ستائر الفقاعات الهوائية»، فما هي؟ تسألني فأجيبك. كانت الفكرة الأساسية في استخدام ستائر الفقاعات الهوائية، أنها تمثل عائقًا يحد من الضوضاء، وذلك لاختلاف الكثافة بين الهواء والماء. ويتكون جهاز «ستائر الفقاعات الهوائية» من مجموعة الأنابيب المعدنية الضخمة التي بها صفوف عديدة من الثقوب، ويلحق بها أجهزة يطلق عليها: «ضواغط» لدفع الهواء في تلك الأنابيب، لتخرج الفقاعات من ثقوبها إلى المياه.

وقد تكون الأنابيب التي تصدر عنها الفقاعات دائرية الشكل، لتحيط بالأعمدة التي تثبت في القاع عند إقامة الجسور، أو الحفارات التي يتم بها البحث عن النفط في مياه البحار والمحيطات، والتي تصدر عنها ضوضاء عالية، وذلك لتخفيض الأصوات بواسطة الفقاعات الهوائية، لحماية الكائنات البحرية والحفاظ على الثروة البحرية.

مزايا رائعة

وقد اتضح بالفعل أن ستائر الفقاعات الهوائية، أدت إلى تخفيض التلوث الضوضائي بنسبة تصل إلى 90 % في مكان دق أعمدة الجسور أو حفارات البحث عن النفط، كما أن أثر ستائر الفقاعات الهوائية يمتد إلى نحو كيلو مترين من مكان إقامتها، وذلك لانتشار الفقاعات الهوائية إلى مسافة بعيدة في المياه. واتضح أيضًا فائدة ستائر الفقاعات الهوائية، حتى في مواسم هجرة الأسماك والكائنات البحرية الأخرى. وقد أطلق على «ستائر الفقاعات الهوائية» هذا الاسم، لأنها عند إطلاق الفقاعات تشبه بالفعل ستائر مصنوعة من الفقاعات الهوائية ذات الأعداد الهائلة.

 



إعداد: رؤوف وصفي

 










ستائر الفقاعات الهوائية ساهمت في تخفيض الضوضاء تحت الماء