أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

لا يَسْتَطِيعُ كائِنٌ على وَجْهِ الأرضِ أنْ يَستغنَي عن الماءِ أو أنْ يَعيشَ بلا ماءٍ، فالماءُ هو أَصْلُ الوجودِ والحياةِ، وقالَ اللهُ تَعالَى في القرآنِ الكريمِ، (الآيةُ 30 مِنْ سُورةِ الأنْبيَاءِ): وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ . وَهَذا يَدلُّ على عَظَمةِ تلكَ النِّعْمَةِ الإلهيَّةِ التي مَنَحَنا اللهُ إيَّاهَا.

وتَصوَّرُوا مَاذَا يَحْدُثُ لَو انْقَطَعَ الماءُ عَنِ المَنْزلِ لمُدَّةِ يَوْمَينِ أو ثَلاثةِ أيَّامٍ، وتَخيَّلُوا الأضْرَارَ التِّي تَحْدُثُ مِنْ وَرَاءِ ذلكَ. وَجَرِّبُوا أنْ تَستيقظُوا في الصَّبَاحِ فَلا تَجِدُوا مَاءً في صُنْبورِ الحَمَّامِ أو المَطْبَخِ، ومَاذا يَكُونُ شعورُكُم وأنتمْ ذَاهِبُونَ إلى المَدْرَسَةِ دُونَ أنْ يَغْسِلَ كلٌّ مُنْكُمْ وَجْهَهَ بِقَلِيلٍ من المَاءِ، أو يَغْسلُ يديهِ بعدَ وَجْبةِ الإِفطَارِ؟ أو أنْ يَلْعبَ أَحَدُكُم وتَتَّسِخُّ مَلابِسُهُ ثمَّ لا تجدُ أمهُ مَاءً كِي تَغْسِلها وتُنظِّفُهَا، أو أنْ يَعْطشَ أحدُكُم فَلا يَجِدُ في الزُّجَاجَةِ التِّي يَحْمِلُها قَليلاً من الماءِ ليَروِيَ عَطَشَه، وغيرُ ذلك من الأمثلةِ التِّي تؤكِّدُ مَدَى احتيَاجِنا للمَاءِ الذِي هو ضَرُورةٌ منْ ضَرُورَاتِ الحيَاة.

ومَعَ ذلكَ نَجِدُ الكثيرينَ يُسْرِفُونَ في اسْتِخْدَامِ المَاءِ طُوَالَ النَّهَارِ، ويَتْركُونَ صَنابيرَ الميَاهِ مَفْتُوحَةً تَتدفَّقُ مِنْهَا المِيَاهُ دُونَ أنْ يَبْذِلُوا أدْنَى جهْدٍ لإغْلاقِهَا، أو أنْ تَكُونَ هذه الصَّنَابيرُ معطوبةً وتَحْتاجُ إلى لَمْسةٍ بَسيطةٍ لإصْلاحِهَا، ولكنَّهمْ لا يَهتمُّونَ بذلكَ وَيتْركُونَ الميَاهَ تنسَابُ دُونَ أقلِّ اهتمامٍ بتلكَ القَطَراتِ التّي تَتساقطُ بشكلٍ دَائمٍ لتُشكِّلَ الكثيرَ من الأمْتَارِ المُكعَّبةِ المهدورةِ من الميَاهِ التي قَدْ نَكُونُ في أشَدِّ الحَاجَةِ إليها وَقْتَ انْقطَاعِ الميَاهِ لأيِّ سَببٍ من الأسْبَاب.

لِذَا أدعُوكُم - أبنائيَ الأعزَّاءَ - إلى ضرورةِ الحفاظِ على المَاءِ أثْناءَ استخدَاماتِكُم اليوميّةِ له، فَلا تَتْركُوا صُنبورَ المَاءِ مَفْتُوحًا بَعدَ غَسْلِ اليَدَيْنِ مَثلا سَواءً في المَنْزلِ أو المَدْرسةِ أو أيِّ مكانٍ تَستخدمُونَ فيه الميَاهَ. كما أدعُوكُم إلى الاهتمامِ بدعوةِ مجلتِكُم «العربيّ الصَّغير» إلى الحِفَاظِ عَلى نَظَافةِ الْبِرَكِ والآبارِ والأنهارِ والبحيراتِ من التلوّثِ، لأنَّها مَصدرٌ أسَاسيٌّ من مَصادرِ المياهِ التِّي نعتمدُ عليها في حَياتِنا اليوميّةِ، أمَّا الأمْطَارُ، فَلَهَا قِصَّةٌ عِلْميَّةٌ أخْرَى تَجدُونَها في هَذا العددِ مِنْ مجلتِكُم تحت عُنْوانِ «كَميَّة المطر» فَهيَّا نَقْرَؤهَا مَعًا.

 



سليمان العسكري

 




صورة الغلاف